وأوضح الرئيس التنفيذي لوحدة كلوقي الإدارية عصام الدين السيد، في اتصال، أن المسيّرة شنّت ثلاث غارات، قائلاً: إن الضربة الأولى أصابت روضة الأطفال، تلتها ضربة على المستشفى، قبل أن تعود المسيّرة للمرة الثالثة وتقصف بينما كان الأهالي يحاولون إنقاذ الأطفال وإجلاءهم.
وحَمَّل المسؤول مليشيا الدعم السريع وحليفتها الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، التي تسيطر على معظم مناطق كردفان وأجزاء من ولاية النيل الأزرق، مسؤولية الهجوم.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من عشرة أطفال تراوحت أعمارهم بين 5 و7 سنوات، فيما قدّرت وزارة الخارجية السودانية عدد الضحايا بنحو 79 قتيلاً، بينهم 43 طفلاً.
في حين قال مسؤول محلي سوداني إن عدد الضحايا ارتفع إلى 114 قتيلا جراء الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على مدينة كلوقي بولاية جنوب كردفان، والذي لقي تنديدا محليا ودوليا.
*مقتل أطفال أثناء دراستهم في المدرسة
وأكد ممثل يونيسف في السودان شيلدون يت، أن قتل أطفال داخل مدرستهم يمثّل “انتهاكاً مروّعاً لحقوق الطفل”، داعياً جميع الأطراف إلى وقف الهجمات والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وبعد سيطرتها على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور غرب السودان في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، نقلت مليشيا الدعم السريع هجومها شرقاً إلى إقليم كردفان الغني بالنفط، والذي يضم ثلاث ولايات. وقد رافقت عملية الاستيلاء على الفاشر عمليات قتل جماعي واغتصاب ونهب، بحسب منظمات غير حكومية وشهادات ناجين.
*مخاوف من “موجة جديدة من الفظائع”
والخميس، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن مخاوف من “موجة جديدة من الفظائع” في السودان.
ومنذ سيطرة مليشيا الدعم السريع على مدينة بارا في شمال كردفان في تشرين الأول/أكتوبر، قُتل ما لا يقل عن 269 مدنياً في غارات جوية وقصف مدفعي وإعدامات خارج نطاق القضاء، وفق مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان.
ويرى محللون أن تصعيد الدعم السريع في كردفان يهدف إلى كسر الطوق الدفاعي للجيش السوداني حول وسط السودان، تمهيداً لمحاولة استعادة المدن الكبرى، بما في ذلك الخرطوم، التي استعادها الجيش السوداني في الربيع الماضي.
ودان الاتحاد الإفريقي الأحد الغارات على كلوقي، مندّداً بما وصفه بـ”الفظائع المتكررة والمتصاعدة ضد المدنيين”.
وأدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الهجوم، وقالت إنه يمثل انتهاكا مروعا لحقوق الأطفال، وأكدت أن قتل الأطفال وتشويههم، والاعتداءات على المدارس والمستشفيات، تعد انتهاكات جسيمة لحقوقهم.
من جانبه، أدان الاتحاد الأوروبي بشدة الهجوم الذي استهدف مدينة كلوقي، وقالت مفوضة إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي حاجة لحبيب إن ما جرى “يمثل جريمة حرب واضحة”، مؤكدة أن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية أمر محظور تماما بموجب القانون الدولي الإنساني.