وقال “إسماعيل بقائي” في مؤتمر صحفي اليوم الأحد في إشارة إلى تحركات جهاز السياسة الخارجية خلال الأسبوع الماضي: أحد التطورات الدبلوماسية المهمة الأسبوع الماضي، ليس فقط بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل أيضاً للمجتمع الدولي ودول الجنوب العالمي وجميع البلدان التي تؤمن بسيادة القانون في العلاقات الدولية، هو القرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة. وهذا هو تحديد يوم الرابع من ديسمبر باعتباره “اليوم الدولي لمناهضة التدابير القسرية الأحادية الجانب” أو العقوبات الأحادية الجانب.
وتابع: “اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا القرار في يونيو/حزيران من هذا العام. وقبل يومين، في الرابع من ديسمبر/كانون الأول، انعقد أول اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة لإحياء ذكرى هذا اليوم”. وهذا مؤشر على القلق المستمر لدى المجتمع الدولي إزاء الهيمنة واستخدام الأساليب القسرية، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية والمصرفية والمالية، ضد البلدان النامية وهي تدابير لا تقوض حقوق الإنسان الأساسية للسكان المستهدفين فحسب، بل تتعارض أيضاً مع ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الأمم المتحدة.
وقال في إشارة إلى التطورات الراهنة في المنطقة: في منطقتنا، لا نزال نواجه مآسي غزة والضفة الغربية. وتستمر جرائم الکیان الصهيوني. لقد فقد ما يقرب من 400 فلسطيني بريء حياتهم خلال خمسين يوماً فقط منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار وأصيب أكثر من ألف شخص، ونحن نشهد ان الکیان الصهيوني يدمر كل ما تبقى من غزة.
واضاف:من ناحية أخرى، تعرضت المؤسسات الدولية والأفراد الذين يتحملون مسؤوليات دولية والذين يتوجب عليهم القيام بمسؤولياتهم في حماية الإنسانية والفلسطينيين لتهديدات شديدة، بما في ذلك قضاة المحكمة الجنائية الدولية، كما أظهرت التقارير الإعلامية. هذا دليل على استمرار دعم الولايات المتحدة غير المشروط للکیان الصهيوني لمواصلة هذه الجرائم. نأمل أن يتخذ المجتمع الدولي الإجراءات اللازمة والفعالة في أسرع وقت ممكن لوقف الجرائم في غزة ومنع امتداد آثارها إلى لبنان ودول أخرى في المنطقة.
وثيقة الامن الامريكية الجديدة هي وثيقة أمن قومي للکیان الصهيوني
وقال إسماعيل رداً على سؤال “في ضوء مشاركة واشنطن في عدوان الکیان الصهيوني وإثارة الحروب في غرب آسيا وهو ما يتناقض مع ادعاء البيت الأبيض بالتخلي عن إثارة الحروب، إلى أي مدى يمكن اعتبار مضمون الوثيقة الأمنية الأمريكية الجديدة مختلفاً عن الوثائق السابقة؟: سنقوم بطبيعة الحال بفحص هذه الوثيقة، ولكن ما هو واضح من النظرة الأولى هو أن هذه الوثيقة تنص بصدق على ما كانت الحكومات الأمريكية المختلفة تسعى إلى تحقيقه وتخفيه تحت ستار حقوق الإنسان والديمقراطية في السنوات الماضية.
وأشار إلى أن اهتمامهم كله في منطقة غرب آسيا يتركز على ضمان الوصول إلى مصادر الطاقة، وقال: من ناحية أخرى فإن ضمان أمن الکیان الصهيوني هما عنصران أساسيان وردا في هذه الوثيقة بشأن منطقة غرب آسيا. لكن الحقيقة هي أنه من الناحية الأساسية، يمكننا أن نستنتج من محتوى هذه الوثيقة أن أميركا وضعت نفسها في موقف الحكم بين جميع البلدان، وهو الأمر الذي لا يقبله أي طرف في عالم اليوم.
وتابع:النقطة الأخرى هي أنه لا يوجد أي ذكر للحقوق الفلسطينية في الوثيقة بأكملها، مما يشير أيضاً إلى أن هذه الوثيقة، أكثر من كونها وثيقة أمن قومي أميركية، على الأقل فيما يتصل بمنطقة غرب آسيا، هي وثيقة أمن قومي للکیان الصهيوني.
