وأشارت فرزانة صادق، اليوم الثلاثاء، خلال لقائها أندريه كوزيتسوف، إلى نجاح انعقاد الدورة الثامنة عشرة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين إيران وبيلاروسيا برئاسة وزير الصناعة والتعدين والتجارة، وقالت: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمتلك الاستعداد الكامل لتطوير التعاون في مجالي النقل واللوجستيات مع جمهورية بيلاروسيا.
وأشارت صادق إلى الطاقات المتاحة للتعاون في مجال النقل بين البلدين، قائلة: إن إيران مستعدة لتخصيص مساحات في الموانئ الجنوبية وفي ميناء “أبرين” الجاف لصالح بيلاروسيا.
كما ذكّرت وزيرة الطرق بتوقيع مذكرة تفاهم بين رئيسي سكك الحديد في البلدين، وبتحديد الفرع الشرقي للممر عبر “إينجهبرون” و”سرخس” لنقل البضائع بالسكك الحديدية، وبتشكيل حركة منتظمة لنقل الشحنات التصديرية من بيلاروسيا إلى إيران، وأعلنت استعداد إيران لنقل البضائع العابرة (سائبة وحاويات) عبر أراضيها في أقصر وقت ممكن وبأسعار تنافسية.
وأعربت الوزيرة صادق، في ضوء اكتمال إعداد مسودة مذكرة التفاهم الخاصة بالنقل متعدد الوسائط بين منظمة الموانئ والملاحة البحرية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووزارة النقل في جمهورية بيلاروسيا، عن أملها في توقيع هذه المذكرة خلال الزيارة المرتقبة لوزير النقل البيلاروسي إلى إيران.
وأفادت وزيرة الطرق بأن حصة الأسطول الإيراني من حركة النقل البري خلال الأشهر الأحد عشر الماضية بلغت 1059 مركبة، في حين بلغت حصة الأسطول البيلاروسي 123 مركبة، وأكدت أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمتلك الاستعداد الكامل لزيادة حجم حركة الأسطول البيلاروسي.
وأوضحت: أنه تم خلال العام الجاري تبادل 1500 تصريح مرور ثنائي و250 تصريح مرور لدولة ثالثة بين البلدين، مضيفة: بعد تعديل اتفاقية النقل الدولي البري اعتبارًا من شهر نوفمبر الماضي، ألغي نظام تصاريح المرور بين البلدين، وقد أبلغنا ذلك إلى جميع المنافذ الحدودية، ونتوقع بالمقابل أن يتم إبلاغ إلغاء هذا النظام إلى الحدود المشتركة بين روسيا وبيلاروسيا، حتى تتمكن أساطيل البلدين من التنقل بحرية تامة دون أي عوائق.
وأشارت صادق، في معرض حديثها عن مذكرة التفاهم الخاصة بالنقل الجوي بين البلدين، إلى أنه يتوجب بموجب هذه المذكرة تسيير أربع رحلات جوية أسبوعياً بين إيران وبيلاروسيا، ونحن على استعداد تام لتدشين رحلات مباشرة بهدف دعم التجارة بين البلدين.
وأضافت: لا توجد أية عوائق أمام حركة الأسطول البيلاروسي داخل إيران. وفي المجال السككي، نأمل أن يستمر نقل البضائع بالقطار من بيلاروسيا وفق النهج السابق، بل ويتعاظم.
من جانبه، أبدى الوفد البيلاروسي موافقته على المقترحات التي قدمتها وزيرة الطرق والتنمية العمرانية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتبر أن الهدف من المشاركة في هذا اللقاء هو التوصل إلى حلول لإزالة العوائق وتطوير الأنشطة النقلية بين البلدين.
خط إنتاج مشترك للأدوية والمستلزمات الطبية
من جانبه، قال وزير الصناعة في بيلاروسيا، أندريه كوزنيتسوف، أن بلاده مستعدة لإنشاء خط إنتاج مشترك للمنتجات الدوائية والطبية بالتعاون مع إيران.
