وأدّى العدوان الصهيوني إلى دمار واسع وأضرار كبيرة في المباني المستهدفة والمجاورة وممتلكات المواطنين.
وأجمعت البيانات والتصريحات على ضرورة اتخاذ الدولة اللبنانية خطوات لوقف العدوان، مؤكدة شراكة الولايات المتحدة فيه، ومحذرة من مخطط صهيوني يهدف إلى إحداث فتنة داخلية.
* عون: “إسرائيل” لا تأبه لدعوات وقف الاعتداءات
واعتبر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن استهداف “إسرائيل” الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد ظهر الأحد، وتزامن هذا الاعتداء مع ذكرى الاستقلال “دليل آخر على أنها لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان وترفض تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حد للتصعيد وإعادة الاستقرار ليس فقط إلى لبنان بل إلى المنطقة كلها”. وأضاف: “لبنان الذي التزم وقف الأعمال العدائية منذ ما يقارب سنة حتى اليوم، وقدّم المبادرة تلو المبادرة، يجدد دعوته للمجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤوليته ويتدخل بقوة وبجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه، منعًا لأي تدهور يعيد التوّتر إلى المنطقة من جهة، وحقنًا لمزيد من الدماء من جهة أخرى”.
من جهته، رأى رئيس الحكومة اللبناني، نواف سلام، أن “الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت يتطلب توحيد كل الجهود خلف الدولة ومؤسساتها”.
*وزير العمل: العدوان جريمة حرب واضحة
وشدّد وزير العمل، محمد حيدر، على أن “استهداف الأحياء السكنية والمدنيين الأبرياء يشكّل جريمة حرب واضحة تستدعي إدانة دولية عاجلة، لما تمثله من تعدٍّ خطير على حقوق الإنسان والأعراف والمواثيق الدولية”. وجدّد “إزاء هذا التصعيد الخطير” دعوته المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إلى “تحمل مسؤولياته في الضغط لوقف هذه الاعتداءات فورًا، واتخاذ الخطوات الكفيلة بمنع تكرارها، وتأمين حماية المدنيين، وضمان احترام القانون الدولي”.
*النائب عمار: أصوات في الداخل تشجّع العدوان
بدوره، أكّد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة”، النائب علي عمار، أنّ “العدوانية “الإسرائيلية” تضرب كل لبنان منذ اتفاق وقف النار الذي رعته واشنطن”، مؤكّدًا أنّ “كل اعتداء على لبنان هو تجاوز للخط الأحمر”، ومذكّرًا بأنّ “هذه العدوانية متأصّلة في الكيان الذي يستهدف كرامة لبنان وسيادته وأمن مواطنيه”.
وشدّد النائب عمار، في كلمة له من مكان الغارة الصهيونية في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، على أنّ “المقاومة تتعامل بأعلى درجات الحكمة والصبر وهي ستحدّد الوقت المناسب لمواجهة هذا العدو”، مضيفًا: “نحن في معركة شاملة مع العدو وتوقيتنا للمعركة مختلف مع توقيت العدو ونحن سنحدّده في الوقت المناسب”.
وأسف عضو كتلة الوفاء للمقاومة “لأنّ ما يُجرِّئ العدو على اعتداءاته هو أصوات في الداخل جعلت نفسها أدوات له وتشجّعه على عدوانه”.
*النائب حمادة: نحن لن نستسلم
بدوره، شدّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب إيهاب حمادة، على أنّ “العدوان “الإسرائيلي” يأتي بعد مبادرة الرئيس اللبناني ويستهدف الضغط على المقاومة وكل اللبنانيين”.
وأكّد النائب حمادة أنّ “خيار التفاوض من دون قوة مُذِلُّ”، قائلًا: “نحن لن نستسلم”. كما دعا إلى “اتخاذ موقف واحد خلف المقاومة والجيش وإعادة تشكيل الثلاثية الذهبية التي حمت لبنان في المرحلة السابقة”.
كما حثّ اللبنانيين على “مواجهة المشروع “الإسرائيلي” ككتلة واحدة لأنّ المشروع “الإسرائيلي” يستهدف الجميع وليس طائفة منهم”.