وأضاف بقائي: إن أميركا ركزت كل همها على ممارسة الکیان الصهيوني للهيمنة على المنطقة، وهذا بحد ذاته يعني تواطؤ أميركا في استمرار الجرائم التي يرتكبها الکیان الصهيوني.ولذلك فإن الوثيقة بحد ذاتها، وخاصة إذا أخذنا كأساس للأجزاء المتعلقة بالتفاخر بمهاجمة المنشآت النووية للجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ هي وثيقة تظهر قبول أميركا للمسؤولية الدولية عن هذا العمل غير المشروع دولياً.
كل إيراني حريص على السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية لبلاده
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ردا على سؤال بشأن المطالبات الإقليمية المتكررة لدولة الإمارات العربية المتحدة بشأن الجزر الإيرانية الثلاث والتي انعكست في بيان مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي: فيما يتعلق بالجزر، موقفنا واضح تمامًا. أولًا، لا شك في سيادة الجمهورية الإسلامية الإيراينة على جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، تاريخيًا وقانونيًا وواقعيًا.
وأضاف: النقطة الثانية هي أن هذا البيان هو تكرار لادعاءات سبق أن طُرحت في بيانات مختلفة من قِبل دولة الإمارات العربية المتحدة أو مجلس التعاون في الخليج الفارسي.وفي هذا الصدد، وكما أُعلن في بيان موقف وزارة الخارجية، فإن هذه الادعاءات هي نفس الادعاءات المُكررة سابقا ونحن لا نقبلها إطلاقا.
وتابع: من الطبيعي أن تتفاعل الشخصيات ووسائل الإعلام والسياسيون مع قضية تتعلق بالسيادة الوطنية الإيرانية وسلامة أراضيها. ومن المؤكد أن كل إيراني، بغض النظر عن انتماءاته السياسية، يحرص على السيادة الوطنية وسلامة أراضي بلاده ولا يقبل مثل هذه الادعاءات تحت أي ظرف من الظروف.
وأضاف بقائي: نصيحتنا لدول الخليج الفارسي هي أن يتصرفوا بطريقة لا تؤدي في الواقع إلى تغذية المصدر الرئيسي للتوتر في المنطقة وهو الکیان الصهيوني. لقد سعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائمًا إلى الصداقة والعلاقات الطيبة القائمة على حسن الجوار مع جميع الدول المجاورة وستواصل اتباع هذا المبدأ والنهج وفي الوقت نفسه، فإنها ستدافع بالتأكيد عن السيادة الوطنية الإيرانية وسلامة أراضيها بكل قوة.
اتصالاتنا متواصلة مع مديري الوكالة الدولية للطاقة الذرية
وقال بقائي ردا على سؤال حول المشاورات بين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بشأن إيران وما إذا كانت هذه المشاورات مقدمة لبدء مفاوضات جديدة: نحن أعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعلى تواصل معها. كما أننا أعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي، لذا فإن اتصالاتنا مباشرة، لا سيما من خلال بعثتنا في فيينا، مع مديري الوكالة وهذا أمرٌ مستمر.
وتابع: ليس من المستغرب أن تثير أطراف أخرى هذه القضية في محادثاتها الثنائية مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومن الطبيعي أن يتم تناول هذه القضية أيضاً في أي محادثات تتناول مختلف القضايا الإقليمية. لكن القول بوجود نقاش حول الوساطة أو التفاوض بالمعنى التقليدي ليس خيارًا وكما ذكرتُ، تواصلنا مع الوكالة مستمرٌّ عبر القنوات التقليدية وكالمعتاد.
تقع مسؤولية قضية الهلال على عاتق المكتب القانوني الرئاسي ووزارة النفط
وقال بقائي ردا على سؤال “لقد وضعت المحكمة العليا البريطانية هذه القضية على جدول أعمالها بتسجيلها رسميا استئناف شركة النفط الوطنية الإيرانية في قضية الهلال. ما هي خطة الجهاز الدبلوماسي للمضي قدما في هذه القضية ومنع مصادرة الأصول الإيرانية؟:لقد تابعت شركة النفط ووزارة النفط والدائرة القانونية التابعة للرئيس هذه القضية منذ البداية.
