استهل المتحدث باسم وزارة الخارجية، اسماعيل بقائي، مؤتمره الصحفي لهذا الأسبوع، بالاشارة الى ذكرى استشهاد آية الله السيد حسن مدرّس ،والتي تصادف اليوم و تسمى ايضا بيوم مجلس الشورى الاسلامي الايراني، قائلا: “استشهاد آية الله مدرّس عزيز علينا للغاية، وهو رمز لثبات وتصميم الشعب الإيراني وسعيه المستمر لتحقيق المثل العليا للحرية والديمقراطية”.
وأضاف بقائي: “استقبلنا أمس وفودا من تركيا والمملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية، وجرى خلال اللقاءات مع الوزير عراقجي تبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة”.
وأشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الى أن “المنطقة والعالم يشهدان حاليا تحولات سريعة جدا”، موضحا أن “أهم قضية في المنطقة تبقى التهديد الناتج عن الممارسات الصهيونية واستمرار الجرائم المرتكبة في فلسطين،الى جانب التدمير والتحريض على الحروب ومحاولة إضعاف لبنان وسورية وسائر دول الجوار”.
وفي هذا السياق، اكمل بقائي: “رغم الإعلان عن وقف لإطلاق النار في لبنان، فإن حالات انتهاكه تتزايد بشكل حاد؛ حيث سُجل انتهاك للهدنة مئات المرات، وتم اغتيال عدد كبير من المواطنين اللبنانيين خلال الهجمات الصهيونية. وفي غزة، بلغت حالات الخرق نحو 600 انتهاك، وكل حالة منها اقترنت بجرائم وإزهاق لأرواح الأبرياء”.
وتابع بقائي: “هذا الوضع يُعد عارا على المجتمع الدولي والإنسانية جمعاء، التي لم تتمكّن وللأسف من اتخاذ أي إجراء فعال لمواجهة استمرار المجازر وجرائم الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة”.
القضايا الإقليمية هي المحور الرئيسي لزيارة وكيل وزير الخارجية السعودي الى إيران
وردا على سؤال حول الهدف من زيارة وكيل وزير الخارجية السعودي للشؤون السياسية والاقتصادية الى إيران، أوضح بقائي أن “هذه الزيارة تأتي في إطار مسار بدأ قبل عامَين، حيث شهدت العلاقات الإيرانية–السعودية خلال هذه الفترة استمرارية، واستمرت الاتصالات لتهيئة الأرضية للتعاون على مختلف المستويات”.
وأضاف: “خلال هذه الزيارة، جرت مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، الى جانب القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مثل فلسطين المحتلة ولبنان وسورية، والتي نوقشت تفصيلا بين الجانبين.”
وأكد بقائي على أن “كِلا البلدين يعتزمان مواصلة هذا المسار، الذي يسير في اتجاه تعزيز الثقة والتفاهم بين دول المنطقة، ويسعى الى تحقيق الأهداف المشتركة والمساهمة في دعم الاستقرار والأمن في غرب آسيا”.
أمريكا أصبحت أكبر تهديد للسلم والأمن
وضمن اجابته على سؤال حول الممارسات العدائية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي ضد دول مثل فنزويلا، واستمرار دعم بلاده للإبادة الجماعية في غزة، أوضح بقائي: “الواقع أن امریکا من خلال سلوكها خلال الفترة الماضية أصبحت تُمثل التهديد الأكبر للسلم والأمن الدوليين.ففي أقصى بقاع الأرض، نشهد إجراءات أمريكية تقوم على تقوم على التهديد والقوة المطلقة”.
وأشار المتحدث إلى أن “المسؤولين الأمريكان يكررون باستمرار تهديداتهم ضد فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا، بل وحتى ضد دول كبرى مثل البرازيل والمكسيك في في نصف الكرة الغربي”.
كما شدّد على أن “إغلاق المجال الجوي لدولة ما، أو الإعلان عن إغلاقه، هو إجراء غير مسبوق ومخالف لكافة المعايير واللوائح الدولية، بما فيها تلك المتعلقة بسلامة الطيران المدني”.