*الشيخ قبلان: الأعذار مرفوضة
من جهته، أكّد المفتي الجعفري الممتاز، الشيخ أحمد قبلان، أنّ “الأعذار مرفوضة، بل المطلوب جواب رسمي ووطني بوزن هذا الجنون الصهيوني”، مطالبًا الدولة اللبنانية بأنْ “تكون بحجم الضامن الوطني لا الإدانات الفارغة”.
واعتبر الشيخ قبلان أنّ “لا ضامن استراتيجيًا للدفاع عن هذا البلد إلّا الجيش والشعب والمقاومة ووحدة وطنية وسياسات سيادية تليق بالعائلة اللبنانية”، مؤكّدّا أنّ “اللحظة هي لتأكيد مصالح لبنان العليا بوجه أخطر كيان صهيوني يهدّد أصل وجود لبنان”.
*تجمع علماء جبل عامل: الدبلوماسية عجز مُقنَّع
من جهته، قال تجمع علماء جبل عامل، في بيان: “لم نسمع من وزير الخارجية أي خطوة فعلية، ولا تحرّكًا واحدًا يرقى إلى حجم الكارثة، بل سمعنا عبارات مكررة وممجوجة عن “التمسّك بالحلول الدبلوماسية”، وكأنّ الدبلوماسية تُمارَس بالصمت والغياب، أو كأنّ العدوان يردعه الكلام الناعم”.
وسأل التجمّع “الدولة بأركانها الثلاثة”، قائلًا: “أين الموقف الرسمي الذي يليق بدماء الشهداء؟ وأين وزير الخارجية من واجبه الطبيعي في مخاطبة العالم وإدانة العدوان؟”.
*”الأحزاب اللبنانية”: العدوان يسعى لفتنة داخلية
من ناحيته، حذّر أمين سر لقاء “مستقلون من أجل لبنان”، رافي مادايان: من أنّ “العدو الصهيوني يستدرج اللبنانيين إلى الحرب”، معتبرًا أنّه “إذا كان هذا العدو لا يفهم إلّا بلغة الحرب فلتكن”.
بدوره، قال أمين الهيئة القيادية في “حركة الناصريين المستقلين – المرابطون”، العميد مصطفى حمدان، إنّ “الأهم اليوم أنْ نكفّ عن بيانات الإدانة والاستجداء اللاوطني، من دول أثبتت عجزها عن حماية أهل فلسطين وأطفالهم”.
بدوره، اعتبر رئيس “حزب الوفاق الوطني” بلال تقي الدين، في منشور على منصة “أكس”، أنّ “استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت من العدو “الإسرائيلي” المجرم محاولة للضغط على الدولة اللبنانية وعلى الجيش اللبناني وعلى المقاومة لتنفيذ المطلوب من قِبَل “إسرائيل” وحليفتها أميركا”.
ونعى رئيس “المركز الوطني في الشمال”، كمال الخير، القائد الجهادي الكبير الشهيد هيثم الطبطبائي، مؤكّدًا أنّه “قاد مسيرة جهادية حافلة بالانتصارات في مواجهة العدو الصهيوني”.
وأّكد لقاء “الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية” أنّ “التصعيد الأخير يأتي في سياق مخطط يستهدف لبنان، الذي يتمثل بالسعي إلى نزع سلاح المقاومة ومحاولة إضعاف عناصر القوة الدفاعية للبنان، وجرّ البلاد إلى صدام داخلي بين الجيش والمقاومة لإحداث فتنة وتمزيق الوحدة الوطنية وفرض شروط استسلام عبر الضغط لإعادة ترسيم الحدود والسيطرة على الموارد اللبنانية”.
*جبور: لماذا تتابع الدولة التفاوض؟
في غضون ذلك، طالبت نقيبة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع، رندلى جبور، الدولة اللبنانية بـ”وقف الكلام عن الاستعداد للتفاوض مع العدو الصهيوني”. وقالت جبور: إنّ “العدو بهذا الإجرام يعلن عن أنّه غير مستعد للتفاوض”، متسائلة: “لماذا الدولة تتابع هذا الأمر؟”.