واضاف: لم تقصر وزارة الخارجية في تقديم المساعدة أو المشورة عند الحاجة. ومع ذلك، تقع مسؤولية هذه القضية على عاتق الدائرة القانونية التابعة للرئيس والدائرة القانونية التابعة لوزارة النفط.
موضوع سلاح المقاومة هو أحد المواضيع التي يجب على لبنان وحزب الله أن يتخذا قراراً بشأنها
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية حول الأنباء التي تتحدث عن عدم قبول وزير الخارجية اللبناني دعوة عراقجي لزيارة إيران واتهامه إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية: إن الحديث عن تدخل إيران في الشؤون اللبنانية والذي تكرر عدة مرات من قبل، هو حديث منحرف تماما. ليس لدينا أي تدخل في الشؤون الداخلية للبنان. حزب الله مؤسسة راسخة ومؤثرة في المجتمع اللبناني وتقرر سلوكها وسياساتها بنفسها.
وتابع:إن حرصنا الدائم على السلام والأمن في المنطقة، وإعلاننا الدائم عن مواقفنا من تهديدات الكيان الصهيوني، لا ينبغي أن يُفهم على أنه تدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة. هذا النهج دليل على مسؤولية الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأضاف بقائي: كما ذكر الوزير، نحن على أتم الاستعداد لمناقشة العلاقات الثنائية مع المسؤولين اللبنانيين. تربطنا علاقات دبلوماسية طويلة الأمد مع لبنان، وقد تم تعيين سفير لبناني جديد في طهران مؤخرًا. ولذلك وكما تم التأكيد عليه مراراً وتكراراً، فإن اتخاذ القرار في القضايا اللبنانية، بما في ذلك مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، هو أولاً وقبل كل شيء أمر يجب أن يتم من خلال الحوار اللبناني-اللبناني ومن خلال التفاهم بين مختلف المكونات التي يتألف منها لبنان. ثانياً، إن موضوع سلاح المقاومة هو أيضاً موضوع يجب على لبنان نفسه، بما في ذلك حزب الله، أن يتخذ قراراً بشأنه.
السينما والفن وسيلتان لتقديم الثقافة الإيرانية الغنية للعالم
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ردًا على سؤال “حضرتم حفل ختام مهرجان فجر السينمائي الرابع والأربعين في شيراز الأسبوع الماضي. أخبروني، ما مدى تأثير هذا الحدث على دبلوماسية بلادنا؟: يُقام مهرجان فجر السينمائي الدولي سنويًا، وقد شهد هذا العام دورته الثالثة والأربعين. وما ميّز القسم الدولي هذا العام عن الأعوام السابقة هو إقامته في شيراز، خارج العاصمة وتُعدّ شيراز من المراكز الحضارية والثقافية والفنية في البلاد. السينما والفنون من وسائل تواصلنا مع العالم الخارجي ومن الطرق التي نعرّف بها العالم بالثقافة الإيرانية العريقة وكان لعقد هذا الحدث في مدينة وتاريخ حضاري عريق دلالات بالغة.
لا يوجد قناة اتصال محددة بين إيران والولايات المتحدة
وقال بقائي ردًا على سؤال “بعد مواقف واشنطن الأخيرة بشأن زيادة الضغط على إيران، هل قناة الاتصال غير المباشرة بين البلدين نشطة أم عُلّقت؟ وإذا كانت نشطة، فهل للاتصالات آلية محددة أم عُلّقت لأسباب فنية فحسب؟”: قناة تواصلنا الرسمية مع الولايات المتحدة هي مكتب حماية المصالح الأمريكية في طهران، أي السفارة السويسرية. وقناتنا الرسمية للتواصل في الولايات المتحدة هي مكتب حماية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في واشنطن. ومن الشائع أن تقوم دول أو سلطات أخرى في المنطقة أو خارجها بإرسال أو تلقي رسائل وردود فعل ولكن ليس صحيحاً أن هناك قناة خاصة بيننا وبين الولايات المتحدة.
