وأشار حسن سالاريه، في إشارة إلى دور التقنيات الفضائية في رصد وإدارة الأزمات البيئية، إلى استخدام البيانات الفضائية لتقييم مخاطر الحرائق والسيطرة على انتشارها في حادثة حرائق غابات هيركاني الأخيرة، وقال: إن أحد أهم تطبيقات التقنية الفضائية هو رصد البيئة، فالحساسات المثبتة على الأقمار الصناعية في نطاقات مختلفة من الأمواج الكهرومغناطيسية تمكّن من قياس درجات الحرارة واكتشاف النقاط ذات المخاطر العالية لنشوب الحرائق.
ووصف سالاريه القدرات الفضائية للبلاد، قائلاً: من خلال دمج البيانات الجوية مثل درجة الجفاف والرطوبة ودرجة الحرارة، وكذلك سرعة الرياح واتجاهها، يمكن التنبؤ بدقة أكبر بالمناطق المعرضة للحرائق. وهذه طريقة معترف بها عالمياً، كما أن الخوارزميات الذكية تزيد من دقة هذه التنبؤات.
تطبيقات البيانات أثناء وقوع الحرائق
وأكد سالاريه، أنه إذا اندلع الحريق فعلياً، فإن الصور الفضائية يمكنها تحديد نطاق الحريق وشدته؛ مما يتيح اتخاذ قرارات أسرع وأدق لاحتواء الحادث. ومع ذلك، فإن أهم ميزة للبيانات الفضائية تكمن في إصدار الإنذار قبل وقوع الحريق لمنع انتشاره.
وبشأن الحادث الأخير في غابات شمال البلاد، قال رئيس منظمة الفضاء: إن المتخصصين الموجودين في الموقع كانوا يرصدون المنطقة لحظياً، وهذا الرصد الميداني أدق من أي طريقة أخرى. وأضاف: إن الأنظمة الفضائية لا تزال نشطة لرصد المناطق المحيطة. وتابع: إذا وجد خطر امتداد النار إلى نقاط أخرى، فسيتم الإعلان عنه من خلال الصور الفضائية؛ لكن حتى الآن لم يُسجّل أي تقرير عن وجود مخاطر ملحوظة في نقاط أخرى.
وبشأن الأقمار الصناعية المستخدمة في رصد الحرائق، قال سالاريه: إن مراقبة هذا الحادث تتم من خلال مجموعة من الأقمار الصناعية، منها القمر الإيراني «خيام» والأقمار الأوروبية «سنتينل». وكلما زاد عدد الأقمار المتاحة، قصرت الفترة الزمنية للرصد وازدادت دقة المراقبة.
وأكد رئيس منظمة الفضاء أن التعاون مع هيئة إدارة الأزمات والجهات المعنية يتم لحظة بلحظة، وأنه في كل مرة تُطلب فيها صورة معينة يتم إعدادها وإرسالها في أسرع وقت ممكن. وأضاف: إن تبادل المعلومات يتم بشكل روتيني، وتوضع البيانات المطلوبة تحت تصرف الفرق التنفيذية.