كتب لوكالة أنباء ابا التابعة لجمهورية أذربيجان

عراقجي: يقظة طهران وباكو أمر حيوي لحماية المصالح

الآن، مع حلّ نزاع قره باغ، تقف منطقة جنوب القوقاز على أعتاب عهد جديد؛ فضاء جديد يُتيح فرصة ذهبية للسلام والاستقرار والتنمية الشاملة.

صرح وزير الخارجية: في ظل تزايد هشاشة منطقة غرب آسيا مع عودة سياسات الولايات المتحدة المُسببة للتوترات ونزعتها الأحادية، فإن يقظة طهران وباكو أمرٌ حيويٌ لحماية المصالح.

 

وكتب السيد عباس عراقجي، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لوكالة أنباء ابا التابعة لجمهورية أذربيجان: في قطاع الغاز، يجري تنفيذ اتفاقيات تبادل الغاز مع نخجوان، مما يدل على عمق الثقة المتبادلة. فعلى مدى السنوات الأربع والثلاثين الماضية، وفرت إيران لجمهورية نخجوان ذاتية الحكم منفذًا إلى مناطق أخرى من جمهورية أذربيجان عبر أراضيها، انطلاقًا من واجبها تجاه الجوار والإنسانية. على مرّ هذه السنوات، حتى في ذروة الضغوط الخارجية والتقلبات السياسية، لم تسمح إيران بقطع الصلة بين نخجوان وأذربيجان.

 

وفي المجال السياسي، تتواصل المشاورات بين كبار المسؤولين في البلدين. ورغم ما شهدته العلاقات الثنائية من تقلبات في السنوات الأخيرة، وهو أمر متوقع في العلاقات بين دول الجوار، إلا أن التوجه العام للعلاقات آخذ في النمو، ويحرص كبار المسؤولين في البلدين على تجاوز سوء الفهم وتطوير هذه العلاقات في جميع المجالات.

 

ويُعدّ تبادل الوفود والاجتماعات الأخيرة، ولا سيما الزيارتان اللتان قام بهما فخامة الرئيس الإيراني الدكتور بزشكيان إلى جمهورية أذربيجان، والاتفاق على استئناف لقاءات الرئيسين في المستقبل القريب، دليلاً على تأكيد كل من طهران وباكو على أهمية توسيع العلاقات.

 

والآن، مع حلّ نزاع قره باغ، تقف منطقة جنوب القوقاز على أعتاب عهد جديد؛ فضاء جديد يُتيح فرصة ذهبية للسلام والاستقرار والتنمية الشاملة. نؤمن إيمانًا راسخًا بأن الأمن والاستقرار في هذه المنطقة ليسا سلعا مستورد، ولا يمكن تحقيقه إلا بمشاركة دول المنطقة ودون أي تدخل أجنبي. في ظل تزايد عدم الاستقرار في منطقة غرب آسيا مع عودة سياسات إدارة ترامب الانقسامية والأحادية، والمغامرات الخطيرة للكيان الصهيوني ونتنياهو، فإن يقظة طهران وباكو أمرٌ حيوي للحفاظ على المصالح المشتركة في إقامة علاقات مستقرة وخالية من التوتر وقابلة للتنبؤ، لأن أي عامل يُحدث تغييرات غير مرغوب فيها في الجغرافيا السياسية للمنطقة يُعتبر غير طبيعي ويتطلب إجراءات مشتركة.

 

لا شك أن تحقيق استقرار دائم يتطلب نهجًا شاملًا، يتجنب الخطط التي تتجاهل المصالح الحيوية للجيران، ويستفيد من القدرات المحلية. هذا التشابك الأمني يستلزم منا أن نكون حكماء، وألا نسمح للأجانب الذين تكمن مصالحهم في زعزعة الاستقرار بالتغلغل في العلاقات الأخوية بين البلدين.

 

في رحلتي إلى جمهورية أذربيجان، الدولة الشقيقة الصديقة والجارة، أفتخر بحمل رسالة السلام والصداقة، وإرادة الحكومة والشعب الإيرانيين الراسخة لفتح صفحة جديدة ومشرقة في العلاقات الثنائية. هذه الزيارة، التي تأتي استجابةً للدعوة الكريمة من معالي وزير خارجية جمهورية أذربيجان، ليست مهمة دبلوماسية روتينية، بل هي تجديدٌ للعهد بتعزيز الروابط التاريخية بين البلدين.

 

نتوجه إلى باكو للتأكيد على أن المناخ الإقليمي الجديد قد وفر أساسًا مواتيًا لتعزيز التقارب والتوسع الهادف للتعاون الاقتصادي في مجالات العبور والطاقة والتجارة والاستثمار والتواصل الشعبي. إن الهدف الأسمى من هذا التطور في التفاعلات ليس سوى بناء مستقبل مزدهر للبلدين. اليوم، ترتكز إرادة طهران وباكو على بناء مستقبل مشترك مشرق ومستدام؛ مستقبلٌ تكون فيه الحدود أبوابًا للصداقة.

 

 

المصدر: الوفاق/ وكالات