علينا أن نقول للدول الأوروبية ما لا تحبه لنفسك، لا تحبه للآخرين
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بشأن قلق الولايات المتحدة إزاء تراجع الديمقراطية وحرية التعبير في أوروبا ورد الفعل الحاد لوزير الخارجية الألماني الذي قال إن الدول الأوروبية لا تحتاج إلى نصائح خارجية: هذه واحدة من مفارقات عصرنا؛ فألمانيا، التي كانت هي نفسها واحدة من المتهمين بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى، بما في ذلك إيران، يبدو الآن وكأنها تعاني من نفس المرض الذي كانت هي نفسها واحدة من صانعيه. أعتقد ببساطة أنه في هذه الحالات، يجب علينا أن ننصح هذه البلدان بعدم فعل ما لا تحبه لنفسك، لا تحبه للآخرين. ما فعلته ألمانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى على مر السنين، بمساعدة الولايات المتحدة نفسها، من تدخل في الشؤون الداخلية للدول تحت ذرائع مختلفة، منها مسألة حقوق الإنسان. هذا واضح تمامًا؛ ولكن يبدو أنهم، عندما يتعلق الأمر بهم، لا يرضون بطبيعة الحال بهذه التدخلات.
التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية الإيرانية له تاريخ طويل
ورد بقائي على سؤال مفاده أن “المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا صرح بأن واشنطن حاولت مرتين الإطاحة بالنظام الإيراني لكنها فشلت وتريد الآن التوصل إلى حل منطقي للقضية الإيرانية. ما هو موقف وزارة الخارجية من هذا الترويج لمشروع تغيير النظام الإيراني بالمشاركة المباشرة في العدوان على إيران؟: كان هذا واضحًا تمامًا. على مدى العقود الخمسة الماضية، سعت حكومات أمريكية مختلفة دائمًا إلى التدخل في الشؤون الداخلية لإيران، وما تسميه هي نفسها “تغيير النظام” وهو نوع من التعبير أو القبول بإجراءات الولايات المتحدة الرامية إلى انتهاك السيادة الوطنية للبلاد، وهو ما يتعارض تمامًا مع القانون الدولي.
وأضاف بقائي: ما قاله هذا المسؤول الأمريكي للتو، هو مجرد اعتراف بمحاولتين، في حين أننا نعلم أنهم على مر السنين اتخذوا خطوات متكررة لإيذاء الشعب الإيراني والتدخل في الشؤون الداخلية لإيران”. لقد فعلوا ذلك قبل هذا الاعتراف، وكان أحد الأمثلة الواضحة على ذلك في عام 1953. وبالتالي، لم تقتصر هذه الإجراءات على هذه العقود الخمسة، والتدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية الإيرانية له تاريخ طويل جدًا.
وأشار إلى أن “الحديث عن التفاوض العقلاني في نظر أمريكا أثبت لنا عمليًا أنه ليس أكثر من إملاء. لذلك، يجب على أمريكا أن تغير نهجها ونظرتها؛ فنحن نعلم أن تغيير العادات صعب، بل مستحيل، في كثير من الأحيان”.
حزب الله والجماعات المماثلة له من حركات التحرر
وقال المتحدث باسم الخارجية ردا على سؤال بشأن وضع حزب الله وأنصار الله اليمن على قائمة الإرهاب من قبل الحكومة العراقية ثم نفي ذلك من قبل رئيس الوزراء العراقي، قال :عندما علقت أعلى سلطة تنفيذية في العراق على هذه القضية وأعلنت أنها خطأ إداري، فليس لدينا في الأساس ما نضيفه. من الواضح لجميع شعوب المنطقة والعالم أن حزب الله والجماعات مثل حزب الله تناضل من أجل قضية قانونية ومشروعة، وهي حماية حق تقرير المصير ومواجهة الاحتلال.
و تابع بالقول، وفقًا للقانون الدولي والمبادئ الأخلاقية، تُعتبر هذه الحركات من حركات التحرير. هذه التسميات التي أطلقتها الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى على أي جماعة تسعى لتحرير بلادها على مدى مئة عام الماضية، لا أساس لها ولا شرعية لها على الإطلاق.
أي انعدام للأمن على الحدود الإيرانية يعد أمرا ضارا
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيما يتعلق بتصعيد التوتر الحدودي بين أفغانستان وباكستان، ودور إيران في تخفيف هذه التوترات وخلق أجواء للحوار بين الجانبين وكيف يمكن لإيران مراقبة هذه التطورات، قال : نحن نشعر بقلق بالغ إزاء استمرار التوتر بين أفغانستان وباكستان، أولا لأن لدينا علاقات ثقافية وتاريخية ودينية مع كلا البلدين وثانيا لأننا نتقاسم حدودا مشتركة معهما؛ فالبلدان جاران لنا وأي انعدام للأمن على حدودنا يضر بالتأكيد بأمننا القومي.
