سيد رضا صالحي أميري، الذي زار أثينا يوم الخميس 11 ديسمبر في إطار اجتماع «منتدى الحضارات القديمة»، التقى مع أولغا كفالوياني وزيرة السياحة اليونانية، وأكد على ضرورة إعداد «برنامج عمل مشترك» يُركز على تسهيل تنقل السياح، وتطوير التعاون المتحفي والترميمي، وتبادل الخبراء، وإقامة معارض مشتركة، وتعزيز الروابط بين الحضارتين العريقتين.
وفي هذا اللقاء، أشار إلى تسجيل أحدث تراث غير مادي لإيران في اليونسكو، قائلاً: اليوم تم تسجيل السابع والعشرين من التراث غير المادي الإيراني، أي «فن المرايا في العمارة الإيرانية» في اليونسكو. بلدنا، بالإضافة إلى 29 أثراً مادياً وطبيعياً مسجلاً، يمتلك القدرة على تسجيل العديد من الآثار الأخرى؛ فإيران كنز ٌحضاري حي يمكن أن يكون محوراً للتعاون الإبداعي وبناء المستقبل بين البلدين.
وشدد صالحي أميري، على أن إيران واحدة من أكثر الدول المؤهلة في مجال السياحة العلاجية، البحرية، السياحة الطبيعية، الثقافية والروحية، مضيفاً: بامتلاكها ۲۹۹ فرعاً من الصناعات اليدوية وإحدى أغنى مجموعات الآثار التاريخية في العالم، فإن إيران مستعدة لتوسيع تعاونها مع اليونان في إطار طويل الأمد واستراتيجي وتنفيذي.
كما دعا صالحي اميري وزيرة السياحة اليونانية لحضور معرض السياحة والصناعات اليدوية الدولي في طهران في شهر فبراير 2026م، والمشاركة في اجتماع النوروز في طهران، وقال: أن إقامة معارض مشتركة بين إيران واليونان يمكن أن تكون نقطة تحول في التعريف بالجذور المشتركة والملهمة لهاتين الحضارتين العظيمتين.
ترحيب وزيرة السياحة اليونانية بمبادرات إيران
من جانبها أعلنت كفالوياني عن رغبة بلادها الجادة في تطوير التعاون مع إيران، ورحبت بالمقترحات المقدمة من صالحی أميري، معتبرةً إيران واليونان «حماة التراث الغني للعالم».
وأشارت كفالوياني إلى دور اليونسكو في التعريف بالتراث العالمي، قائلةً: لقد اغتنت اليونسكو بآثار إيران واليونان، وتُمثل هذه الآثار نقطة اتصال السياح في العالم بالهوية الإنسانية المشتركة.
وقدمت التهنئة لاختيار إيران في المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية، وذكّرت باختيار اليونان ممثلةً لأوروبا في المنظمة نفسها، وطالبت بتحديث مذكرة التفاهم الثنائية لعام ۱۹۹۷ وصياغة برنامج مشترك جديد، مؤكدةً أن التعاون يجب أن يكون مرناً وقائماً على التنفيذ الفعلي.
ورأت کفالویاني أن أهم عقبة أمام تطوير السياحة بين البلدين هي غياب الرحلات الجوية المباشرة، مشيرةً إلى أن اليونان تُعد اليوم من بين أهم عشرة وجهات سياحية في العالم، حيث استقبلت أربعين مليون سائح في العام 2024 لكنها تسعى إلى التنويع وفتح أسواق جديدة. وأضافت:إيران تملك إمكانيات مذهلة، وإذا جرى التعريف بها بشكلٍ مناسب، فسوف تجذب السياح اليونانيين والأوروبيين.
ورحبت بالمقترحات الإيرانية وأعلنت: سأشارك بفخر في المعرض الدولي في طهران، وسأدعم في هذه الزيارة توقيع مذكرة تفاهم مشتركة.
كما أكدت كفالوياني على ضرورة تفعيل أشكال متنوعة من السياحة مثل السياحة الغذائية، والعلاجية، والبحرية، والرياضية بين البلدين، وأضافت: السياحة جسر بين الشعوب؛ ويجب أن يُفتح هذا الطريق بين إيران واليونان بقوةٍ أكبر.
هذا وقد تأسس منتدى الحضارات القديمة منذ عام 2017 بمشاركة عشر دول لها نصيب في تاريخ الحضارة العالمية؛ وهي إيران، أرمينيا، إيطاليا، بوليفيا، بيرو، الصين، العراق، مصر، المكسيك، واليونان. ويُعد المنتدى حالياً إحدى المنصات القليلة متعددة الأطراف في مجال الثقافة، التي تسعى إلى إعادة تعريف مفهوم «القوة الناعمة الحضارية» ضمن آليات التعاون العملي. وتوفر أثينا، بصفتها الدولة المضيفة لهذه الدورة، أرضية لحوارات يمكن أن تُعزز مكانة الدول الأعضاء في الدبلوماسية العالمية.