وقد كثّفت منظمة الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة الكهربائية “ساتبا” في الآونة الأخيرة جهودها من أجل تطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الطاقات المتجددة.
وقبل فترة قصيرة، أكدت هليا سادات حسيني، منفذة المشاريع الابتكارية في “ساتبا”، على أهمية توظيف التقنيات الحديثة في إدارة الطاقات المتجددة، قائلة: بوسعنا حتى الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي في توجيه المتقدمين بطلبات والمستثمرين لدينا.
وأضافت: ضمن منصات الدردشة التفاعلية، يتسنى توجيه الأفراد عبر الأنظمة الذكية والحصول على إجابات استفساراتهم.
وتابعت: إن هذا المسار يسهم في رسم صورة أكثر دقة في ساحة الطاقات المتجددة، لاسيما فيما يتعلق بأولوية الطاقة الشمسية، ويمكن أن يكون ذا فعالية كبيرة.
بداية التحول الرقمي في قطاع الطاقات المتجددة
في أحدث خطوة، أطلقت منظمتان كبيرتان في البلاد بالتعاون المشترك عملية التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في مجال الطاقات المتجددة.
وفي هذا السياق، قامت كل من منظمة الشؤون الإدارية والتوظيف في البلاد ومنظمة الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة الكهربائية “ساتبا”، وفي إطار تحسين تقديم الخدمات من الأجهزة التنفيذية للمواطنين، بتنظيم حدث مشترك يتمحور حول التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في مجال الطاقات المتجددة، وهو قيد التنفيذ حالياً.
وقال رئيس شؤون التخطيط والابتكار الإداري في منظمة الشؤون الإدارية والتوظيف: إن الابتكارات التكنولوجية تمثل أحد الأشكال المهمة للابتكار، وقد وضع تطويرها ضمن جدول أعمال منظمة الشؤون الإدارية والتوظيف في البلاد، وقد أنشئ مركز الابتكار الإداري لهذا الغرض بالذات.
وأضاف: إن إصلاح النظام الإداري وتحسين تقديم الخدمات من الأجهزة التنفيذية للمواطنين لم يعد ممكناً عملياً بالطرق التقليدية، ويجب الاستفادة من جميع الطاقات، وبخاصة منظومة الابتكار والتكنولوجيا في البلاد، لتقديم الأفكار والحلول والأدوات الحديثة ذات التقنية العالية لحل مشكلات الحكومة والنظام الإداري.
وأشار محمد ذاكري إلى تنظيم حدث «الابتكار الموجّه نحو حل المشكلات» الذي تقيمه منظمة “ساتبا”، مضيفاً: يوفر هذا الحدث فرصة جيدة لمشاركة الفرق والشركات التقنية والابتكارية والقائمة على المعرفة في مجال الذكاء الاصطناعي ودورها الفعال في حل قضايا النظام الإداري.
ارتفاع الطلب على الطاقات المتجددة
من جانبه، أعلن نائب رئيس التخطيط والابتكار في منظمة “ساتبا” عن الزيادة الكبيرة في طلب الاستثمار في محطات الطاقة المتجددة، وعن خطة المنظمة لتنظيم حدث يتمحور حول التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وتسهيل عمليات الرد والترخيص والإشراف على المشاريع.
وأشار أمير دودابينجاد إلى الظروف الحالية لتأمين الطاقة الكهربائية وتأكيد الحكومة على تطوير الطاقات المتجددة، قائلاً: خلال العام الماضي، ازداد الإقبال والاهتمام بالاستثمار في مجال إنشاء محطات الطاقة المتجددة بشكل كبير جدًا؛ إلى درجة أن معظم المؤشرات الأدائية، من التراخيص الصادرة إلى العقود قيد التبادل، والمشاريع قيد التنفيذ والمشاريع التي دخلت مرحلة التشغيل، قد ارتفعت بمعدل ١٠ إلى ٢٠ ضعفاً مقارنة بالسابق.
