وفي النصف الثاني من السنة، ومع تزايد تلوث الهواء، تتفاقم مشكلات مثل حرقة العينين والصداع وانخفاض التركيز بين الناس. وقد قام متخصصون في إحدى الشركات القائمة على المعرفة التابعة لهذه الكلية، بهدف تقليل آثار التلوث وزيادة السلامة العامة، بتصميم وإنتاج كمامات نانوية من الجيل الجديد.
وقال أحد أعضاء الفريق البحثي في هذا الشأن: إن الكمامات العادية تتمتع بكفاءة ترشيح تبلغ نحو 30% فقط؛ لكن مع إضافة طبقة من النانوألياف ترتفع هذه الكفاءة إلى ما بين 95 و99%.
وبحسب قوله، فإن الكمامات الجديدة، بفضل تقنية الألياف النانوية، تشكّل حاجزاً قوياً أمام الملوثات الميكرونية والفيروسات، ولها تطبيقات واسعة في البيئات الصناعية والمختبرات المتخصصة. فقد كانت الكمامات الشائعة سابقاً قادرة على الحماية من الجزيئات الأكبر من 10 ميكرونات فقط، بينما تمكّن الكمامات الجديدة، بمساعدة الهيكل الإلكتروني للنانوألياف، من ترشيح الجزيئات الأصغر من 2.5 ميكرون.
وفي نماذج N99، استُخدمت ثلاث طبقات من النانو ألياف تمتلك قدرة امتصاص الغبار الدقيق بنسبة تصل إلى 99% حتى في حجم الفيروسات. ورغم استخدام تقنية النانو المتقدمة، فإن سعر هذه الكمامات معلن بأنه في مستوى الكمامات العادية.
وحققت هذه التقنية حتى الآن مكانة راسخة في مجال تصدير المنتجات القائمة على المعرفة. وبحسب إعلان الشركة المنتجة، فإن أكثر من 300 مركز بحثي وجامعي داخلي، وما يقارب 100 مركز دولي، يستخدمون هذا المنتج.
وإلى جانب رفع مستوى الصحة العامة، حقّق إنتاج الكمامات التنفسية بألياف النانو حتى الآن توفيراً في العملة الصعبة يزيد عن 50 مليون دولار للبلاد.
وتطبيق هذه الكمامات ليس محصوراً في فئات معينة، بل يمكن أن يكون مفيداً لمختلف الفئات العمرية، والعاملين في المهن الصناعية، وفي البيئات ذات التلوث المرتفع.