جاء ذلك في مقابلة اجرتها شبكة ” HUM ” الإخبارية الناطقة باللغة الأردية مع لاريجاني في إسلام آباد خلال زيارته الرسمية التي استمرت يومين إلى باكستان.
ورد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني على الاسئلة المطروحة حول تطورات العلاقات الإيرانية الباكستانية، وجدول أعمال محادثات لاريجاني في إسلام آباد، والقضايا الإقليمية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، والقضية الفلسطينية، واتفاق وقف اطلاق النار في غزة الذي تقوده أمريكا، والمحادثات النووية الإيرانية، ونزاعات باكستان مع الهند وأفغانستان.
العلاقات الإيرانية الباكستانية راسخة ووطيدة
وأضاف: “العلاقات الإيرانية الباكستانية وثيقة للغاية بين جيراننا، وتتمتع بمكانة خاصة. كلا البلدين عاملان مؤثران في المنطقة، ويمكنهما المساهمة بشكل كبير في إحلال السلام”.
وأكد ممثل قائد الثورة في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: أن طهران وإسلام آباد يمكنهما لعب دور تكاملي في المنطقة. أعتقد أنه بعد زيارة الدكتور بزشكيان لباكستان، بُذلت جهود كبيرة للارتقاء بالتعاون الاقتصادي إلى مستوى عالٍ.
وأضاف: لا حدود لتطور التعاون بين البلدين. كلما زاد التعاون في مختلف المجالات، كان ذلك أفضل لمصلحة البلدين. انطباعنا من المحادثات التي أجريناها مع المسؤولين الباكستانيين هو أن كلا الجانبين عازمان على هذا الأمر.
مغامرات الكيان الصهيوني في المنطقة
وردًا على سؤال حول مغامرات الكيان الصهيوني في المنطقة، وعدوانه على قطر، ثم توقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي بين باكستان والمملكة العربية السعودية، قال لاريجاني: إن هذه الحادثة التي ارتكبتها إسرائيل ضد حماس في قطر تُجسد تمامًا طبيعة المغامرات الصهيونية في المنطقة. ورغم أن قطر كان لها ارتباط ما مع إسرائيل، إلا انها لم ترحمها ايضًا.
وحذر قائلاً: “يسعى الكيان الإسرائيلي للهيمنة على المنطقة، لكنه ليس وحيدًا، بل يفعل ذلك من خلال أمريكا وبالنيابة عنها. أمريكا هي داعمه الرئيسي. وهذا يعني هدفهما المشترك، والذي يقضي إما باستسلام الجميع في المنطقة أو التمرد عليهما”.
وأضاف الدكتور لاريجاني: “لقد أولت إيران وباكستان، سابقًا وفي الوضع الراهن، هذه المعاني والقضايا اهتمامًا بالغًا، وتعتقدان أن هذه المؤامرات الحربية في المنطقة من عمل إسرائيل وأمريكا. لقد أوضحت هذه الأحداث، إلى حد ما، لأصدقائنا الآخرين في المنطقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، أن على المنطقة نفسها أن تفكر في نفسها”.
وأكد: “لا أقول إن الدول لديها فهم واحد لهذه القضية (اتفاقية الدفاع الاستراتيجي بين باكستان والمملكة العربية السعودية)، ولكن القضية أصبحت واضحة للجميع. ما أفهمه هو أن الأصدقاء السعوديين والباكستانيين متفقون على أنه كلما زاد تضامن دول المنطقة، كان ذلك أفضل لشعوبها. نحن جميعًا مسلمون، لذا يجب أن نركز على القواسم المشتركة”.
وقال لاريجاني: بشكل عام، عندما يُعقد اتفاق بين الدول الإسلامية، يكون ذلك أمرًا جيدًا جدًا، لكنه قد لا يتم بسهولة والظروف ليست طبيعية. لكن عندما يكون لدينا عدو مثل إسرائيل على الساحة، فإن أفكار هذه الدول تتقارب.
وأكد أن أحد أهداف الثورة الإسلامية الإيرانية كان تحقيق الوحدة بين المسلمين وبناء قوة مركزية من خلال وحدتهم.
دعم باكستان لإيران في حرب الـ 12 يوما كان ممتازاً
وبخصوص مواقف باكستان خلال حرب الاثني عشر يومًا التي فرضها الكيان الصهيوني على ايران، قال لاريجاني: كان دعم باكستان السياسي والدبلوماسي والشعبي ممتازًا. كان موقف الشعب في الشوارع ودعمه لإيران قيمًا للغاية ولن ننساه. كان لممثل باكستان في مجلس الأمن الدولي مواقف جيدة جدًا. خلال هذه الحرب، أجرينا مشاورات مستمرة مع قائد الجيش ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية في باكستان. وصدر قرار جيد في البرلمان الباكستاني لدعم إيران، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا.
المفاوضات النووية، الهجوم الأمريكي، ادعاءات ترامب وتخصيب اليورانيوم
وقال علي لاريجاني أيضًا: أعتقد أن ترامب أعلن أمورًا زعم فيها إيقاف النشاط النووي الإيراني وتدميره. نفترض أن ترامب يقول الحقيقة، فماذا يريدون إذن؟ هل حُلّت مشكلتهم؟.