وتابع: “مثال آخر على هذا النهج هو تهديد أمريكا للدول الإفريقية، مثل إعلانها أن جنوب إفريقيا لا يحق لها المشاركة في قمة مجموعة العشرين. وفي منطقتنا، فإن ممارسات أمريكا واضحة تماما من حیث دعمها الكامل للكيان الصهيوني جعلها شريكة فعلیة في جرائم الإبادة وانتهاك السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية لدول المنطقة”.
وأردف بقائي: “في ظل الظروف الطبيعية، كان يجب على مجلس الأمن أن ينظر الى الإجراءات الأمريكية باعتبارها انتهاكا صارخا للسلم والأمن الدوليين. فكل واحدة من هذه الممارسات تتعارض صراحة مع أبرز مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، خصوصا المبدأ المتعلق بحظر استخدام القوة أو التهديد باستخدامها”.
وأكد أن “ما يدعو للأسف أن سلوك أمريكا بدأ يتحول الى نموذج يُحتذى به من قبل جهات اخرى، ما يعني تطبيع انتهاك القانون الدولي. وستتحمل الحكومات والمجتمع الدولي بأسره عواقب هذا الوضع.
الموضوع النووي حاضر دائما في أي حوار مع الأوروبيين
وردا على سؤال مراسل “إرنا ” حول المحادثة الهاتفية التي أجراه وزير الخارجية الإيراني مع المفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية كايا كالاس، عقب لقائه بنظيره الفرنسي، قال بقائي: “الزيارة التي قام بها الوزير عراقجي الى فرنسا كانت بناء على دعوة من نظيره الفرنسي، بهدف مناقشة طيف واسع من القضايا، سواء في إطار العلاقات الثنائية أو في سياق التطورات الإقليمية والدولية”.
وأضاف: “من الطبيعي أن يكون الملف النووي أحد محاور النقاش في أي حوار مع الأطراف الأوروبية”.
وأوضح أن “أطراف الحوار النووي منذ البداية، كانت الاتحاد الأوروبي الى جانب الترویکا الأوروبية . ومع ذلك، فإن جولة الزيارة الأخيرة للوزيرعراقجي كانت مقتصرة على فرنسا فقط. في المقابل، فإن اتصالاتنا وتفاعلنا مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ظلّت مستمرة دون انقطاع”.
وتابع: “لا يمكنني الجزم بأن هذين الحدثين (اللقاء في باريس والاتصال الهاتفي مع كالاس) مرتبطان مباشرة. لانه كان من المقرر في وقت سابق إجراء محادثة هاتفية مع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي .لكن بما أن الاتصال تم بعد زيارة فرنسا، فكان من الطبيعي أن يتم خلاله تبادل وجهات النظر حول المواضيع التي نوقشت بين الوزيرعراقجي ونظيره الفرنسي”.
الكيان الاسرائيلي يقبل وقف إطلاق النار بنية انتهاکه
وردا على سؤال حول تقييم إيران لوضع وقف إطلاق النار في لبنان، قال بقائي: “من المعلوم أن الكيان الاسرائيلي يدخل اتفاقات وقف إطلاق النار بهدف خرقها لاحقا، والتجربة تؤكد هذا الواقع”.
وأشار الى أن “المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وهو مسؤول رسمي في الأمم المتحدة، ذكر أن وقف إطلاق النار قد تم خرقه نحو 10 آلاف مرة منذ تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي حتى اليوم، وهو رقم بحد ذاته يحمل الكثير من الدلالة. فعندما يتم انتهاك وقف إطلاق النار 10 آلاف مرة في مثل هذه الفترة القصيرة نسبيا من الزمن، فهذا يعني بوضوح أنه لا يوجد وقف لإطلاق النار عمليا وأن الجانب الصهيوني لا يُبقي على أي وعد أو التزام”.
وأكمل: “لقد استغل الكيان الصهيوني فرصة وقف إطلاق النار لشنّ مزيد من الهجمات على لبنان، واغتيال شخصيات لبنانية، وقتل المدنيين، وتدمير عملية التنمية والانتعاش الاقتصادي. فكثير من الأهداف التي استُهدفت كانت ورش بناء أو مصانع لمواد البناء، ما يؤكد أن الهدف الصهيوني ليس فقط تقويض الأمن والاستقرار في دول الجوار، بل أيضا عرقلة التنمية الاقتصادية ورفاه شعوب المنطقة”.
