وأكد “عباس عراقجي” الذي يزور جمهورية أذربيجان، أهمية وأهداف هذه الزيارة الإقليمية في مذكرة.
وفيما يلي النص الكامل لمذكرة وزير الخارجية:
تعكس العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وجمهورية أذربيجان، أبعد من مجرد القرب الجغرافي، سردية عميقة لعلاقة تاريخية وثقافية وحضارية راسخة، متجذرة في الروابط العريقة والراسخة بين شعبي ضفتي نهر أراس.
وقال: هذه الروابط العميقة متداخلة في نسيج مجتمعينا، لدرجة يصعب معها تصور التاريخ والأدب والفن والدين والهوية دون بعضها البعض. في هذه السردية، تبدو الحدود السياسية المرسومة مجرد خطوط على خريطة، لكن القلوب والتراث المشترك ينبضان بنغمة واحدة منذ قرون.
واضاف عراقجي في المذكرة: تُظهر نظرةٌ إلى التاريخ المعاصر أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت شريكًا موثوقًا وسندًا قويًا لإخوانها في شمال أراس في جميع اللحظات الحاسمة. ومع هبوب رياح الاستقلال، كانت إيران من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال جمهورية أذربيجان وبرفعها مستوى قنصليتها العامة إلى سفارة على الفور، أرسلت رسالة دعم شاملة للعالم.
وقال:هذا الدعم بتقديم مساعدة كبيرة في السنوات الأولى من ترسيخ السيادة الوطنية لجمهورية أذربيجان وخلال الفترة الطويلة من الصراع في كاراباخ، كانت السياسة المبدئية لطهران تقوم دائما على ضرورة احترام وحدة الأراضي وعودة الأراضي المحتلة.
وجاء في المذكرة: لعلّ غبار الزمن قد طمس بعض الحقائق، لكن الوثائق التاريخية تشهد بأن “إعلان طهران” الصادر في مايو/أيار 1992 كان أول وثيقة دولية تعترف فيها أرمينيا صراحةً بوحدة أراضي جمهورية أذربيجان؛ وهي وثيقة تُثبت الدور المحوري والإنساني لإيران في تلك المرحلة الحرجة. كما أن دعمنا الراسخ في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي لطالما دعم هذه السياسة المبدئية.
وتابع:في الوقت الحالي، اتسعت هذه العلاقات، التي تحظى بدعم تاريخي، في مختلف المجالات، كالاقتصادية والترانزيت والسياسية والأمنية والثقافية والاجتماعية. وقد ارتقت هذه الروابط التاريخية والدعم العملي والتعاون متعدد الأطراف، بالعلاقات بين إيران وجمهورية أذربيجان إلى مستوى يتجاوز مجرد الجوار ورسمت آفاقًا واضحة لتعاون مستدام وطويل الأمد، بما يتماشى مع المصالح المشتركة للبلدين.