وقال الرئيس بزشكيان، الأحد، خلال احتفال يوم الطالب الجامعي الذي أقيم في كلية العلوم الطبية بجامعة الشهيد بهشتي في طهران: الحل الأمثل للمشكلات يكمن في الوفاق والهمّة الجماعية. وأضاف: إذا أردنا أن نحافظ على إيراننا، فعلينا أن نسمع الشكاوى ونكون مسؤولين ونجيب عليها. وتابع: نبذل جهدنا لتنفيذ الآراء المختلفة قدر الإمكان؛ لكن المشكلات ليست بتلك السهولة التي تحل بين ليلة وضحاها.
وأشار رئيس الجمهورية إلى التصريحات التي طُرحت خلال الأيام الماضية بشأن التفاوض مع أمريكا، قائلاً: لا أمل لي إلا بالله وبالشعب. إن اعتقادنا بأن هناك من في خارج هذا الوطن يريد مساعدتنا هو وهم باطل. إن إيماني واعتقادي هو أن علينا أن نتوكل على الله وحده، ثم على شعبنا نحن. مضيفاً: خلال جولاتي الداخلية والخارجية سواء إلى الشرق أو إلى الغرب وصلتُ إلى هذه القناعة بأننا يجب أن نعتمد فقط على شعبنا العزيز في البلد وعلى أنفسنا، وأن طريق الخلاص يكمن في هذا السبيل. إيران هي بيتنا، وكلنا ننتمي إلى هذا البيت. وكما نشعر بالمسؤولية تجاه أبنائنا وأقاربنا، فإننا ملزمون بأن نعامل جميع أفراد الشعب بنفس النظرة.
الشباب هم رأس مال البلاد
وأكد الرئيس بزشكيان أن رأس مال البلاد هو طلابها وشبابها، وقال: يجب أن نُعلّم أبناءنا العمل الجماعي منذ الصغر، داعياً جميع الخبراء الاقتصاديين إلى النزول إلى الميدان لحل المشاكل والقضايا. وأكد على ضرورة الاستعانة بشخصيات بارزة في مجالات الثقافة والاقتصاد والصناعة، وأضاف: اليوم، الجميع يتحدثون ويقدمون النصائح. إذا جاء من يستحق المساعدة إلى الميدان، فسندعمه.
وأردف كلامه معتبراً أن سبب انتصار إيران في الحرب المفروضة لمدّة 12 يوماً هو حضور الشعب ودعمه، وقال: لولا الشعب لما أمكن تحقيق النصر. عندما نتحدث عن التعبئة، فإن كل شاب قادر على النهوض وتنمية البلاد هو من التعبئة. وأوضح: العديد من الأمور التي تُطرح اليوم في المجال الصحي، مثل التغطية التأمينية الشاملة، وأطباء الأسرة، وتسوية الخدمات، ونظام الإحالة، طُبّقت منذ توليت منصبي في وزارة الصحة.
الحقد والعداء التاريخي لنظام الهيمنة تجاه الطلاب الإيرانيين
من جانبه، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، في إشارة إلى يوم الطالب الجامعي، وتأكيده على الحقد والعداء التاريخي لنظام الهيمنة تجاه الطلاب الإيرانيين: لقد وقف الطالب الإيراني وحيدا في وجه نهب نظام الهيمنة بقيادة أمريكا. وأضاف: في تاريخ إيران المعاصر، كان الطلاب روادًا اجتماعيين في النضال ضد الظالمين والطغاة. لم يكونوا مقلدين للآخرين فحسب، بل كانوا دائما من يُنير الطريق للآخرين. وتابع: لقد وقف الطالب الإيراني في وجه الهيمنة واستشهد من أجل أن يصل الشعب الإيراني إلى الوعي التاريخي بأن الديمقراطية والتنمية والتقدم والأمن المستدام لن يتحقق إلا بالاعتماد على قوة أساس الشعب الإيراني نفسه.
وأعرب قاليباف عن امتنانه للقوة البحرية في حرس الثورة الإسلامية تكريماً لذكرى الشهداء الثلاثة الأعزاء في حادثة 16 آذر وسائر الشهداء الطلاب، خاصة شهداء الدفاع المقدس وحرب الـ12 يوماً المفروضة والنجاح في إقامة المناورات البحرية الكبرى لحرس الثورة الإسلامية التي سميت باسم الشهيد محمد ناظري في الخليج الفارسي وجزر نازعات ومضيق هرمز. وأضاف: أصابت الصواريخ المستخدمة في هذه المناورات أهدافها بدقة. كما أن نجاح تجربة إطلاق صواريخ دقيقة وفعالة بمدى يتجاوز طول الخليج الفارسي، والذي جاء ثمرة جهود النخب الإيرانية، كان مبعث ارتياح كبير للشعب الإيراني.
