في ذكرى إستشهاده

السينما والموسيقى تخلّدان رمز المقاومة ميرزا كوجك خان جنكلي

الوفاق: يبقى ميرزا كوجك خان جنكلي رمزاً خالداً للمقاومة والحرية، جسّد قيم الإيمان والصمود في وجه الاستبداد والاحتلال.

في مثل هذه الأيام، نستحضر ذكرى استشهاد المجاهد الكبير ميرزا كوجك خان جنكلي، قائد حركة ميرزا كوجك خان وأحد أبرز رموز الحرية والإستقلال في تاريخ إيران. هذا الرجل الذي واجه الاستبداد الداخلي والاحتلال الأجنبي بروح مؤمنة وهمة عالية، لم يرحل إلا وقد ترك أثراً خالداً في الذاكرة الوطنية.

 

 

ومع مرور الزمن، لم يقتصر تخليد سيرته على الكتب والندوات، بل إمتد ليشمل الأفلام السينمائية والمسلسلات التاريخية التي جسدت نضاله، إلى جانب الأناشيد والموسيقى التي أضفت على ذكراه بُعداً وجدانياً يلامس قلوب الأجيال الجديدة. وفي هذه الذكرى، نتوقف عند بعض تلك الأعمال الفنية التي أعادت رسم ملامح حياته، لتبقى رسالته حيّة في وجدان الشعب.

 

 

لاهيجان تحتفي بميرزا كوجك خان

 

 

تستعد مدينة لاهيجان لإستضافة الندوة الخامسة لإحياء ذكرى ميرزا كوجك خان جنكلي، والتي ستُقام غداً الثلاثاء 2 ديسمبر 2025 في قاعة «حزين لاهيجي» بجامعة آزاد. هذه الدورة تحمل عنواناً مميزاً يركز على دور النساء في حركة ميرزا كوجك خان، لتسليط الضوء على حضور المرأة في واحدة من أبرز الحركات الوطنية والدينية في تاريخ إيران.

 

 

من جهته أكد محافظ جيلان «هادي حق‌شناس»، على أن إحياء ذكرى ميرزا كوجك خان يجب أن يتجاوز الطابع الرمزي، معتبراً أن هذه المناسبة فرصة لمراجعة مسار الحاضر في ضوء أهداف ذلك المجاهد الكبير. وأوضح أن حركة ميرزا كوجك خان تميّزت بخصائص فريدة بين الحركات المعاصرة، حيث جمع ميرزا كوجك خان بين الروح الجهادية والرؤية التنويرية، وأولى أهمية للوعي العام والشفافية، حتى أنه أطلق صحيفة لنشر الوعي بين الناس.

 

 

وختم بالتأكيد على ضرورة تعزيز البعد الثقافي والفني في هذه المناسبة، عبر المسرحيات والبرامج الفنية، لنقل رسالة ميرزا كوجك خان إلى الأجيال الجديدة بلغة الفن.

 

 

 أفلام ومسلسلات

 

 

خلال المئة عام الماضية، تم إنتاج حوالي ستة أفلام ومسلسلات حول حركة ميرزا كوجك خان، والتي ربما لم تُظهر سوى جزء صغير من خدمات ونضالات ميرزا كوجك خان جنكلي، فنذكر بعضها كأنموذج.

 

 

«سردار جنكل»

 

 

الفيلم السينمائي «سردار جنكل»، أخرجه أيضاً المرحوم قويدل، مع أداء ولي الله مؤمني، وهو فيلم مدته 59 دقيقة تناول أحداث السنتين الأخيرتين من حركة ميرزا كوجك خان واستشهاد ميرزا كوجك خان. هذا الفيلم كان بمثابة تكملة للفيلم الأول، وشارك فيه تقريباً نفس الفريق والعناصر، وأُنتج في نفس العام.

 

 

«كوجك خان جنكلي»

 

 

المسلسل التلفزيوني «كوجك خان جنكلي»، أُنتج بين عامي 1984 و1987 بإخراج بهروز أفخمي وكتابة ناصر تقوائي. هذا العمل المكوّن من 14 حلقة أصبح واحداً من أكثر المسلسلات التاريخية شعبية في إيران. جسّد عليرضا مجلل دور ميرزا كوجك خان، فيما أدى صوته الفنان بهرام زند، ليصبح الدور أيقونياً. تناول المسلسل أحداثاً من تشكيل هيئة اتحاد الإسلام حتى إعدام الدكتور حشمت وتفرّق قوات ميرزا كوجك خان، لكن استكمال إنتاجه توقف للأسف.