وأشار بقائي إلى أن “هذا الواقع يثقل مسؤولية الضامنين الدوليين لوقف إطلاق النار. وللأسف، لم يتخذ هؤلاء الضامنون أي إجراء جاد لردع الانتهاكات الفاضحة من قبل الكيان الصهيوني، ما أدى الى مزيد من فقدان مصداقيتهم كضامنين”.
التطورات السورية محور رئيسي في المحادثات الايرانية-السعودية
وفي رده على سؤال حول زيارة وكيل وزير الخارجية السعودي الى طهران ومشاركة ممثل وزير الخارجية الإيراني لشؤون سورية في اللقاء، قال بقائي: “إذا أردنا الحديث بشكل فني، فهذه الزيارة جاءت ردا على زيارة سابقة قام بها الممثل الخاص لوزير الخارجية الايراني في الشأن السوري محمد رضا رؤوف شيباني قبل عدة أشهر الى الرياض”.
وأضاف: “كل القضايا الإقليمية مهمة بالنسبة لنا ومرتبطة ببعضها البعض، خصوصا الأزمات التي نشهدها حاليا في غزة ولبنان وسورية والمنطقة بأسرها. لكن هذه الزيارة ركّزت بشكل خاص على موضوع سورية. واللقاءات التي أجراها مساعد وزير الخارجية السعودي كانت تحديدا مع نظيره الإيراني، أي الممثل الخاص لشؤون سورية”.
وأوضح أن “مثل هذه المشاورات كانت قائمة سابقا، ونحن لا نقتصر على السعودية فحسب، بل نجري حوارا مستمرا مع دول المنطقة كافة حول الملف السوري. فالأمن في سورية يهمّ المنطقة كلها”.
وأشار الى أن “من بين أبرز مخاوف دول المنطقة استمرار الاعتداءات الصهيونية على سورية وكذلك استمرار احتلال أجزاء من الأراضي السورية، وهو ما شهدناه مؤخرا يتخذ أبعادا أوسع، مع زيارة مسؤولين صهاينة لتلك المناطق المحتلة”.
وأكد أن “هذا الموضوع يحتل مكانة ثابتة في جدول أعمال الدبلوماسية الإيرانية مع دول المنطقة، ومن بينها المملكة العربية السعودية”.
كما نفى بقائي أن تكون السعودية “وسيطا بين إيران والسلطة السورية الجديدة”، قائلا: “نحن نتواصل مع جميع الدول ذات الصلة، سواء معنا أو مع الطرف الآخر، ليس بهدف إنشاء قناة وساطة، بل للمساعدة في تحسين الأوضاع الأمنية والإقليمية، ولتبادل الفهم حول التحديات المقبلة”.
قرار أستراليا تصنيف حرس الثورة الاسلامية “إرهـابيا” هو تنازل للكيان الصهيوني
وردا على سؤال حول موقف وزارة الخارجية من قرار أستراليا تصنيف حرس الثورة الاسلامية الإيرانية كـ”منظمة إرهابية”، قال بقائي: “لقد أصدرنا بيانا رسميا أعربنا فيه بوضوح عن موقفنا. الحقيقة جلية؛ القرار الذي اتخذته أستراليا لا يستند الى أي أساس قانوني أو واقعي، بل هو امتداد لإجراء اتخذته قبل بضعة أشهر، استند إلى ذرائع أو معلومات كاذبة، من المرجّح أن تكون قد زُرعت في عقولهم من قبل أجهزة الأمن الصهيونية”.
وأضاف: “لقد أدّى هذا الإجراء إلى تقويض العلاقات الدبلوماسية الإيرانية –الأسترالية، التي تمتدّ جذورها لعقود، وتخفيض مستوى العلاقات بين البلدين. وقمنا حينها بإعلان أن هذه التهمة لا أساس لها، وهي تهمة سخيفة ومبنية على لا شيء”.
وأشار إلى أن “السلطات الأسترالية نفسها، بما في ذلك شرطة منطقة سيدني، أكدت رسميا أنه لم يكن لإيران أي تورط أو مشاركة في أي من الهجمات التي استهدفت منشآت يهودية”.