مضيفاً: إن ازدياد الطلب يعني زيادة مراجعات المواطنين والمستثمرين، وزيادة ملحوظة في العمليات الإدارية اللازمة لإصدار التراخيص وإعداد العقود والإشراف على المشاريع؛ لكن من جهة، لا تتوفر إمكانية زيادة الطاقات الإدارية والقوى البشرية لمواجهة هذا الحجم.
ومن جهة أخرى، وبالنظر إلى الإمكانات الحديثة لتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، فإنه لا توجد في الأساس ضرورة لتوسيع الهيكل الإداري وعدد القوى البشرية بنسبة تتناسب مع زيادة حجم الأنشطة.
وأشار دودابينجاد إلى برنامج “ساتبا” لتنظيم حدث متخصص، قائلاً: نحن نعمل بالتعاون مع منظمة الشؤون الإدارية والتوظيف على التخطيط لتنظيم حدث يُطرح فيه احتياجات المنظمة في ثلاثة مجالات رئيسية تشمل «الرد على المستثمرين»، و«إنجاز المراحل الإدارية والتنفيذية لإصدار التراخيص والعقود»، و«الإشراف على تنفيذ المشاريع باستخدام تكنولوجيا المعلومات الجديدة، والتحول الرقمي، والحوكمة القائمة على البيانات، والذكاء الاصطناعي».
المساعد الذكيّ في قطاع الطاقات المتجددة
وبشأن المحور الأول من البرنامج، استطرد دودابينجاد قائلاً: نسعى إلى إنشاء مساعد ذكي أو روبوت دردشة يتيح للمستثمرين والمراجعين الحصول على إجاباتهم دون الحاجة إلى الحضور الشخصي أو الاتصال الهاتفي.
وأضاف: يمكن لهذا الروبوت الدردشي، من خلال التفاعل الثنائي، أن يحدد احتياجات المستثمرين أيضاً، وهذا الأمر يساعدنا على الدقة الأكبر في اتخاذ القرارات وتعديل الإجراءات؛ وفي النهاية، يمكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى تيسير الاستثمار وتحسين بيئة الأعمال.
وحول المحور الثاني، تابع نائب رئيس التخطيط والابتكار في “ساتبا” حديثه قائلاً: كان عدد الطلبات في السابق أقل بكثير، أما اليوم فنشهد زيادة ملحوظة، فعلى سبيل المثال منذ بدء نشاط “ساتبا” وحتى صيف عام 2024 كان قد صدر ما يعادل ۱۳ ألف ميغاواط من التراخيص، بينما من ذلك التاريخ وحتى اليوم، أي خلال سنة ونصف السنة، فقد صدر أكثر من ۹۰ ألف ميغاواط من التراخيص، مؤكداً إن هدفنا هو أن تُصدر التراخيص وعقود شراء الكهرباء بشكل آلي أو شبه آلي وبأقل تدخل بشري ممكن، وأن تُوضع في أيدي المستثمرين في أقصر وقت ممكن.
وعن المحور الثالث، قال دودابينجاد: كانت عملية الإشراف على إنشاء المحطات تتم حتى الآن بشكل أساسي على أساس الزيارات الميدانية والتقارير التقليدية؛ لكن الآن وبواسطة أدوات مثل معالجة الصور والتحقق الذكي من الوثائق باستخدام الذكاء الاصطناعي، أصبح تقييم تقدم المشاريع ممكناً، بحيث تُنجز نسبة محدودة من العمل بواسطة القوى البشرية، فيما ستُنفذ الجزء الأساسي من المراقبة بشكل ذكي.
وختم دودابينجاد تصريحاته قائلاً: في هذه المرحلة، وجّهنا الدعوة إلى الأفراد والشركات التي تمتلك فكرة جديدة أو تجربة مشابهة في مجالات أخرى لتقديم مقترحاتهم.
وفي المستقبل، ستُعرض هذه الأفكار على مدراء المنظمة، ليتم تعريف المشاريع التي تحتاجها “ساتبا” بناءً على قدرات الشركات الابتكارية والقائمة على المعرفة، ونشاهد بذلك تحولاً ابتكارياً في العمليات التنفيذية لتطوير محطات الطاقة المتجددة.