 

 

أما موسيقى الختامي للمسلسل فقد ألّفها سيد محمد ميرزماني، وأدّى الغناء فنانون محليون من جيلان، تورج زاهدي وناصر مسعودي.

 

«في عين الريح»

 

 

مسلسل «در جشم باد» أي «في عين الريح» كتبه وأخرجه مسعود جعفري جوزاني، وهو ملودرام تاريخي من 50 حلقة، يروي تاريخ إيران المعاصر من حركة ميرزا كوجك خان حتى تحرير خرمشهر، من خلال قصة عائلة من أنصار ميرزا كوجك خان في جيلان. استغرق إنتاجه من عام 2003 حتى 2008 ، وأدى مجيد كياهجي دوراً قصيراً لشخصية ميرزا كوجك خان.

 

 

«جيلاوا»

 

 

المسلسل القصير «جيلاوا»، من إخراج أردلان عاشوري وإنتاج منظمة «أوج»، وهو سبع حلقات، تناول قصة رومانسية في سياق نضال شعب جيلان بقيادة ميرزا كوجك خان خلال فترة المجاعة في البلاد. جسّد بهروز شعيبي دوراً قصيراً لميرزا كوجك خان، وعُرض المسلسل في خريف 2019 على شاشة التلفزيون.

 

 

أناشيد وفيديو كليبات

 

 

كما أن هناك أناشيد وفيديو كليبات وموسيقى عن هذا الرجل التاريخي منها النشيد الذي أنشده الفنان الإيراني بهنام باني تحت عنوان «ميرزا كوجك خان» وغيره، وفيما يلي نذكر فيديو كليب وموشن غرافيك في هذا لمجال.

 

 

«ميرزا كوجك خان جنكلي»

 

 

فيديو كليب ميرزا كوجك خان جنكلي، يمنح الهوية لجيل الشباب، كما قال سماحة قائد الثورة الإسلامية: يذهب الشاب الجيلاني إلى قبر ميرزا كوجك خان ويرى هذا الرجل الوحيد، المؤمن، النقي، الذي وإن مات مظلوماً في وسط غابات جيلان، لكنه ثبّت شخصيته في تاريخ إيران؛ لقد مات، لكنه أصبح مشعلاً. في فترة نضالنا، كلما تذكرنا اسم ميرزا كوجك خان وقرأنا سيرته، كنا نستمد القوة، لقد بذل من همته وإرادته وشخصيته وهويته، لكي يمنح جيلاً هويةً وشخصيةً وقوةً وإرادة، وهذا أمر بالغ القيمة.

 

 

«هذا الرجل الوحيد»

 

 

موشن غرافيك هذا الرجل الوحيد، أُنتج تحية لذكرى استشهاد ميرزا كوجك خان جنكلي، وهو استعراض لحياته وقصص حركة ميرزا كوجك خان في نضالها ضد قوى الإستعمار.

 

 

يبدأ هذا الموشن غرافيك بهذه الجملة: «ها هو الرأس المقطوع حاضر في المكتب، كيفما تأمرون يُطاع»، وهي الجملة الختامية لبرقية أرسلها قزاق خاني في جيلان إلى المركز بتاريخ 15 آذر 1300 الموافق 6 ديسمبر 1921، كان ميرزا كوجك خان قد فارق الحياة قبل أربعة أيام في برد جبال خلخال، وبعد أيام قليلة أُهدي رأسه إلى آخر أعدائه، أي سردار سبه.

 

 

يوسف استادسرائي، الملقب بميرزا كوجك خان جنكلي، الذي قضى عمره في الجهاد، استشهد في فترة الحرب مع المقبور رضا خان سردار سبه الذي كان آنذاك وزير الحرب، أما بريطانيا فلم تستطع أن تتجاهل حقدها على ميرزا، إذ إنها قبل الانقلاب الأسود كانت قد تذوقت مرارة ضربات حركة ميرزا كوجك خان.

 

 

 

رمز خالد للمقاومة

 

 

ختاماً، يبقى ميرزا كوجك خان جنكلي رمزاً خالداً للمقاومة والحرية، جسّد قيم الإيمان والصمود في وجه الاستبداد والاحتلال. وما بين الندوات، الأفلام، الموسيقى والأعمال الفنية، تتجدد ذكراه لتلهم الأجيال الجديدة وتمنحها هويةً وروحاً نضالية لا تنطفئ.

 

 

المصدر: الوفاق