ففي اجتماع هام حضره ممثلون عن إيران والصين وكازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان وتركيا، تم توقيع اتفاقية محورية في إسطنبول لتعزيز النقل بالسكك الحديدية في الفرع الجنوبي للممر الصيني – الأوروبي، وتضع هذه الاتفاقية إيران في موقع محوري واستراتيجي؛ وهو موقع يُشار إليه باسم “البوابة الذهبية لعبور قطارات الحاويات” من الشرق إلى الغرب.
التزمت الدول الأعضاء في هذه الاتفاقية بتطبيق تعريفة موحدة تنافسية، وخفض زمن رحلات القطارات، وتقليل التكاليف الجمركية والجانبية إلى الحد الأدنى، وتوفير البنية التحتية التشغيلية لزيادة سعة العبور.
ويعتقد الخبراء أن هذه الحزمة المتناسقة يمكن أن تحول المسار الجنوبي إلى خيار أكثر جاذبية وفعالية من حيث التكلفة لشركات النقل الدولي.
وتُظهر الإحصائيات أنه في العام الماضي، تم نقل ما يقرب من 60 مليون طن من البضائع ضمن حوالي 20 ألف قطار حاويات بين الصين وأوروبا؛ لكن حصة المسار الجنوبي العابر عبر الأراضي الإيرانية لا تزال منخفضة.
ومع تنفيذ الالتزامات الجديدة، من المتوقع أن يمر جزء كبير من هذا الحجم من العبور عبر الأراضي الإيرانية، وهو الأمر الذي يمكن أن يجلب لإيران إيرادات مستدامة، وتطويراً للبنية التحتية، وتعزيزاً لدورها الجيوسياسي في شبكة الترانزيت والنقل العالمية.
من وجهة نظر الخبراء، تمثل اتفاقية إسطنبول نقطة تحول في إحياء القدرات الجيوسياسية لإيران، وخطوة إلى الأمام في المنافسة الإقليمية لجذب حركة الترانزيت؛ منافسة تقدمت فيها إيران الآن بخطوة مهمة على المنافسين بموجب هذا التفاهم السداسي.