في مدينة الشعر والفن

تحليق العنقاء في شيراز.. ختام مبهر لمهرجان فجر السينمائي الدولي

صالحي: السينما لحظة إنسانية، والسينما الشعرية الإيرانية نافذة لهذه الآفاق، ويجب أن تكون راوية للمقاومة كي تبقى الذاكرة الجماعية حيّة.

شهدت مدينة شيراز مساء الثلاثاء 2 ديسمبر، ختاماً مهيباً للدورة الثالثة والأربعين من مهرجان فجر السينمائي الدولي، حيث اجتمع الفنانون والضيوف من مختلف أنحاء العالم في احتفال جسّد قيمة السينما كجسر للحوار الإنساني وسرد المقاومة. المهرجان الذي استمر لعدة أيام اختتم بحفل رسمي في مجمّع “برديس هنر” بمدينة آفتاب في شيراز، بحضور وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي سيد عباس صالحي، مسؤولي المحافظة، رؤساء المؤسسات السينمائية، إلى جانب شخصيات دولية بارزة.

 

بدأ الحفل بتلاوة القرآن الكريم والنشيد الوطني، ثم عرضت مقاطع من الأفلام المشاركة، قبل أن يرحّب المذيع فرزاد حسني بالضيوف مؤكداً أن شيراز، مدينة الشعر والفن، أصبحت الوجهة المثالية لحدث عالمي كهذا. روح الله حسيني، أمين المهرجان، شدّد في كلمته على أن الفن لا يُقاس بالأرقام بل بالمشاعر التي يتركها، مشيراً إلى أن السينما كانت سبباً في جمع الناس على مدى ثلاثة أشهر في أجواء من الفرح والتأمل.

 

تكريم يعقوب زاده وميركريمي

تميز الحفل بتكريم شخصيات بارزة، منها المصوّر العالمي آلفرد يعقوب زاده الذي عُرف بتوثيقه للحروب، والمخرج الإيراني رضا ميركريمي الذي اعتبر السينما أعظم إنجاز بعد الثورة، مؤكداً أن السينما الإيرانية رائدة إقليمياً وذات صوت عالمي. كما ألقى محافظ فارس كلمة رحّب فيها بالضيوف الأجانب، مشيراً إلى أن السينما الإيرانية لا تنفصل عن الشعر، وأن قسم “الزيتون المكسور” كان انعكاساً لصمود الإنسان في عالم مضطرب.

 

 إهداء الجوائز

أما الجوائز، فقد توزعت على أقسام متعددة: في قسم الصور والفيديو فاز علي توسلي بجائزة أفضل فيلم قصير، فيما نال «سبحان فرج ون» جائزة أفضل صورة. في قسم «الزيتون المكسور» حصد فيلم «از زمین صفر» أي «من أرض الصفر» دبلوم الشرف، بينما فاز فيلم «آنجه از تو مانده است» أي «ما تبقّى منك» بجائزة أفضل فيلم، مع رسالة من رشيد مشهراوي تؤكد أن السينما تمنح الأمل لشعب غزة. وفي قسم «آفاق» تقاسم فيلم «راند ۱۳» أي «الجولة 13» من تونس وفيلم «دو روي باییز» أي «وجهان من الخريف» من إيران وأستراليا وكندا جائزة أفضل فيلم، بينما نال فيلم «ريفرستون» من سريلانكا جائزة لجنة التحكيم الخاصة. أما قسم «تجلّي الشرق» فقد منح جائزة أفضل فيلم لفيلم «جایي که درناهاي سفید مي‌رقصند» أي «حيث ترقص الكركيات البيضاء» من روسيا، فيما حصل فيلم «الرجل الهادئ» على جائزة الإنجاز الفني. وفي القسم الدولي، فاز فيلم «درس آموخته‌ها» أي «الدروس المستفادة» من المجر بجائزة أفضل فيلم، إلى جانب جوائز للإخراج والسيناريو والتمثيل.

 

كلمة وزير الثقافة

من جهته قال وزير الثقافة سيد عباس صالحي: ان مهرجان فجر السينمائي العالمي يذكّرنا بفن علّمنا كيف نرى ونرى بشكل مختلف؛ فن يضع السرد في إطار المعنى، ويخلق تجربة مشتركة بين ظلام القاعة وسطوع الشاشة. السينما لحظة إنسانية، والسينما الشعرية الإيرانية نافذة لهذه الآفاق، ويجب أن تكون راوية للمقاومة كي تبقى الذاكرة الجماعية حيّة. كما شدّد على أهمية التعاون الدولي والإنتاجات المشتركة لتعزيز الحوار الثقافي وصناعة عالم أكثر إنسانية.

 

اختُتم المهرجان بأداء موسيقي للفنان محمد معتمدي، ليُعلن رسمياً انتهاء دورة مميزة من مهرجان فجر السينمائي العالمي في شيراز، حيث اجتمع الفنانون والجماهير على رسالة السينما كأداة للتواصل، المقاومة، والإبداع.

 

المصدر: الوفاق