فيما إنعقد الإجتماع الثالث للّجنة الثلاثية المشتركة بين إيران والسعودية والصين

طهران والرياض تؤكّدان إلتزامهما الكامل بتنفيذ “اتفاق بكين”

عُقد الاجتماع الثالث للجنة الثلاثية المشتركة بين إيران والسعودية والصين ظهر الثلاثاء في طهران، وتولّى رئاسة الوفد الإيراني في هذا الاجتماع مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية. فيما شارك في الاجتماع أيضاً الوفد السعودي برئاسة السيد وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية، والوفد الصيني برئاسة السيد مياو ديو، نائب وزير الخارجية في جمهورية الصين الشعبية.

ويأتي عقد هذا الاجتماع الثلاثي في إطار متابعة تنفيذ “اتفاق بكين”، ويُعدّ هذا الاجتماع الثالث بين الدول الثلاث منذ توقيع الإتّفاق.

 

وأكد الجانبان الإيراني والسعودي التزامهما الكامل بتنفيذ جميع بنود اتفاق بكين، والسعي المستمر لتعزيز علاقات الجوار بين البلدين من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، وميثاق منظمة التعاون الإسلامي، والقوانين الدولية، بما في ذلك احترام السيادة والسلامة الإقليمية والاستقلال والأمن لكلا الطرفين. كما رحبت جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية باستمرار الدور الإيجابي لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ اتفاق بكين.

 

أكدت جمهورية الصين الشعبية استعدادها لمواصلة دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها إيران والسعودية لتطوير علاقاتهما في مجالات مختلفة. ورحّبت الدول الثلاث بالتقدّم المستمر في العلاقات الإيرانية-السعودية، والفرص المتاحة للتواصل المباشر بين البلدين على جميع المستويات والقطاعات، واعتبرت هذه الاتصالات واللقاءات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين ذات أهمية خاصة، خاصة في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة التي تهدد أمنها وأمن العالم.

 

*تطوير التعاون في مختلف مجالات

 

كما رحّبت الأطراف الثلاث بالتقدم المحرز في الخدمات القنصلية بين البلدين، والتي سهلت سفر أكثر من 85 ألف حاج إيراني لأداء فريضة الحج، وأكثر من 210 آلاف إيراني لأداء العمرة في عام 2025 بسهولة وأمان. ورحبت الأطراف الثلاث بالتقدم في الحوارات بين المراكز والأفراد الإيرانيين والسعوديين في المجالات البحثية والتعليمية والإعلامية والثقافية والدراسية، وأعربت عن رضاها عن تبادل الوفود والمشاركة في الفعاليات ذات الصلة بالمجالات المذكورة أعلاه. وتتطلع الدول الثلاث بلهفة إلى تطوير التعاون فيما بينها في مجالات متنوعة، بما في ذلك المجالات الاقتصادية والسياسية المختلفة. كما أكدت الأطراف الثلاث على أهمية الحوار والتعاون بين دول المنطقة بهدف تعزيز الأمن والاستقرار والسلام والتقدم الاقتصادي.

 

وطالبت الدول الثلاث بوقف فوري للعدوان الصهيوني على فلسطين ولبنان وسوريا، وأدانت أعمال العدوان وانتهاك سيادة ووحدة أراضي جمهورية إيران الإسلامية. وأعربت إيران عن شكرها للمواقف الواضحة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية خلال العدوان المذكور. وأكدت الدول الثلاث دعمها لحل سياسي شامل في اليمن يستند إلى المبادئ الدولية المعروفة وتحت إشراف الأمم المتحدة.

 

وكان الاجتماع الأول قد انعقد في الصين، فيما استضافت المملكة العربية السعودية الاجتماع الثاني. وعُقد أمس الأول الاجتماع التمهيدي لهذا اللقاء بمشاركة دبلوماسيين وخبراء من الدول الثلاث في طهران.

 

وكان الاجتماع الثاني للجنة المشتركة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، المكلّفة بمتابعة اتفاق بكين، قد انعقد في 20 نوفمبر 2024 في العاصمة الرياض.

 

وترأس ذلك الاجتماع وليد عبدالكريم الخريجي، نائب وزير خارجية السعودية، بمشاركة الوفد الإيراني برئاسة مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، والوفد الصيني برئاسة دِنغ لي، نائب وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية.

 

* دور الصين في تحقيق الاستقرار في غرب آسيا

 

كما إلتقى نائب وزير الخارجية الصيني مياو ده يو، الذي يزور طهران للمشاركة في الجولة الثالثة من الاجتماع، مع تخت روانجي مساء الاثنين.

 

وفي هذا اللقاء، اشار تخت روانجي إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين وعزم قادة إيران والصين على تطوير العلاقات بشكل شامل، واكّد استعداد إيران لتعميق العلاقات في المجالات ذات الاهتمام المشترك وتنفيذ خطة التعاون الشاملة لـ 25 عامًا. وأشاد بدور الصين البناء في تحقيق الاستقرار والسلام في منطقة غرب آسيا، ورحب بالتعاون والتنسيق الثنائي ومتعدد الأطراف بين إيران والصين.

 

من جانبه أكد نائب وزير الخارجية الصيني على العزم المشترك بين إيران والصين على تطوير العلاقات بغض النظر عن التطورات الدولية والإقليمية، وأعلن أن الصين مستعدّة للقيام بدورها البناء في تعزيز التعاون الشامل بين إيران والمملكة العربية السعودية من أجل السلام والاستقرار الإقليميين، باعتباره الهدف الرئيسي لاتفاقية بكين، وذلك على الصعيدين الثنائي والثلاثي.

 

المصدر: الوفاق