وأشار الإمام الخامنئي إلى ضرورة مقاومة الشعوب أمام أطماع المستكبرين وتدخّلاتهم، وقال إنّ «عنصر المقاومة العظيم الذي تأسّس في إيران ونما فيها، يظهر اليوم في الشعارات الداعمة لفلسطين وغزّة في مناطق مختلفة من العالم، بما فيها البلدان الغربية وحتى أمريكا».
وفي فقرة أخرى من كلمته، تناول سماحته قضايا المنطقة، وقال: «لقد هزمَ الشعبُ الإيراني، في حربِ الأيامِ الاثني عشرَ، أمريكا وهزم الصهاينة أيضًا بلا أدنى شك. جاءت أمريكا والكيان الصهيوني ليمارسا شرورهما، فتلقَّيا الضرباتَ وعادا خاليَيِ الوفاض… أي إنهما لم يحققا أيًّا من أهدافهما».
وأشار قائدُ الثورة الإسلامية إلى ما قيل بشأن تخطيط الكيان الصهيوني لعشرين عامًا من أجل الحرب مع إيران، فقال: «لقد جرى التخطيط لعشرين عامًا كي تُشنَّ حربٌ على إيران، ويُحرَّض الناس ليحاربوا النظام؛ لكن السحر انقلب على الساحر وباؤوا بالفشل، بل حتى أولئك الذين كان بينهم تبايُنٌ مع النظام اصطفّوا إلى جانبه، وتشكلت وحدةٌ عامة في البلاد».
وقال الإمام الخامنئي إنّ «نحن أيضًا تكبّدنا خسائرَ في حربِ الاثني عشر يومًا، وفقدنا أرواحًا عزيزة، ولا ريب في ذلك، فهذه طبيعة الحروب، لكن الجمهورية الإسلامية أثبتت أنها معقلٌ للإرادة والاقتدار، وأنها قادرةٌ على اتخاذ القرار والصمود بقوة. لقد كانت الخسائرُ المادية التي لحقت بالعدو في حربِ الاثني عشر يومًا أكبرَ بكثير من تلك التي لحقت ببلادنا».
وأشار سماحته إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بأمريكا في الحرب ذات الأيامِ الاثني عشر، وأضاف: «تضررت أمريكا بشدةٍ في حربِ الاثني عشر يومًا؛ فقد استخدمت أحدث الأسلحة الهجومية والدفاعية وأكثرَها تطورًا، من غواصاتٍ وطائراتٍ مقاتلة ومنظوماتٍ دفاعيةٍ متقدمة، لكنها عجزت عن تحقيق مآربها. أرادت خداع الشعب الإيراني وجرَّه خلفها، فانعكست الآيةُ وازداد اتحادُ الشعب الإيراني في مواجهة أمريكا».
وأشار قائدُ الثورة إلى سقوط هيبة وسمعة الكيان الصهيوني في فاجعة غزّة بوصفها إحدى أكبر فواجع تاريخ المنطقة، لافتًا إلى أنّ «أمريكا التي وقف إلى جانب ذلك الكيان الغاصب والظالم لحق بها الخزي والعار، وأراقت ماء وجهها وتضررت ضررًا بالغًا. إنّ شعوب العالم تعي أنه لولا أمريكا لما كان الكيان الصهيوني قادرًا على ارتكاب كل هذه الفظائع».
وقال الإمام الخامنئي: «اليوم، المبغوض الأول في العالم هو رئيس حكومة الكيان الصهيوني، وأكثر المنظمات والعصابات الحاكمة بُغضًا في العالم هي الكيان الصهيوني، وأمريكا التي تقف إلى جانبه في هذا المسار، قد سرى ذاك البغض إليها أيضًا».
وتابع سماحته: «إن التدخلات الأمريكية في شتى بقاع العالم هي أحد العوامل التي تزيد من عزلة أمريكا يومًا بعد يوم، وبالرغم من تملّق قادة بعض الدول لها، إلا أنها تزداد بغضًا في أوساط الشعوب أينما تتدخّل أمريكا، تحلّ الحروب أو الإبادة الجماعية أو الدمار والتهجير».
ورأى الإمام الخامنئي «الحربَ الباهظةَ والخالية من النتائج في أوكرانيا» مثالًا آخر على تدخّلات أمريكا، وأضاف أنّ «الرئيس الأمريكي الحالي الذي كان يقول إنّه سيُنهي الحرب في غضون ثلاثة أيام، ها هو بعد نحو عامٍ يسعى إلى فرض خطّةٍ من 28 بندًا على بلدٍ أدخلوه هم في هذه الحرب».
وعدّد سماحته «هجمات الكيان على لبنان، واعتداءه على سوريا، وجرائمه في الضفّة الغربية، والوضعَ الكارثيّ في غزّة نماذجَ أخرى من دعم أمريكا الواضح للحرب ولجرائم هذا الكيان الخبيث».
كما تطرّق قائد الثورة الإسلامية إلى بعض الشائعات حول إرسال إيران رسالةً إلى أمريكا، وقال إنّهم «يروّجون شائعات بأن إيران بعثت رسالة إلى أمريكا عبر دولة ما؛ هذا كذب محض، وليس ثمّة شيء من هذا القبيل قطعًا».
وأشار سماحته إلى أنّ «أمريكا تخون حتى أصدقاءها في سبيل دعم العصابة الصهيونية الإجرامية، وفي سعيها إلى إشعال الحروب في العالم من أجل النفط والثروات الطبيعية وهو ما امتدّ اليوم إلى أمريكا اللاتينية أيضًا»، وقال: «دولة كهذه ليست أهلًا قطعًا لأن تسعى دولة مثل الجمهورية الإسلامية لإقامة علاقات أو تعاون معها».
في جانب آخر من كلمته، شرح الإمام الخامنئي ماهية التعبئة قائلًا: «التعبئة في شكلها التنظيمي، وكجزء من حرس الثورة الإسلاميّة، تظهر بهيئة مفعمة بالصلابة أمام الأعداء، وبهيئة الخدوم أمام شعبها».
وأضاف سماحته في هذا الصدد: «الأهم هو القاعدة الواسعة جدًا للتعبئة التي تتجلى في جميع أنحاء البلاد، وفي وجود كل شخص ومجموعة غيورة ومستعدة للعمل، ومليئة بالحافزية والأمل في المجالات الاقتصادية والصناعية والعلمية والجامعات والحوزات والإنتاج وبيئة الأعمال وغيرها من الساحات».
وعدّ سماحته حيوية التعبئة ونشاطها مصدرًا لارتقاء مقاومة الشعوب في وجه الظالمين في العالم، وأضاف قائلًا: «مع تنامي المقاومة، يشعر المستضعفون في العالم بوجود السّند والقوة».
وفي النقطة الختامية بشأن التعبئة، أكد قائد الثورة الإسلامية على جميع مسؤولي الأجهزة الحكومية قائلًا: «تصرّفوا كالتعبويّين، وانهضوا بمسؤولياتكم بإيمان واندفاع وغيرة».
وفي الجزء الأخير من كلمته، قدّم الإمام الخامنئي توصية إلى الشعب الإيراني حيث دعاه إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها، قائلًا: «توجد تباينات بين الفئات والأجنحة السياسية، لكن المهم هو أن نكون متكاتفين في وجه العدو، مثل حرب الإثني عشر يومًا، فهذا التكاتف عامل مهم جدًا لتحقيق الاقتدار الوطني».