وأكّدت أنّه “يمكن للدولة التلويح بالانسحاب من لجنة “الميكانيزم” (لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار) لأنّها لا تقوم بدورها”.
*حزب الله يزفّ القائد الجهادي الكبير الطبطبائي
بموازاة ذلك، زفّ حزب الله إلى أهل المقاومة والشعب اللبناني القائد الجهادي الكبير، الشهيد هيثم علي الطبطبائي (السيد أبو علي)، “الذي ارتقى شهيدًا فداءً للبنان وشعبه إثر عدوان إسرائيلي غادر على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت”.
وقال حزب الله، في بيان، “لقد التحق القائد الكبير بإخوانه الشهداء بعد انتظار طويل للقاء الله تعالى، وبعد مسيرة حافلة بالجهاد والصدق والإخلاص والثبات على طريق المقاومة والعمل الدؤوب في مواجهة العدو “الإسرائيلي” حتى اللحظة الأخيرة من حياته المباركة”. وأضاف البيان:” لم يعرف القائد الكبير الكلل ولا الملل في مسيرة الدفاع عن أرضه وشعبه، وأفنى حياته في المقاومة منذ انطلاقتها، وكان من القادة الذين وضعوا المدماك الأساسي لتبقى هذه المقاومة قوية عزيزة مقتدرة تَصُون الوطن وتصنع الانتصارات”.
وتابع حزب الله قائلًا: “لقد منّ الله على القائد الكبير بوسام الشهادة الرفيع، وإنّ شهادته العظيمة ستُضفي أملًا وعزيمة وقوة لإخوانه المجاهدين وإصرارًا على متابعة الطريق، كما كان في حياته مصدر قوة وإلهام لهم، وسيحمل المجاهدون دمه الطاهر كما حملوا دماء كل القادة الشهداء، ويمضُون قُدُمًا بثبات وشجاعة لإسقاط كل مشاريع العدو الصهيوني وراعيته أميركا”.
وتقّدم حزب الله بـ”العزاء والتبريك إلى مولانا صاحب العصر والزمان(عج)، وإلى إخوانه المجاهدين والمقاومين، وإلى جمهور المقاومة الصامد والصابر، بشهادة هذا القائد الجهادي الكبير”.
*نبذة عن حياة الشهيد الطبطبائي
إلى ذلك، نشر الإعلام الحربي في المقاومة الاسلامية نبذة عن حياة القائد الجهادي الكبير الشهيد هيثم علي الطبطبائي (السيد أبو علي).
ولد الشهيد في الباشورة 05/11/1968، والتحق بصفوف المُقاومة الإسلاميّة منذ تأسيسها، وخضع للعديد من الدورات العسكرية والقيادية.
شارك في العديد من العمليات العسكرية، وخصوصًا النوعية، على مواقع وقوّات جيش الاحتلال الصهيوني وعملائه خلال فترة ما قبل التحرير عام 2000. وكان له دور ميداني في التصدي للعدوان الصهيوني على لبنان عام 1993 وعام 1996.
تولّى مسؤولية محور النبطية منذ العام 1996 حتى التحرير عام 2000، وكان من قادة عمليّة الأسر في بركة النقار في مزارع شبعا اللبنانيّة المُحتلّة. كما تولّى مسؤولية محور الخيام منذ العام 2000 وحتى عام 2008، وقاد المواجهات البطولية على محور الخيام إبان عدوان تموز 2006.
استلم مسؤولية قوّات التدخل في المُقاومة الإسلاميّة، وبعد استشهاد القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية، وشارك في تأسيس وتطوير قوّة الرضوان. وكان من القادة الجهاديين الذين خططوا وأداروا العمليّات ضد الجماعات التكفيرية على حدود لبنان الشرقية. كما كان من القادة الجهاديين الكبار الذين أداروا وأشرفوا على عمليّات المُقاومة الإسلاميّة خلال معركة أولي البأس عام 2024. وتولى مسؤولية القيادة العسكرية في المُقاومة الإسلاميّة بعد معركة أولي البأس.
