على أعتاب ميلادها الكريم

السيرة الفاطمية.. نموذج عالمي للمرأة المسلمة في المقاومة والعدالة والكرامة الإنسانية

السيدة فاطمة الزهراء(س) ليست شخصية تاريخية فحسب، بل رمز عالمي للعبادة، الصبر، العدالة، والكرامة الإنسانية، وأن سيرتها تمثل نموذجاً خالداً يلهم المسلمين في مواجهة الظلم والسعي نحو الحق.

الندوة الدولية «السنة النبوية والسيرة الفاطمية» التي إنعقدت في 8 ديسمبر، سلّطت الضوء على مكانة السيدة فاطمة الزهراء(س) كنموذج عالمي للمرأة المسلمة ومؤثرة أخلاقية في المجتمع الإنساني. رئيسة لجنة تكريم مقام المرأة ويوم الأم، ريحانة سلامي، أكدت على أن السيرة الفاطمية ترفع المرأة من الفردية الإستهلاكية إلى الجماعية الإلهية، وتضعها في موقع قيادي أخلاقي عالمي. وأوضحت أن السنة النبوية والسيرة الفاطمية تدعوان إلى الوحدة والعدالة والرحمة، وأن التقريب بين المذاهب ليس مجرد تكتيك سياسي بل عودة إلى الجذور التي تؤسس للأخوة الحقيقية.

المداخلات من مختلف الدول أبرزت البُعد العالمي لشخصية السيدة فاطمة الزهراء(س)، ففي لبنان، تحدّثت «خديجة شهاب» عن دور النساء المقاومات اللواتي إستلهمن من سيدة نساء العالمين في مواجهة العدوان الصهيوني الأخير، مؤكدةً على أن الدفاع عن الحق مسؤولية جماعية. ومن العراق، شددت «ساجدة الحائري» على أن العالم المليء بالعنف يحتاج إلى نموذج السيدة فاطمة الزهراء(س) في مواجهة الظلم بالصبر والكلمة الطيبة بعيداً عن العنف. الأكاديمية الفرنسية «كريستين جيلبرت» إعتبرت تكريم سيدة نساء العالمين ليس عملاً روحياً فحسب، بل هو ترميم للذاكرة وكشف للحقيقة التاريخية، مؤكدةً على أن وفاء محبي أهل البيت(ع) عبر القرون أبقى ذكراها حيّة وملهمة.

من بيرو، أوضحت «سيليا روس» أن السيدة فاطمة الزهراء(س) تمثّل النموذج الكامل للمرأة المؤمنة، الثابتة في إيمانها والرحيمة بالآخرين، وأنّ سيرتها تلهم العالم في البحث عن السلام والعدالة. الباحثة اللبنانية «إيمان حرب» أشارت إلى دور النساء في المجتمع المدني والسياسة والإعلام في الدفاع عن الحق، مستشهدة بشجاعة الإعلاميات الفلسطينيات الشهيدات مثل شيرين أبو عاقلة. من تركيا، شددت «أسماء كايا» على أن السيدة فاطمة الزهراء(س) لو كانت بيننا اليوم لأحيت روح المقاومة في الأمة، مؤكدة أن القوة الحقيقية ليست في المال أو السلاح بل في العدالة والشهادة.

الباحثة الإندونيسية «زينب تورساني» أكدت على أن فلسفة حياتها تجسيد للعبادة والتسليم لله، وأن ارتباطها بالقرآن الكريم كان محورياً في يومياتها. من سوريا، أوضحت «مريم عليزاده» أن السيدة فاطمة الزهراء(س) نموذج المرأة الحقيقية المختارة من الله، وأن الأمة الإسلامية اليوم بحاجة إلى الإقتداء بصبرها وصدقها.

من الهند، أكدت «صباحت رضوي» على أن ميلاد سيدة نساء العالمين ليس مجرد إحتفال بل دعوة للطهارة والعدالة وخدمة الآخرين، وأنها قدوة لكل المؤمنين رجالاً ونساءً. فيما أوضحت «أم ليلى شريف» أن السيدة فاطمة الزهراء(س) صورة الحقيقة الكاملة، وأن دعاء النور وخطبة فدك منها، وهما مصدر علم ومعرفة، مشيرةً إلى أن حياتها كلها كانت مواجهة للباطل ومشعل هداية للأحرار.

تجمع هذه المداخلات على أن السيدة فاطمة الزهراء(س) ليست شخصية تاريخية فحسب، بل رمز عالمي للعبادة، الصبر، العدالة، والكرامة الإنسانية، وأن سيرتها تمثل نموذجاً خالداً يلهم المسلمين في مواجهة الظلم والسعي نحو الحق.

المصدر: الوفاق