وتابع بقائي: لهذا السبب، أعلن وزير الخارجية منذ الأيام الأولى، بالتواصل مع المسؤولين الباكستانيين والأفغان المعنيين، كما أعلن عن استعداد إيران لأي مساعدة لتخفيف التوتر وحل الخلافات من خلال الحوار. هذا مسارٌ مستمر، ولدينا اتصالاتٌ مع كلا الجانبين. وقد أُثيرت هذه المسألة خلال الزيارة الأخيرة لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى باكستان.
وأضاف: نتعاون مع شركائنا الإقليميين لمعرفة كيف يمكننا إيجاد حل لتقليل التوترات من خلال الاستفادة من القدرات الموجودة على المستوى الإقليمي ونظراً للمخاوف المشتركة لعدد كبير من البلدان بشأن التوترات المتصاعدة بين أفغانستان وباكستان.
القرار بشأن القضايا الهامة مثل السياسة الخارجية يتخذ في أعلى المستويات في البلاد
وردًا على سؤال وكالة إرنا حول سياسات وزارة الخارجية للحفاظ على المصالح الوطنية قال، بالنسبة لوزارة الخارجية، فإنّ المعيار والأساس هو المصالح الوطنية. ونُحدّد مواقفنا بناءً على جميع الجوانب، آخذين في الاعتبار تصوراتنا وفهمنا للوضع الراهن كجهاز دبلوماسي وكذلك بالتشاور مع الجهات المعنية المؤثرة في صنع القرار بشأن قضايا السياسة الخارجية.
واضاف: في نهاية المطاف، تُتخذ القرارات المتعلقة بالقضايا المهمة، كالسياسة الخارجية، بما فيها موضوع المفاوضات، في المؤسسات العليا للنظام. ولطالما كان المجلس الأعلى للأمن القومي أحد السلطات الرئيسية لاتخاذ القرارات المتعلقة بموضوع المفاوضات.
عقد جولة جديدة من المشاورات السياسية بين إيران ومصر
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ردا على سؤال بشأن مشاورات وزير الخارجية المصري وصلتها بالملف النووي الإيراني وكذلك طلب وزير الخارجية من اليابان للتعاون في إعادة بناء المنشآت النووية الإيرانية: تناولت المكالمة الهاتفية التي أجراها وزير الخارجية مع نظيره المصري هذه المرة العلاقات الثنائية بشكل رئيسي، كما شملت مشاورات حول التطورات الإقليمية. تثير التطورات في المنطقة قلقًا بالغًا؛ فرغم وقف إطلاق النار المزعوم، لا تزال جرائم الكيان الصهيوني مستمرة.
وتابع بقائي: فيما يتعلق بمعبر رفح، فقد أعلنوا أنهم سيفتحونه من جانب واحد، أي أنهم سيكثفون ضغوطهم لطرد الفلسطينيين أو تهجيرهم قسرًا. وقد احتجت الدول الإسلامية بشدة على هذه القضية في بيانات رسمية. كما أن الانتهاكات الصارخة لوقف إطلاق النار في لبنان مثيرة للقلق الشديد. هذه هي القضايا التي تمت مناقشتها في المحادثة بين عراقجي ونظيره المصري.
وأضاف: فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، تم الاتفاق على التخطيط لعقد جولة جديدة من المشاورات السياسية بين إيران ومصر في المستقبل القريب وهو ما يعتبر تطورا مهما أيضا. وفيما يتعلق بالقضية النووية، فإن مصر هي أحد الأطراف التي بذلت جهوداً دائماً ونحن نقدر دائماً مصر والدول الأخرى التي تحاول المساعدة في حل هذه القضية باستخدام قدراتها.
وزير الخارجية سيتوجه إلى كازاخستان وتركمانستان وروسيا
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: سيزور وزير الخارجية باكو اليوم. وسيجري غدًا محادثات مع الرئيس الأذربيجاني و وزير خارجية هذا البلد وعدد من المسؤولين في جمهورية أذربيجان. علاقتنا مع أذربيجان بالغة الأهمية؛ فنحن دولتان جارتان، تجمعنا ديانة وثقافة واحدة، وتجمعنا روابط تاريخية عميقة.