الطالب الإيراني دبلوماسي حقيقي
من جهته، أكّد وزير الخارجية سيد عباس عراقجي في منشور نشره على صفحته في إنستغرام: في الوقت الذي تسعى فيه القوى العظمى إلى فرض إرادتها على الشعوب، يُعدّ الطالب الإيراني دبلوماسياً حقيقياً في مجال العلم والوعي، وقد رفع، وسط عاصفة التهديدات والعقوبات، راية “الاستقلال” و”الشرف” لإيران القوية في مختلف المحافل العلمية.
وکتب عراقجي: يُذكرنا يوم الطالب الجامعي بتلك اللحظة الخالدة في تاريخ إيران المعاصر، حين ارتقت راية الصحوة ومواجهة الاستكبار بدماء الطلاب الثلاثة الشهداء الزكية التي سالت في حرم جامعة طهران. وأضاف: يوم الطالب هو يوم الشباب الذين يكتبون التاريخ ليس بالشعارات بل بالنضال في المجالات العلمية والبصيرة.
الركيزة الأساسية لسيادة القوات المسلحة
إلى ذلك، أكّد رئيس أركان القوات المسلحة، اللواء عبدالرحيم موسوي، أن القوات المسلحة في كامل جاهزيتها الاستخباراتية والعملياتية، وقال: إن الجمع بين المعرفة الحديثة والإيمان بالله هو الركيزة الأساسية لسيادة القوات المسلحة، ويجب اتباع هذا النهج كنموذج استراتيجي في جميع المراكز التعليمية.
وأضاف اللواء موسوي، خلال مراسم إحياء ذكرى يوم الطالب في كلية ومعهد الأبحاث التابع لقيادة وإدارة الحرس الثوري الإسلامي: يُعتبر الطلاب بناة المستقبل للقوات المسلحة، وعلى الأساتذة استخدام التخطيط والبحوث الحديثة والمتطورة لتعليم الطلاب حتى لا تتخلّف القوات المسلحة عن التقنيات المتقدّمة في العالم.
وأكد رئيس أركان القوات المسلحة على ضرورة اهتمام الطلاب والقادة والمدراء المستقبليين لحرس الثورة الإسلامية بالعناصر والمقترحات الاستراتيجية المطروحة أمامهم من أجل لعب دور في المهام الموكّلة إليهم، واعتبر أن ربط العلم بالإيمان والجهاد العلمي والتكنولوجي أمر مهم، وقال: استخدام التقنيات الحديثة والبحوث الاستراتيجية والذكاء الاصطناعي يعتبر جزءً من الجهاد العلمي للقوات المسلحة الذي لا ينبغي إغفاله. واعتبر اللواء موسوي التماسك الوطني وبناء الأمل من بين المقترحات الاستراتيجية الأخرى التي تم التأكيد عليها أمام الطلاب، وأضاف: إن دور الطلاب في إنتاج روايات مفعمة بالأمل وتعزيز التماسك الوطني يتساوى مع مهامهم العملياتية.
الحرس يعتبر إنتاج العلم شريان حياته
وفي السياق، أعلن القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية اللواء محمد باكبور، في بيان له بمناسبة يوم الطالب الجامعي، إن الحرس يعتبر إنتاج العلم شريان حياته وبنى إنجازاته الاستراتيجية في مجالات الصواريخ والطائرات بدون طيار والبحرية والاتصالات والهندسة المدنية والحرب المعرفية على أساس الارتباط بين الجامعة والحرس.
وأضاف اللواء باكبور: إن أحداث هذا اليوم الميمون في ذاكرة الشعب الإيراني تُذكّر بالدور الاستراتيجي والتاريخي للجامعة وطلابها في تشكيل الهوية العلمية والاجتماعية والسياسية لإيران المعاصرة، وارتباطهم الوثيق بالثورة الإسلامية. فعلى مدى العقود الأربعة الماضية، رسّخت الجامعة مكانتها كرفيق وفيّ للثورة والنظام الإسلامي، وخاصةً حرس الثورة الإسلامية، بتقديمها خمسة آلاف شهيد من طلابها في سبيل عزة البلاد واستقلالها وأمنها القومي. وتابع بالقول: لقد حاول الأعداء خلق مسافة بين الجامعة والثورة، لكن الجامعة الإيرانية، بهويتها الإسلامية الإيرانية وروح المسؤولية، تتحرك نحو تعزيز القوة الوطنية.