باحث وأكاديمي جزائري:

السیدة فاطمة الزهراء(س) علّمت المسلمين كيف يحاججون بالقرآن الكريم

سلايمية: السيدة فاطمة الزهراء(س) هي التي علّمت المسلمين كيف يحاججون بالقرآن الكريم وكيف يثبتون على مبدئهم كما علّمت النساء المسلمات كيف يكنّ قدوات لأسرهنّ.

السیدة فاطمة (س) علّمت المسلمين كيف يحاججون بالقرآنوأشار إلى ذلك، الباحث والأكاديمي الجزائري والمستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية الجزائري الأسبق “الصادق سلايمية”، في حديثه قال: “إنّ السيدة فاطمة الزهراء (س) هي سيدة نساء العالمين لكل الأزمنة، والسیدة مريم(س) كان سيدة نساء العالمين في زمانها، وتعبير ذلك، أنها(سلام الله عليها) وعلى أبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها، أنها تحوي كمال هذا الدين في أرحامها وفي أخلاقها وفي أبيها وفي ذريتها وفي زوجها”.

وأضاف: “إن الله عز وجل أتمّ هذا الدين بالرسول الأعظم (ص) “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ” وجعل من ذرية السيدة فاطمة (س) كمال هذا الدين على أيديهم، (إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض)”.

السيدة فاطمة(س) هي النسخة القرآنية الناطقة

وأردف مشيراً إلى أن القرآن الكريم وآل البيت (ع) سواء، وقال: “السيدة فاطمة(س) هي النسخة القرآنية الناطقة وذريتها كذلك ولذلك هي سيدة نساء العالمين”.

وحول الأدوار التي قامت بها السيدة فاطمة الزهراء (س) في المجال الاجتماعي، قال الباحث والأكاديمي الجزائري: “إن السيدة فاطمة (س) مثّلت الدور الإحتجاجي العلمي الثابت الصادق الذي لا يداهن ولا يلين إذا تعلق الأمر بحق يُغتصب بدون وجه حق”.

وأردف موضحاً: “فهي من حاججت من صادروا أرضها بحديث موهوم فحاججتهم بالقرآن الكريم وقالت لهم “كيف ترث أباك ولا أرث أبي” وتلت عليه قوله تعالى “وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ” حيث كان على الرجل أن يتوقف عند القرآن.

واستطردت قائلة: “بالنسبة لفريق السقيفة، القرآن الكريم هو المرجع الأعلى للأمة الإسلامية، وعندما تلت عليه الآية الكريمة كان عليه التوقف عندها، مثلما توقف الخليفة الثاني لما تلى عليه الخليفة الأول “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ” بعد أن قال الخليفة الثاني “من قال إن محمدا قد مات ضربت عنقه”.

وقال الباحث الديني الجزائري: “إنّ السيدة فاطمة (س) علّمت المسلمين كيف يحاججون بالقرآن الكريم وكيف يثبتوا على مبدئها وعلّمت النساء المسلمات كيف يكن قدوات لأسرهنّ وأولادهنّ وكيف أن السیدة فاطمة (س) أنجبت من بطنها من فدى الإسلام بنفسه حيث روي عن النبي محمد(ص) “حسين مني وأنا من حسين”.

وأردف موضحاً: “إن النسخة الحية الناطقة المعارضة المقاومة هي السيدة فاطمة (س)، والنبي (ص) كأنه بُعث من جديد بعدما حاول بنوا أمية قتله (ص) وقتل دينه بُعث في مجرى دماء الامام الحسين (ع) زاهراً أخضر”.

وحول أهم فضائل ومناقب السيدة فاطمة الزهراء (س) في القرآن الكريم، قال: “إن الله سبحانه وتعالى ذكر في الآيتين الـ33 والـ34 من سورة “آل عمران” المباركة “إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿33﴾ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿34﴾”.

 

وأضاف: “أنزل الله تعالى سورة عن السيدة فاطمة (س) وعن الامام علي (ع) “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (الانسان / 8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا (الانسان / 9)”.

وأكد أن “السيدة فاطمة (س) هي الغوث الروحي والغوث المادي لهذا الدين، تطعم الجياع وتترك نفسها هي وأطفالها جياع وليس للرياء ولا للسُمعة “إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا”.

وفي معرض ردّه على سؤال بأن مقولة نُقلت عن النبي (ص) “فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني ومن أذاني فقد آذى الله” فكيف تقيمون مكانة السيدة فاطمة (س)، قال: “هي أمّ أبيها(س) ولا يقبل أيّ أحد أن تؤذى أمه، السیدة فاطمة (س) هي أمّ جميع المسلمين بل أمّ الأمة الإنسانية، العبد الضعيف الذي يكلمكم أذكر مرة أنني نائم في بيتي وفي الرؤيا رأيت السيدة فاطمة (س) لم أرى وجهها الذي كان مغطياً وهي ترتدي العباءة السوداء وكانت تتكلم بكلام يذيب الصخور عن وفاة الامام علي (ع) وتقول بأنني أرملة وترك لي الحسن والحسين (ع)، في ذلك المنام غلبني البكاء لكلامها”.

وأضاف: “فقال لي قلبي في المنام أن احتضنها فذهبت لأحتضنها فقال لي قلبي لا يجوز لك ثمّ قال لي قلبي في الوقت نفسه كيف لا يجوز لك وهي أمّك فعانقتها وبدأت بالبكاء فوجدت نفسي وقد صحوت من تلك الرؤية فوجدت نفسي أبكي على الفراش”.

وأوضح “الصادق سلايمية” أن “المنام كان واضحاً بأن المرأة التي رأيتها والإمام علي (ع) تركها أرملة، فالإمام علي (ع) قُتل في السقيفة، قُتل معنوياً في السقيفة”.

وأردف المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية الجزائري الأسبق، مبيناً “أن الإمام علي (ع) مات قبل السيدة فاطمة (س) لما الأمة فرطت في الإمام علي (ع) وقتلته معنوياً، لأنه لم يقدها إلى الهداية”.

وفي معرض حديثه عن أهمية تدريس سيرة السيدة الزهراء(س) على مستوى الجامعات، قال الأكاديمي الجزائري إن الغربيين يعرفون أيضاً السيدة فاطمة(س) بحيث يوجد إسم فاطمة في إسبانیا والبرتغال بکثرة، مبيناً أن السيدة فاطمة(سلام الله عليها) هي قدوة لجميع النساء في العالم.

وفي الختام، أشار الأكاديمي الجزائري الى أهم أبعاد نمط حياة السيدة الزهراء(س) في مجال تربیة الأبناء، والأخلاق، ورعاية الزوج، و…قائلاً: “إن بيت السیدة فاطمة(س) يمثّل منارة الاسلام وكانت تحمل هموم الأمة في قلبها ووقفت الى جانب زوجها المظلوم”.

المصدر: الوفاق/ وكالات