وأكد كوزنيتسوف، خلال أعمال الدورة الـ18 للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين إيران وبيلاروسيا، بحضور محمد أتابك وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني، أكد على أن بلاده تسعى لإنشاء خط إنتاج مشترك للأدوية والمستلزمات الطبية، فضلاً عن توفير التسهيلات وفرص الاستثمار في بيلاروسيا بالتعاون مع إيران.
وأضاف: نحن على استعداد لتنفيذ مشاريع ثنائية في إطار التعاون التكنولوجي مع إيران، لاسيما في مجالات الخضراوات الطازجة والعلوم الطبية والصناعات الدوائية؛ مشيراً إلى العلاقات الودية القائمة بين البلدين، وأكد بأن التعاون في المجالات العلمية والتعليمية، وتعزيز التعليم الجامعي للمواطنين الإيرانيين، والاتفاقيات التعليمية في بيلاروسيا، كلها متاحة وقابلة للتطوير.
وتابع وزير الصناعة البيلاروسي: نسعى أيضاً إلى توسيع التعاون في مجالات الثقافة والسياحة وتبادل الوفود، إلى جانب مجالات التعاون الأخرى، ونرحب بذلك.
وشدد كوزيتسوف على ضرورة تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، قائلاً: نحن مستعدون لتوريد المعدات في القطاع المعدني والشاحنات والمنتجات الأخرى، وفي المقابل نرحب بالمنتجات الزراعية والمكسّرات والمواد الدوائية القادمة من إيران.
ترحيب إيراني بالمبادرات والمقترحات المطروحة
من جهته، أكد رئيس منظمة تنمية التجارة على ترحيب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالمبادرات والمقترحات المطروحة حول العلاقات التجارية والاقتصادية بين إيران وبيلاروسيا؛ مبيناً أن التعاون الاقتصادي الثنائي شهد تطوراً إيجابياً كبيراً بدعم من قادة ووزراء الجانبين، لافتاً إلى التعاون الذي وصفها جيداً في مجالات النقل، وآلات ومعدات التعدين، ومحطات الطاقة، والقطاع الزراعي، والاتصالات بين البلدين.
وأوضح محمد علي دهقان دهنوي بأن هذه الدورة من اللجنة الاقتصادية المشتركة ستبحث قضايا في مجالات الصناعة، والنقل، والتجارة، والزراعة، والصحة؛ مؤكداً السعي إلى معالجة التحديات التي تعترض مسار تطوير العلاقات الثنائية.
إيران أرض الفرص الذهبية للاستثمار
إلى ذلك، أكد وزير النفط أن إيران أرض الفرص الذهبية للاستثمار، لاسيما في قطاع النفط والغاز، وقال: لقد صممنا سلة من العقود للتعاون مع الدول الصديقة.
والتقى محسن باك نجاد، وزير الصناعة البيلاروسي أندريه كوزنيتسوف، وناقش معه تطوير التعاون المشترك في مجالات الطاقة والصناعة والبتروكيماويات.
وأشار باك نجاد إلى إمكانيات التعاون المناسبة للبلدين في مختلف المجالات، لاسيما في قطاع الطاقة، وقال: إن إيران أرض الفرص الذهبية للاستثمار، لاسيما في قطاع النفط والغاز، ولكي تتمكن الدول الصديقة من الاستفادة من هذه الفرصة، فقد صممنا وأعددنا سلة من العقود، لاسيما في قطاع المنبع، والتي لديها القدرة على خلق فرصة مربحة للجانبين.
من جانبه، أكد وزير الصناعة البيلاروسي على متابعة التعاون السابق بين البلدين، مشيراً إلى أن هذه هي زيارته الأولى إلى إيران وأنه شعر بالارتياح، وقال: نحن مستعدون لتطوير التعاون في جميع المجالات، خاصة البتروكيماويات وتصدير المنتجات والمحفزات إلى بيلاروسيا.