وخلص الى القول: “لنا أن نفهم بوضوح أن هذا الإجراء الأسترالي هو نوع من التنازل والخضوع للكيان الصهيوني. ونحثّ جميع الدول على أن تكون يقظة إزاء محاولات هذا الكيان تدمير العلاقات الودية بين إيران وبقية الدول. فقد شهدنا مؤخرا اتهامات سخيفة مشابهة في إفريقيا، تشبه تماما الادعاءات الباطلة التي رُوجت سابقا حول المكسيك، والتي نفتها السلطات المكسيكية فورا”.
رعايا 20 دولة أصبحوا ورقة مقايضة في الخلافات السياسية الأمريكية الداخلية
وفي رده على سؤال بشأن القيود الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على رعايا 19 دولة من بينها إيران، قال بقائي: “سأجيب في جزأين؛ بالنسبة للمواطنين الإيرانيين، فواجبنا أن ندافع عن حقوقهم، كما فعلنا دائما. فكلما اُنتهكت حقوق مواطنينا في أي مكان، سعينا جاهدين لتقديم الدعم والمساعدة لهم”.
وأضاف: “أما بالنسبة للمبدأ العام، فإن هذه الخطوة تمثل وجوها أخرى من هيمنة النظرة العنصرية في النظام الحاكم في أمريكا. يبدو أن رعايا هذه الدول،تقريبا 20 دولة، قد أصبحوا ورقة تفاوض ومقايضة في الخلافات السياسية الداخلية الأمريكية”.
وتابع: “فإلغاء قرارات سابقة، والتأثير على مصير أفراد، لمجرد قرار من رئيس سابق أو حزب معارض، يُعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان الأساسية. وهذا النهج يكشف بوضوح عن النظرة العنصرية تجاه شعوب ودول العالم الأخرى”.
الترويكا الاوروبية أدخلت المسار التفاوضي في مأزق
وردا على سؤال عما إذا كان من الممكن القول إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد غيرت نهجها وأعادت الأوروبيين الى دائرة الدبلوماسية، في ضوء زيارة الوزير عراقجي الى فرنسا، والمحادثات مع السيدة كاجا كلاس، والترحيب الأخير من قبل الترويكا الأوروبية بإعادة التفاوض.
اجاب بقائي: “موقفنا كان ثابتا دائما، ونؤكد أن أي مفاوضات ذات معنى تتطلب من الطرف الآخر الاعتراف بحقوقنا واهتماماتنا. وكانت الخطوات المضادة من الأطراف الأوروبية دائما العائق الرئيسي أمام التقدّم التفاوضي.”
وتابع:” نحن لم نقم بأي إجراءات مقابلة؛ بل كانت الأطراف الأوروبية هي التي، سواء في مجلس الأمن الدولي أو في مجلس المحافظين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، قدّمت مشاريع قرارات أدت الى إدخال المسار التفاوضي في مأزق”.
وأضاف: “العديد من الأمثلة تؤكد أن الترويكا الأوروبية، تحت الضغط والتوجيه الأمريكي، تنكّرت لالتزاماتها في إطار الاتفاق النووي، واتخذت إجراءات لم تكن على الإطلاق داعمة لاستمرار المفاوضات”.
واكمل بقائي: “ان مجرد إجراء حوار مع دولة ما، لا يعني أن المسار التفاوضي قد بدأ من جديد. فالحوار جزء لا يتجزأ من الدبلوماسية. نحن نمتلك علاقات دبلوماسية مع الدول الأوروبية، ونرحب دائما بالحوار وتبادل الآراء، لأننا نعتبره من صميم عمل الدبلوماسية. ومن خلال هذه الاتصالات والحوارات، قد تُفتح طرق جديدة، وهذا أمر ممكن”.
مبدؤنا الثابت ادانة الإرهاب في أي مكان، ونسعى لـمنطقة خالية من الإرهاب
ردا على سؤال عما إذا كان هناك أي نقاش خلال زيارة وزير الخارجية التركي إلى إيران حول نزع سلاح حزب الحياة الحرة الكري (بيجاك)، وما إذا تم تحديد موعد زيارة الرئيس التركي إلى إيران، قال بقائي:”ما زالت التنسيقات جارية حول زيارة رئيس الجمهورية التركية الى إيران، وقد تم التوافق على أساس الزيارة، ويجري زملائي الآن تحديد الموعد المناسب”.
