يفتتح دورته الثلاثين بتكريم أبناء الشهداء

مهرجان همدان الدولي لمسرح الأطفال والناشئة.. من درّة الخليج الفارسي إلى عاصمة القهوة

صالحي: المسرح يربط بين الحلم والواقع، وبين التعليم والمتعة، وبين الفرد والمجتمع، وهو أداة أساسية لترسيخ الهوية الوطنية والدينية والإنسانية.

إفتتحت مدينة همدان يوم السبت 6 ديسمبر، فعاليات الدورة الثلاثين لمهرجانها الدولي لمسرح الأطفال والناشئة وسط أجواء احتفالية مميزة، حيث شارك الفنانون والفرق المسرحية وشخصيات محببة لدى الأطفال في كرنفال استعراضي للدمى على ممشى بوعلي، بحضور جماهيري واسع.

 

 

إنطلق المهرجان تحت شعار «کودك امروز، روایت تازه، صحنه فردا» أي «طفل اليوم، رواية جديدة، مسرح الغد»، وذلك بمشاركة فرق مسرحية محلية ودولية، وبإدارة آزاده انصاري، ويستمر المهرجان حتى الخميس 11 ديسمبر 2025، ليقدم لجمهور الأطفال والناشئة أسبوعاً من العروض الفنية والثقافية التي تجمع بين المتعة والتربية، مؤكداً مكانة همدان كحاضنة لمسرح الطفولة والإبداع، ويُعد من أبرز الأحداث الثقافية الموجهة للأطفال والناشئة في إيران.

 

 

ويهدف المهرجان إلى تعزيز الإبداع المسرحي للأطفال والناشئة، وفتح آفاق جديدة للتبادل الثقافي والفني بين الفرق الإيرانية والأجنبية، إضافة إلى تقديم أعمال تربوية وترفيهية تجمع بين التعليم والمتعة، وتساهم في تنمية الخيال والقدرات الفكرية والعاطفية لدى الجيل الجديد.

 

 

إفتتاح المهرجان

 

 

افتتح المهرجان بأجواء مميزة، حيث بدأ الحفل بتلاوة القرآن الكريم وعزف النشيد الوطني، وتولى تقديمه الفنان حميدرضا رضايي‌مجد المعروف بـ «عمو حميد». أكدت أمينة المهرجان آزاده انصاري أن استمرار هذا الحدث الثقافي ثمرة جهد جماعي من مسؤولين وفنانين وداعمين، مشيرة إلى أن المهرجان يمثل رمزاً للأمل والإيمان بالمستقبل، وأن الطفل اليوم هو حامل رواية الغد.

 

 

من جانبه، أعرب سيدمحمدرضا جوادي، مدير عام الثقافة والإرشاد الإسلامي في همدان، عن شكره لدعم وزارة الثقافة، لافتاً إلى مشاركة 46 فرقة فنية هذا العام، مؤكداً أن الهدف الأساسي هو إدخال البهجة إلى قلوب الأطفال والناشئة وغرس القيم التربوية والثقافية عبر المسرح.

 

 

وتخللت الحفل فقرات متنوعة، أبرزها تكريم أبناء الشهداء آيسا أحمدي، فاطمة زماني، وأنيسا سلطاني‌مرام، إضافة إلى عروض «بيت الدمى» بمشاركة «خاله سارا» وفرقة «غودرز»، وعرض للفنان مصطفى بيغي، ليؤكد المهرجان مكانته كمنصة تجمع الفن بالرسالة الإنسانية والتربوية.

 

 

لغة فريدة للتعبير عن المشاعر والأفكار

 

 

وجّه وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، سيد عباس صالحي، رسالة إلى المهرجان، مؤكداً أن هذا الفن يُعد لغة فريدة للتعبير عن المشاعر والأفكار، ويلعب دوراً لا مثيل له في بناء الأجيال. وأوضح أن الأطفال والناشئة هم مرآة المستقبل المشرق لأي مجتمع، بعقولهم الباحثة وخيالهم اللامع وروحهم الخلاقة، مما يضع على عاتقهم مسؤولية كبيرة مليئة بالأمل والدافع.