وأكد أن البرنامج النووي الإيراني حقيقي وفقًا لأوامر القيادة، وجوهر هذه المعرفة الوطنية موجود في عقول علمائنا. لقد تجاوزت إيران هذه المرحلة ولديها الآن آلاف الخبراء. إن أعمال إسرائيل، بما في ذلك الاغتيالات والأعمال الإرهابية، ليست سوى حماقة لأن لدينا آلاف الخبراء النوويين في إيران. لذلك، فإن الاعتقاد بأن برامجنا النووي قد انتهى هو تفكير غير ناضج وغبي.
وخاطب الولايات المتحدة والكيان الصهيوني قائلًا: عليهما أن يعترفا بأن إيران قد تجاوزت هذه المرحلة. إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، لكنها تسعى بجدية لاستخدام الطاقة النووية. سنتعامل مع هذه الظروف، وإذا ارتكب الأعداء جريمة وحشية عشر المرات، فسنواجهها.
وقال لاريجاني: الحل الرئيسي للقضية النووية هو الحل الدبلوماسي، وقد قلنا دائمًا إن لهذا النزاع حلًا دبلوماسيًا. يجب أن نسأل الأمريكيين لماذا ذهبوا إلى الحرب. إذا أنهيتم القضية النووية بالحرب، فلماذا تسعون إلى حل دبلوماسي؟.
آفاق المفاوضات
وأكد لاريجاني: لم تستبعد إيران أبدًا المفاوضات الحقيقية. في السنوات الأخيرة، عُقدت مفاوضات عدة مرات بأشكال مختلفة. بشكل مباشر أو عبر وسطاء أو بصيغة 5+1، على أي حال، كانت هناك مفاوضات. أين المشكلة الآن؟ يقولون إنهم يريدون مفاوضات، لكنهم حددوا النتيجة بالفعل سلفا، هذه مهزلة، وهذا مجرد اسم لتلك المفاوضات.
وقال ممثل قائد الثورة: نحن بالتأكيد ندعم مفاوضات حقيقية قائمة على مبادئ متوازنة.
موقف إيران الصريح من قضية فلسطين؛ انتخابات ديمقراطية لتحديد مصيرها
وأضاف لاريجاني: للجمهورية الإسلامية الإيرانية موقف صريح من القضية الفلسطينية، أعلنه قائد الثورة الاسلامية في مؤتمر عُقد قبل بضع سنوات. يقوم هذا الموقف على أن يقرر الفلسطينيون بأنفسهم من خلال انتخابات ديمقراطية نوع النظام الذي يريدونه.
وأضاف: موقف إيران يعبر عن حل مبدئي، على عكس الجلوس في البيت الأبيض واتخاذ القرارات نيابةً عن الشعب الفلسطيني وهو ليس بحاجة اليه. في الماضي، خلقت أمريكا مشاكل لشعوب المنطقة بحجة حل القضايا الداخلية، مثل العراق، مما أضر بالعراق وبالشعب الفلسطيني على حد سواء.
وأضاف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: إذا تركوا الشعب الفلسطيني يقرر بنفسه، فهذا هو الحل الأمثل. إن معارضتنا لهذه القرارات (ما يسمى باتفاقية شرم الشيخ للسلام في غزة وفرض المبادرات الغربية الأحادية الجانب على فلسطين) مبنية على أساس مبدئي.
وأكد: حماس جزء من غزة والشعب الفلسطيني. أمريكا والغرب يدّعيان أنه يجب نزع سلاح حماس أو طردها، فلماذا تضطرون للتفاوض مع حماس لإطلاق سراح الأسرى الصهاينة؟ مساعدة الفلسطينيين أمرٌ محمود، ولكن إن كان غير ذلك، فسيخلق مشاكل.
وأكد لاريجاني: اتفاقية شرم الشيخ للسلام في غزة ليست اتفاقية صحيحة، وبعض بنودها قابلة للتنفيذ فقط، ولكن بشكل عام، يمكن للحل الديمقراطي أن يُحدد مسار تقرير مصير الشعب الفلسطيني.
توترات باكستان مع الهند وأفغانستان؛ دور إيران في الوساطة
وقال لاريجاني: شعرنا بحزن شديد إزاء الصراع والخلاف الذي نشأ بين باكستان وأفغانستان. لقد خاضت أفغانستان حربًا طويلة، كما خاضت باكستان حربًا مؤخرًا، لذا فإن الحرب تُحزننا.
وفي إشارة إلى لقائه أمس مع المشير سيد عاصم منير، قائد الجيش الباكستاني، أضاف: كان المشير حريصًا جدًا على الارتقاء بالعلاقات الإيرانية الباكستانية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وهذا يتطلب منا الوفاء بواجبنا تجاه شعب باكستان.
وتابع لاريجاني: طلبنا من رئيس الوزراء والرئيس الإعلان عما يعتقدان أن إيران قادرة على فعله، ونحن مستعدون للقيام بأي دور.
وأكد أن باكستان عزيزة ونبيلة على قلوب الإيرانيين .
آفاق العلاقات الإيرانية الباكستانية وخط أنابيب الغاز الإيراني
في ختام هذه المقابلة، قال لاريجاني: “آفاق العلاقات الإيرانية الباكستانية واعدة وجيدة للغاية. علاقاتنا آخذة في التوسع، وهذا يصب في مصلحة البلدين”.
وأضاف: “التعاون في مجال أنابيب الغاز يصب بالتأكيد في مصلحة الشعب الباكستاني. لقد قمنا بواجبنا وأوصلنا خط الأنابيب إلى الحدود، ونأمل أن يتخذ أصدقاؤنا الباكستانيون خطوات مماثلة، وسنكون سعداء لأن الغاز الإيراني سيساهم في حل أزمة الطاقة في باكستان”.