تشييع مُهيب لجثامين الشهداء المجهولين في أنحاء البلاد ..

ملحمة شعبية في حبّ الوطن

الوفاق/ هبّ الشعب الإيراني بجميع فئاته وأطيافه في جميع أنحاء البلاد، الإثنين، لتشييع رفات 300 شهيد من الشهداء المجهولين من فترة الدفاع المقدّس، وذلك في ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء(س).

وفي هذا السياق، جرت مراسم الوداع لرفات 100 من الشهداء المجهولين من أمام جامعة طهران، حيث جرى تشييعهم نحو روضة معراج الشهداء. وشارك في المراسم حشد غفير من مختلف شرائح المواطنين ومن ضمنهم الطلبة وعائلات الشهداء ومسؤولون عسكريون وثقافيون ومجموعة من أساتذة الجامعات، وحضر المراسم قائد قوى الأمن الداخلي العميد أحمد رضا رادان، وقائد القوة الجوفضائية لحرس الثورة الاسلامية العميد مجيد موسوي.

 

ورفع المشاركون لافتات كُتب عليها “الشهداء أحياء”، و”السلام على المجهولين”، و”درب كربلاء مستمر” وتليت مراثي حسينية بالمناسبة، وتم تجديد العهد مع الأهداف السامية للشهداء ومنهم شهداء مرحلة الدفاع المقدس في مواجهة الحرب العدوانية التي شنها نظام صدام ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

وجرت مراسم التشييع في مختلف محافظات ومدن البلاد بمشاركة حاشدة من المواطنين الذين جدّدوا البيعة مع نهج الشهداء العظام، مؤكّدين السير على دربهم ومواصلة التضحية والفداء.

 

*دليل على عمق التعلق بالشهداء

 

في السياق، أصدر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، اللواء سيد عبدالرحيم موسوي، بياناً شكر فيه الشعب الإيراني على حضورهم اللافت والاستثنائي في مراسم تشييع جثامين الشهداء المجهولين، وقال: إن هذا الحضور يعكس عمق الحب والولاء والتعلق بمقام الشهداء العالي، والتفاني في حب الإسلام المحمدي الأصيل.

 

وكتب اللواء موسوي: نشهد مرة أخرى حضوراً حماسياً من مختلف فئات الشعب الإيراني الشريف في مراسم تشييع جثامين الشهداء المجهولين الرفيعي المقام من الدفاع المقدس في جميع أنحاء الوطن الإسلامي. وأكد: إن هذه الملحمة الرائعة والخالدة أحيت مجدداً ذكرى التضحية والصمود والفداء التي قدمها الشعب الإيراني العزيز في أيام الدفاع المقدس المجيدة.

 

وجاء في ختام البيان: إنني إذ أحيي أرواح الشهداء الطاهرة وإمام الشهداء، أرى من واجبي أن أشكر مختلف فئات أبناء الوطن العزيز في جميع أنحاء البلاد الذين أضافوا بتواجدهم الحماسي في مراسم وداع وتشييع الشهداء المجهولين الأعزاء صفحة أخرى مشرقة إلى سجل الثورة الإسلامية المجيد.

 

* قوّة إيران تكمن في اتباع القيادة

 

من جانبه، قال قائد قوات الأمن الداخلي العميد أحمد رضا رادان، في كلمة له خلال المراسم: خلال حرب الإثني عشر يوماً المفروضة، استطاع الشعب الإيراني تسطير ملاحم عظيمة، وكشف مجدّداً عن النموذج العملي للعلاقة بين الإمام والشعب.

 

وأكد العميد رادان أن المشاركة الشعبية في هذه المراسم أثبتت أن الأمة التي يقودها قائد الثورة لا تُقهر، ويمكنها استعادة اللحمة الوطنية والدبلوماسية الشعبية، والوقوف في وجه روايات العدو المخاتلة.

 

وقال العميد رادان: أثبت أداء الشعب والقوات الشعبية في العدوان الأخير على البلاد أن إيران لا ترفض الاستسلام للتهديدات فحسب، بل كشف أيضاً عن مزيد من الصمود والتماسك. وأضاف: كما ظهر دور القيادة وقائد الثورة في تجاوز اللحظات الحرجة، حيث مهد الحضور المبكر للقادة واعتمادهم على القيادة الطريق لتجاوز الأزمة.

 

وشدد بالقول: اليوم، تكمن قوة إيران في التلاحم الوطني في طاعة القيادة وجاهزية القوات المسلحة. وتقف القوات التي تضم الجيش والحرس الثوري والتعبئة وقوى الأمن في الخطوط الأمامية للدفاع عن الشعب أكثر من أي وقت مضى.

 

*الكيان الصهيوني يعتقد أنه يستطيع التقدم عبر الإرهاب

 

إلى ذلك، قال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، في كلمة له خلال مراسم تشييع ثلة من الشهداء في مدينة كرمان: يعتقد الكيان الصهيوني أنه يستطيع التقدم من خلال الإرهاب، ويظن أنه بإغتيال قادة لبنان وإيران فإن الشعوب سوف تستسلم، بينما باغتيال كل قائد منهم فهو أقرب خطوة الى زواله ونهاية وجوده.

 

وأشاد رضائي بشهداء المقاومة وقادتها الشهداء الذين يحتذى بهم لدى الشعوب، ويحظون بمكانة عالية ومهمة لديهم.

 

وضمن تأكيده على أن المقاومة في لبنان اليوم أصبحت أقوى مما كانت عليه في عهد الشهيد السيد حسن نصر الله، أوضح رضائي: نحن لا نُملي على الدول ما تفعله؛ لكن يجب إعادة النظر في استراتيجية الصبر وضبط النفس التي تنتهجها المقاومة، لأن الكيان الصهيوني المجرم يستغلها، ولا بد من نقطة نهاية، وبالطبع قوى المقاومة اللبنانية هي من ستقرّر ذلك.

 

وبالإشارة إلى شجاعة الشعب الإيراني وصموده في حرب الـ12 يوماً المفروضة، قال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام: لو لم يصمد شعبنا ولو لم تكن هذه المقاومة ودماء الشهداء، لما استسلم العدو بعد 12 يوما، ولكانت ايران أُحتلت وانتهكت كرامتنا كما في الحربين العالميتين الأولى والثانية.

 

المصدر: الوفاق