 

 

وأشار الوزير إلى أن المسرح يربط بين الحلم والواقع، وبين التعليم والمتعة، وبين الفرد والمجتمع، وهو أداة أساسية لترسيخ الهوية الوطنية والدينية والإنسانية. كما أكد على أن شعار المهرجان لهذا العام، يعكس الأمل في أن تكون الإبداعات الفنية وسيلة لفتح آفاق جديدة نحو مستقبل أكثر إشراقاً.

 

 

وأكد صالحي على أن الأعمال المسرحية الموجهة للأطفال والناشئة توفر فرصاً نادرة لإكتشاف المواهب وتنمية القدرات الذهنية والعاطفية، وتساهم في تعزيز التفاعل الثقافي والاجتماعي. كما أعرب عن أمله في نجاح هذه الدورة من المهرجان، متمنياً التوفيق لجميع القائمين والفنانين المشاركين في هذا الحدث الثقافي البارز.

 

 

عروض محلية ودولية

 

 

تستضيف همدان المدينة التاريخية في عامها الخامس والعشرين من الإستضافة، فرقاً مسرحية من مختلف أنحاء العالم. ومن أبرز الضيوف هذا العام، البرازيل التي تُعرف بـ«عاصمة القهوة»، إذ يشارك عرض «ماجراجوي سرسخت» أي «المغامر الصلب» من تأليف وإخراج Fabio Superbi، مقدماً رؤية ثقافية عن شخصية أسطورية تولد بين البشر لكنها تعيش بين الآلهة، وتستحضر تقاليد وأساطير مرتبطة بالقرى مثل زراعة الكاسافا، الاحتفالات بالفلفل، والعلاقة مع المياه، إضافة إلى أساطير «كبراي بزرك» أي «الكوبرا الكبرى»، «جوروباري» و«كوروبیرا».

 

 

كما تحضر أرمينيا بعمل مسرحي خاص، على أمل العودة بإنجازات فنية جديدة. ويشارك في هذه الدورة 46 فرقة مسرحية من مختلف المحافظات الإيرانية، منها طهران، قم، تبريز، أهواز، أصفهان، مشهد المقدسة، دزفول، ملایر، مریوان، يزد، بروجرد وهمدان. ومن الجنوب، يشارك عرض «نكین درياي خلیج فارس» أي «درة بحر الخليج الفارسي» القادم من جزيرة خارك، ليضيف بعداً ثقافياً من سواحل المرجان الإيرانية.

 

 

سفراء السعادة يضيئون المهرجان وسط إقبال واسع

 

 

هذا وقد شهد المهرجان إقبالاً غير مسبوق، حيث تجاوزت نسبة حضور الجمهور الطاقة الاستيعابية للقاعات بنسبة 20%. شاركت 39 فرقة محلية وأربع فرق أجنبية قدمت عروضاً متنوعة، منها عرض في الشارع وثلاثة على خشبة المسرح، ما جذب اهتمام عشاق الفن المسرحي. وعلى مدار المهرجان، يُقدَّم 150 عرضاً موجهاً للأطفال والناشئة، إضافة إلى عروض متنقلة في مناطق مختلفة من همدان، فضلاً عن فعاليات في الساحات العامة ورياض الأطفال. وأعلن داريوش كلوندي، مدير لجنة البرامج الجانبية، عن تنظيم عروض خاصة في المستشفيات والمناطق المحرومة، مؤكداً حضور «سفراء السعادة» في مستشفى أكباتان يوم 6 ديسمبر لتقديم عرض للأطفال المرضى. كما أشار إلى إطلاق مشروع «الغرفة السوداء» لعرض دمى عالمية شهيرة بأسلوب مبتكر، في إطار رسالة المهرجان لإيصال المسرح والفرح لكل طفل.

 

 

المصدر: الوفاق