*المقاومة الإسلامية تزف ثلة من المجاهدين
كما زفت المقاومة الإسلامية ثلة من المجاهدين الذين ارتقوا جراء العدوان الصهيوني الغادر الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي أدى أيضاً إلى ارتقاء القائد الجهادي الكبير الشهيد هيثم علي الطبطبائي، وهم الشهيد المجاهد قاسم حسين برجاوي “ملاك” مواليد عام 1979 من بلدة الباشورة في بيروت وسكان منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية، الشهيد المجاهد مصطفى أسعد برو “الحاج حسن” مواليد عام 1989 من بلدة شمسطار في البقاع وسكان مدينة بيروت، الشهيد المجاهد رفعت أحمد حسين “أبو علي” مواليد عام 1982 من بلدة حام وسكان بلدة طليا في البقاع، والشهيد المجاهد إبراهيم علي حسين “أمير” مواليد عام 1990 من بلدة عيترون وسكان بلدة حاريص في جنوب لبنان، الذين ارتقوا شهداءً فداءً للبنان وشعبه إثر عدوان صهيوني غادر على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت.
*الفصائل الفلسطينية: الشهيد الطبطبائي كان سنداً للمقاومة الفلسطينية
بدورها، نعت كتائب الشهيد عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤول القيادة العسكرية في المقاومة الإسلامية في لبنان، هيثم علي الطبطبائي، الذي “ارتقى شهيداً على طريق القدس، مع ثلة من إخوانه في غارة صهيونية إجرامية استهدفتهم في الضاحية الجنوبية لبيروت”.
وفي بيان، أشادت كتائب القسام بدور الشهيد القائد “السيد أبو علي” في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته خلال معركة طوفان الأقصى.
وفي السياق ذاته، دانت حركة حماس الاعتداء الصهيوني الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، مؤكّدةً أنّه عدوان غادر وخرق واضح للسيادة اللبنانية.
كذلك، نعت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إلى الشعب الفلسطيني وإلى الأمتين العربية والإسلامية، وإلى قيادة ومجاهدي حزب الله، الشهيد الطبطبائي.
*”أنصار الله” اليمنية تدين التصعيد الصهيوني في لبنان
من جهته، أدان المكتب السياسي لحركة أنصار الله في اليمن بشدّة “التصعيد الإجرامي للعدو الصهيوني، الذي استهدف عمق العاصمة اللبنانية مساء الأحد 23/11/2025، في استمرار لاستهداف سيادة وأراضي لبنان، الممتد على مدى عام منذ التوصّل إلى وقف إطلاق النار”.
وقال المكتب السياسي لأنصار الله، في بيان، إنّ “الغارة العدوانية التي استهدفت منطقة سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت وأدّت إلى ارتقاء عدد من الشهداء وعشرات الجرحى، تشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتحدّيًا سافرًا للأعراف والمواثيق الدولية”.
وجدّد المكتب السياسي لأنصار الله “التضامن مع لبنان دولةً وشعبًا”، مؤكّدًا “الحق المشروع في المقاومة والرد على العدوان”.
*عدوان صهيوني سافر على الضاحية الجنوبية
وكان العدو الصهيوني قد جدد اعتداءاته على الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفًا مبنى سكنيًا مدنيًا بغارة جوية في منطقة حارة حريك.
ويأتي هذا الاعتداء السافر ليُعيد سيناريو الاستهدافات السابقة التي طالت الضاحية، وكان آخرها ليلة عيد الأضحى في الأشهر الماضية، مستهدفًا مجددًا مناطق آمنة ومأهولة بالسكان.
ويؤكد هذا الاستهداف للضاحية الجنوبية أن العدو الصهيوني يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، ويصعد من اعتداءاته على العمق اللبناني.
وتُعد المنطقة التي وقع فيها الاستهداف مأهولة بشكل كثيف، وفي مثل هذا الوقت، يعجّ الشارع العام فيها بالمواطنين. وقد أدت الغارة إلى وقوع جرحى، وفقاً لشهود عيان في المكان.
وأعلنت وزارة الصحة العامة أن الغارة الصهيونية على الضاحية الجنوبية لبيروت أسفرت في حصيلة نهائية، عن استشهاد 5 أشخاص وإصابة 28 آخرين بجروح.