وأضاف بقائي: لذلك، نسعى جاهدين لتوسيع العلاقات من خلال هذه الزيارات والرحلات الدبلوماسية والمساهمة في تعزيز التفاهم والسلام والاستقرار في منطقة القوقاز وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا”.
إيران وريثة حضارة عريقة، وتتمتع بثقافة غنية
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى مكانة إيران في المنطقة و قال، الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترث حضارة عريقة، وتتمتع بثقافة غنية تعلمت على مر الزمن كيفية التكيف مع الظروف المتغيرة. إيران دولة ذات جذور راسخة، ولا يمكن لأي طرف تجاهل مكانتها. ومن القضايا التي ينبغي أن تكون محل اهتمام مشترك لدول المنطقة هيمنة الکیان الصهيوني.
وأضاف بقائي: الجمهورية الإسلامية الإيرانية ما حاولت قطّ الهيمنة على المنطقة. يكفي النظر إلى الحقائق. الطرف الوحيد الذي يحتل أراضي بلدين في المنطقة هو الكيان الصهيوني”.
وأضاف: إن الکیان الذي ارتكب مجزرة بحق أكثر من 70 ألف مواطن بريء خلال العامين الماضيين ويصر على حروب لا تنتهي ضد شعوب المنطقة، يظهر بوضوح أنه يؤمن في ضميره بأنه لا ينتمي إلى هذه المنطقة وإلا لما كان مثل هذا الكيان مستعدا لقتل جميع البشر بدم بارد ومهاجمة دول المنطقة باستمرار.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ردًا على سؤال: “في ضوء التوغلات البرية الأخيرة للکیان الصهيوني وغاراته الجوية على الأراضي السورية، والتي تُعدّ انتهاكًا صارخًا لسيادة البلاد وزادت من حدة التوترات في المنطقة، ما هي الخطوات الدبلوماسية التي اتخذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمنع تفاقم الصراعات في الشرق الأوسط؟ وما هو رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الاعتداءات المستمرة للولايات المتحدة والکیان الصهيوني على الدول المستقلة في العالم وأعضاء الأمم المتحدة؟ “: قال بقائي، لقد عبّرنا عن موقفنا في هذا الشأن مرارًا وتكرارًا. ينبغي على كل دولة مسؤولة في العالم أن تشعر بقلق حقيقي إزاء النهج الأمريكي الأحادي والعدائي، الذي لم يقتصر تأثيره على منطقتنا فحسب، بل إن نطاق هذه التهديدات والضغوط واضحٌ أيضًا في نصف الكرة الغربي وأفريقيا.
وتابع بقائي:من الأمثلة على ذلك التهديدات الموجهة لفنزويلا، والتي تُدان بشدة بموجب القانون الدولي. فبحجةٍ غير مُثبتة كقضية المخدرات، لا يُمكن توجيه التهديدات لأي بلد أو التهديد لاستخدام القوة. في منطقتنا، يُعدّ استخدام القوة انتهاكًا صارخًا لجميع القواعد واللوائح الدولية، ولا شك في ذلك. وتقع على عاتق المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مسؤولية مباشرة وواضحة لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة للسلم والأمن الدوليين.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى أن مرحلة انتهاك السلام قد انقضت منذ زمن، ونشهد عدوانًا متواصلًا على لبنان وسوريا واليمن ودول مختلفة في المنطقة. وأعتقد أنه إذا لم يُدرك المجتمع الدولي مسؤوليته الجماعية عن هذه الانتهاكات، فسيكون مصير الأمم المتحدة كمصير عصبة الأمم.
العلاقة بين إيران والوكالة لا تتطلب الوساطة بالمعنى التقليدي
وقال بقائي ردًا على سؤال حول قبول إيران وساطة مصر في علاقتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية: علاقتنا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مباشرة وواضحة. والبعثة الدائمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في فيينا على اتصال بمسؤولي الوكالة كلما دعت الحاجة، وهذه العملية لا تتطلب وساطة بالمعنى التقليدي. وكما ذكرت آنفا، فإن مصر وبعض الدول الأخرى في المنطقة حاولت دائما أن تلعب دورا تسهيليا في هذه العملية، ومن هذا المنظور تم إجراء هذه المكالمة الهاتفية أيضا.