وأوضح: “مبدؤنا الثابت هو ادانة الإرهاب، أينما كان. فالإرهاب في منطقة ما يهدد الأمن في مناطق أخرى. ومن هذا المنطلق، طرح وزير الخارجية الإيراني فكرة أن تركيا الخالية من الإرهاب،و التي تشدد عليها الحكومة التركية ونحن نؤيدها، ينبغي أن تتوسع الى منطقة خالية من الإرهاب”.
وتابع :”بناء على هذا النهج الشامل، يجب أن يستمر التعاون الإقليمي بين الدول المعنية لاستئصال الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه. وفي هذا السياق، يشترك الوزيران الإيراني والتركي في الرؤية حول ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي”.
ندعم حق لبنان الطبيعي في الدفاع عن نفسه ضد العدوان الخارجي
وردا على سؤال حول ادعاءات بعض المسؤولين والإعلامیین اللبنانيين بشأن “التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للبنان”، قال بقائي:”لقد أوضح الوزير عراقجي هذا الأمر بوضوح تام، وأكد أن الحديث عن تدخل إيراني في شؤون لبنان غير منطقي.”
واوضح:” نحن لا نتدخل إطلاقا في شؤون لبنان، فالمواضيع اللبنانية تخص اللبنانيين أنفسهم. نحن ندرك جيدا الوضع الصعب الذي يعيشه لبنان، وهو يجاور كيان المحتل الصهیوني والمعتدي، ويواجه يوميا هجمات الكيان الصهيوني”.
وأضاف: “لطالما أعلنا تضامننا مع لبنان، ودعمنا مقاومته وحقه الطبيعي في الدفاع عن نفسه ضد أي عدوان خارجي، شأنه في ذلك شأن أي دولة ذات سيادة. هذا مبدأ أساسي يمكن لأي دولة عضو في الأمم المتحدة أن تتبناه”.
وتابع: “أما الأطراف التي تتدخل فعليا في لبنان، فلا حاجة لذكرها صراحةً؛ فهناك من يفرض قراراته على أطراف لبنانية مختلفة، ويحدّد لهم المواعيد النهائية، ويهدّد باستمرار باستخدام القوة. أما الجمهورية الإسلامية الايرانية، فقد أثبتت دائما أنها تسلك طريق الصداقة والدعم للشعب اللبناني، وستواصل هذا النهج بلا تردد”.
الحل الوحيد هو الاعتراف بحق إيران النووي بموجب معاهدة الحد من الانتشار
وردا على سؤال حول ما إذا تم طرح حل لخروج من المأزق النووي خلال زيارة وزير الخارجية الى فرنسا، قال بقائي:”موقفنا واضح ؛ما تقوم به إيران هو ممارسة لحقٍّ منحه لها القانون الدولي ومعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.”
واوضح ان المسألة النووية الإيرانية لا يمكن أن تكون أساسا لموضوع قلق دولي. فقد فُرضت هذه المسألة على إيران وعلى المنطقة وعلى مجلس الأمن الدولي ومجلس محافظي الوكالة الدولية منذ البداية. معتبرا انه وبناء عليه، فإن الحديث عن مأزق وظريق مسدود في هذا السياق غير منطقي من الأساس.
وأكد بقائي: “الحل الوحيد لعدم اعتبار الملف النووي الإيراني قضية على الإطلاق هو أن تعترف الأطراف المقابلة بحق إيران بموجب معاهدة الحد من الانتشار. ”
وتابع :” ان المقصود من الاعتراف ليس مجرد الإقرار اللفظي، بل أن تتوقف هذه الأطراف عن التعدي على إيران في هذا المجال. فنحن، كدولة عضو في المعاهدة، التزمنا بالتزاماتنا، وعازمون على ممارسة حقوقنا. وقد أكدنا هذا الموقف مرارا في جميع الحوارات والمفاوضات”.
يتبع…