في كلمة ألقاها الخميس أمام أساتذة وباحثي وطلاب جامعة نزارباييف الدولية

بزشكيان: مستقبل مشرق ينتظر إيران وكازاخستان

إذا كان ابن سينا ​​والفارابي والخوارزمي والبيروني قد استطاعوا قبل ألف عام تغيير مسار الحضارة العالمية بعلمهم وفكرهم، فإن ابناء إيران وكازاخستان اليوم قادرون على مواصلة المسيرة نفسها في مجال الطب الحديث واللقاحات والصحة الرقمية والتقنيات الجديدة.

صرّح الرئيس الايراني مسعود بزشكيان بان أبناء إيران وكازاخستان يستطيعون اليوم مواصلة المسيرة نفسها في مجال الطب الحديث واللقاحات والصحة الرقمية والتقنيات الجديدة؛ فنحن لا نملك ماضياً مشرفاً فحسب، بل ينتظرنا أيضاً مستقبل مشرق.

 

وأعرب الرئيس بزشكيان في كلمة ألقاها الخميس أمام أساتذة وباحثي وطلاب جامعة نزارباييف الدولية في آستانا عاصمة كازاخستان، عن سعادته بحضوره مركزاً يُعدّ من أبرز المراكز العلمية في المنطقة في مجال العلوم الطبية منذ سنوات عديدة، ولعب دوراً هاماً في تحسين صحة شعب كازاخستان وتطوير المعرفة الطبية.

 

وأشار إلى الخلفية العلمية والحضارية المشتركة بين إيران وكازاخستان وآسيا الوسطى، قائلاً: “إننا نعيش في منطقة لم يكن تاريخ العلوم والطب فيها جزءًا من هويتنا الثقافية فحسب، بل كان أيضًا أساسًا للعديد من الإنجازات الطبية العالمية. لقد قدمت الحضارة التي تتشاركها إيران وكازاخستان وآسيا الوسطى، في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، للعالم أبرز علماء التاريخ البشري، مثل ابن سينا، وزكريا الرازي، وأبو الريحان البيروني، والخوارزمي، والفارابي؛ رجال عظام هم نتاج جغرافيا ثقافية مشتركة، وكازاخستان تفخر أيضًا بالفارابي”.

 

وأكد على أن إيران ومنطقة آسيا الوسطى جزء من الذاكرة العلمية والطبية العالمية لأكثر من ألف عام، واضاف: “قام إبن سينا ​​بتنظيم الطب العلمي ووضع أسسه في كتابه “القانون”، وقدم منهجًا دقيقًا للتشخيص والعلاج؛ وهو منهج تم تدريسه في جامعات أوروبا وآسيا لأكثر من 700 عام. ولعب الفارابي دورًا هامًا في نشأة الطب الإسلامي من خلال وضع البنية المنطقية والمنهجية للعلوم، وفي كتابه “إحصاء العلوم”، قدّم الطب كعلم تجريبي قائم على الاستدلال؛ وهي آراء أثرت لاحقًا في الطب النفسي والعلاج بالموسيقى.

 

ثمّ تطرق إلى التحديات الراهنة التي يواجهها العالم في مجال الصحة، بما في ذلك انتشار الأمراض غير المعدية، وتغير المناخ، والتهديدات البيولوجية، والأمراض المستجدة، وضرورة امتلاك الدول لأنظمة صحية مرنة، مؤكدًا أنه لا يمكن لأي دولة الاستجابة لهذه الاحتياجات بمفردها، وأن التعاون العلمي وتبادل الخبرات أمران أساسيان.

 

وفي جزء آخر من خطابه، قال الرئيس بزشكيان حول القدرات العلمية والطبية للجمهورية الإسلامية الإيرانية: “لقد تبوأت الجامعات الإيرانية مكانة مرموقة في إنتاج العلوم والبحوث والتعليم الطبي في العقود الأخيرة. وتُعدّ إيران من أقدم مراكز إنتاج اللقاحات في العالم، ومن أبرز منتجي الأدوية البيولوجية في المنطقة. تُنتج إيران مستحضرات صيدلانية إشعاعية متطورة لتشخيص وعلاج السرطان، وتتبوأ بلادنا مكانة رائدة في مجالات مثل العلاج الخلوي، والطب الجزيئي، وتقنيات العلاج الحديثة، وأنظمة الرعاية الصحية الذكية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص. كما تُعد إيران من أنجح الدول في مجال زراعة الأعضاء، ومن بين الدول الرائدة في جراحات القلب والدماغ والجراحات المعقدة.

 

وأضاف الرئيس بزشكيان، معلنًا استعداد إيران لتوسيع التعاون العلمي والتكنولوجي مع الجامعات ومراكز الأبحاث الكازاخستانية: “اليوم، تستطيع إيران وكازاخستان، انطلاقًا من جذورهما الحضارية المشتركة، بدء تعاون واسع النطاق في مجالات مثل الإنتاج المشترك للأدوية واللقاحات للسوق الأوراسية، وإنشاء شبكة مشتركة من المختبرات الإقليمية، وتبادل الأساتذة والباحثين والمساعدين المتخصصين، وإجراء بحوث مشتركة في مجالات الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها، والطب الجزيئي والتكنولوجيا الحيوية، والصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي، وإدارة الأزمات الوبائية.”

 

وفي ختام كلمته، أشار إلى أنه “إذا كان ابن سينا ​​والفارابي والخوارزمي والبيروني قد استطاعوا قبل ألف عام تغيير مسار الحضارة العالمية بعلمهم وفكرهم، فإن ابناء إيران وكازاخستان اليوم قادرون على مواصلة المسيرة نفسها في مجال الطب الحديث واللقاحات والصحة الرقمية والتقنيات الجديدة. إننا لا نملك ماضياً عريقاً فحسب، بل نملك أيضاً مستقبلاً مشرقاً ينتظرنا”.

 

المصدر: الوفاق/ارنا