خلال مشاركته في المؤتمر الدولي للسلام والثقة؛

بزشكيان:السلام الحقيقي لا يُبنى على الهيمنة أو المعايير المزدوجة بل على العدالة والمساواة

دعا رئيس الجمهورية جميع الدول إلى العمل بكل السبل الممكنة من خلال مبادرات إقليمية، وحضور فاعل في المنظمات الدولية، ودبلوماسية أخلاقية متعددة الأطراف لإثبات أن العالم لا يتحدث بلغة القوة فقط.

شدّد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مسعود بزشكيان، على أن كل جهد يُبذل من أجل السلام هو جهد جدير بالثناء، داعيا إلى إعادة تعريف السلام بعيدا عن خطاب القوة والهيمنة الاحادية والمعيار المزدوجة.

 

وفي كلمته أمام ممثلي الدول الأعضاء في المؤتمر الدولي للسلام والثقة المنعقد في العاصمة التركمانية عشق آباد، قال الرئيس بزشكيان: “إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بصفتها عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي، تؤمن إيمانا راسخا بأن السلام والتنمية لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال الحوار المتكافئ، والتعاون الجماعي، واحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ورفض الأحادية”.

 

وأشار رئيس الجمهورية إلى أن السلام لم يعد اليوم حقا عالميا يشمل الجميع، بل تحوّل إلى امتياز يُمنح فقط في مناطق جغرافية محددة، بينما يُحرم منه الآخرون. مؤكدا على أن الوقت قد حان لإعادة التفكير في مفهوم السلام.

 

و أوضح أنه:”لن يتحقق السلام عبر زيادة الميزانيات العسكرية، ولا عبر التحالفات الأمنية الصارمة، ولا الدبلوماسيات الشكلية، بل عبر مواجهة جذور عدم الاستقرار الحقيقية المتمثلة في عدم المساواة، الاحتكار، والتمييز”.

 

وانتقد الرئيس بزشكيان السياسات الدولية التي تمنح “حقا خاصا” للكيان الصهيوني، الذي يعد مصدرا للعديد من الحروب والظلم في غرب آسيا. معتبرا أن هذا الوضع هو نتاج مزيج معقّد من الحسابات الجيوسياسية، والتحالفات التاريخية لمصالح الأمن الغربية، وتقاعس المؤسسات الدولية عن تنفيذ العدالة فعليا.

 

وأضاف: “في ظل هذا الواقع، تمكّن هذا الكيان من انتهاج سياسات عدوانية بدءا من الجرائم المتكررة في غزة، و التوسع غير القانوني في المستوطنات بالضفة الغربية، وصولا إلى الهجمات المتكررة على سورية ولبنان، وكذلك ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقطر”.

 

وأوضح أن هذا الاستثناء الأمني الذي يتمتع به الكيان الصهيوني، والمدعوم من القوى الكبرى، جعله يعتقد أنه فوق المساءلة الدولية، وواصل عدوانه ليستهدف في الصيف الماضي إيران وأسفر ذلك عن شهادة مئات المواطنين الأبرياء، قائلا: “لم يُعاقب هذا الاعتداء دوليا، بل لاقى دعما سياسيا وعسكريا كاملا من القوى التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان والسلام العالمي”.

 

وأكد الرئيس بزشكيان: “طالما استمر هذا الامتياز غير العادل، فلا يمكن الحديث عن سلام أو نظام دولي عادل. وإذا كان العالم جادا في السعي نحو السلام العادل، فعليه أن يعترف بحقيقة بسيطة، ألا وهي أنه لا ينبغي لأي دولة، حتى القوى العظمى، أن تتجاوز القواعد العالمية”.

 

ودعا رئيس الجمهورية جميع الدول إلى العمل بكل السبل الممكنة من خلال مبادرات إقليمية، وحضور فاعل في المنظمات الدولية، ودبلوماسية أخلاقية متعددة الأطراف لإثبات أن العالم لا يتحدث بلغة القوة فقط”.

 

ووصف عقد هذا المؤتمر بأنه “خطوة مهمة لتذكير الجميع بمسؤوليتهم المشتركة في منع الانحراف الصارخ عن مبادئ السلام والثقة الدولية”، مقدما الشكر للحكومة والشعب التركماني على جهودهم الدؤوبة لتعزيز خطاب السلام والأمن.

 

وفي ختام كلمته، شدد على أن الحياد النشط والمسؤول الذي تتبناه تركمانستان، لا يعني التخلي عن المواقف الأخلاقية، بل هو “موقف ديناميكي يرتكز على القانون الدولي، وحقوق الإنسان، وميثاق الأمم المتحدة، والقيم الإنسانية الرفيعة”.

 

واعتبر أن الحياد المسؤول يتطلب اتخاذ مواقف عادلة ضد كل ظلم وانتهاك لسيادة الدول وحقوق الشعوب، معربا عن استعداد إيران لدعمها وتوقيعها أي مبادرة يتم طرحها في هذا المؤتمر بهدف تعزيز السلام والأمن.

 

وكان رئيس الجمهورية قد وصل مساء الخميس إلى عشق آباد العاصمة التركمانية تلبية لدعوة رسمية من الحكومة التركمانية، للمشاركة في المؤتمر الذي يُعقد بالتزامن مع الذكرى الثلاثين لإعلان تركمانستان لحيادها الدائم.

 

وخلال زيارته، عقد لقاءات ثنائية مع الرئيس التركماني سردار بردي محمدوف، والزعيم الوطني التركماني ورئيس مجلس الشعب التركماني “قربان قلي بردي محمدوف”، وكذلك مع عدد من قادة الدول المشاركة في المؤتمر.

المصدر: الوفاق/ارنا