أفكار لتعليم الأطفال القيم والأخلاق من خلال اللعب

من الضروري غرس القيم الأساسية في نفوس الأطفال. فهذه القيم تُشكّل شخصياتهم وهويتهم الاجتماعية، وتُعينهم على عيش حياة تتسم بالصدق والاحترام. من النزاهة إلى التعاطف، ومن المسؤولية إلى العدل، تُؤثر كل قيمة منها تأثيراً بالغاً في نموّهم العاطفي والأخلاقي

من الضروري غرس القيم الأساسية في نفوس الأطفال. فهذه القيم تُشكّل شخصياتهم وهويتهم الاجتماعية، وتُعينهم على عيش حياة تتسم بالصدق والاحترام. من النزاهة إلى التعاطف، ومن المسؤولية إلى العدل، تُؤثر كل قيمة منها تأثيراً بالغاً في نموّهم العاطفي والأخلاقي، وتُعلّمهم أن يكونوا بالغين مسؤولين، متعاطفين، وقادرين على التكيّف. ويقع على عاتق الآباء والمربّين مسؤولية ليس فقط إدراك هذه القيم، بل أيضاً ضمان غرسها في نفوس أبنائهم. يمكنك مساعدة أطفالك على اكتساب هذه القيم من خلال تفاعلاتنا اليومية، والألعاب المنظمة، والقصص المؤثرة. قد يستغرق الأمر بعض الوقت، لكن متعة رؤية أطفال أكفاء وواثقين بأنفسهم لا تُضاهَى، كما يؤكد اختصاصيو التربية.

 

 

القيم الأساسية التي يجب تعليمها للأطفال

 

 

يُعدّ غرس القيم الأساسية أمراً حيوياً لما له من دورٍ هام في حياة الأطفال؛ إذ يؤثر في أخلاقهم وحياتهم الاجتماعية. فيما يلي بعض القيم والأخلاق الأساسية التي يجب غرسها في كل طفل، وأثرها على نموه الإيجابي.

 

 

الصدق: تُساعد الأمانة الأطفال على أن يكونوا جديرين بالثقة. فالطفل الأمين قادر على العيش بسلام مع الآخرين. كما تُشجع الأمانة الأطفال على التصرف وفقاً لآرائهم ورغباتهم، مما يُؤثر إيجاباً على نمو شخصياتهم. إن تعليم الطفل الأمانة يُسهم بشكل كبير في تنشئته ليكون جديراً بالثقة والاعتماد عليه. وبفضل الأمانة، يتعلم الأطفال ضرورة قول الحقيقة في جميع جوانب الحياة، مما يُرسخ فيهم قيماً أخلاقية هامة.

 

 

العطف: يمكن غرس اللطف في نفوس الأطفال من خلال تعليمهم حب الأسرة. فاللطف يعزز الأخلاق تجاه الآخرين، وينمي التعاطف الذي يتطلب من الطفل فهم مشاعر الآخرين. كما يغرس اللطف في الطفل شعوراً بالرعاية من خلال إظهار الاهتمام بالآخرين، مما يخلق طفلاً محبوباً يتفاعل بإيجابية مع غيره، وبالتالي يبني علاقات اجتماعية مهمة لتحسين الذكاء العاطفي لدى الطفل والرفاهية الشخصية.

 

 

تحمل المسؤولية: يمكن غرس المسؤولية في نفوس الأطفال من خلال تكليفهم بمهام تتطلب إنجازها. ويمكن تعلم المسؤولية من خلال مسؤوليات الحياة الواقعية. تساعد المسؤولية الأطفال على تقبّل أخطائهم في الحياة والتعلم من إخفاقاتهم دون إلقاء اللوم على الآخرين. كما تمكّن الطفل من إدراك مسؤوليته عن نجاحاته وإخفاقاته. وتجعل المسؤولية الأطفال مسؤولين في حياتهم، مما يرسخ الانضباط لديهم، فالأطفال المسؤولون لا يؤجلون واجباتهم ومسؤولياتهم الأساسية.

 

 

الإنصاف: الفهم والتعلم للتصرف بعدل ومساواة؛ الأهمية: يساعد على معاملة الأطفال بتفهم وأخلاق، ويؤدي إلى سلوك عقلاني في حالة المواجهة، ويشكل فهماً للمعاملة المجتمعية العادلة.

 

 

الاحترام: تعلم احترام وتقدير قيم وأهمية الآخرين على الرغم من الاختلافات؛ الأهمية: بناء نهج إيجابي للتفاعلات الشخصية والعيش في المجتمع.

 

 

الشجاعة: تعليم الأطفال عدم الخوف من مواجهة المصاعب المخيفة والاعتماد على موقفك في الأفعال الصحيحة أو الخاطئة أخلاقياً؛ الأهمية: يساعد في مواجهة المرافق الجديدة، والقيام بمهام جديدة والنجاح في تحقيقها، وتكوين سمات القائد أو الداعم النشط للدفاع عن الحق.

 

 

إليك ألعاب يمكن أن تُعلّم أطفالك الأخلاق من خلالها

 

 

1. سباق التتابع اللطيف: هدف اللعبة تشجيع الأطفال على أعمال اللطف والتعاطف، وروح الجماعة، أما عن طريقة اللعب فاكتبي أعمالاً طيبة (مثل: “أثنِ على صديق”، “ساعد شخصاً في عمل منزلي”) على بطاقات. يختار الأطفال بطاقة وينجزون المهمة. وتستمر اللعبة حيث يلهم كل لاعب الآخرين لفعل الخير.

 

 

2. دائرة الصدق: لعبة هدفها تسليط الضوء على أهمية الصدق. النزاهة والأمانة والمساءلة. أما عن طريقة اللعب فاجلسوا في دائرة. يروي أحد الأشخاص قصة تتضمن مزيجاً من الحقيقة والكذب. يجب على الآخرين التمييز بين الأجزاء الصادقة ومناقشة أهمية الصدق.

 

 

3. لعبة بينغو المسؤولية: لعبة هدفها تعليم الأطفال المسؤولية والاجتهاد، والاعتماد على النفس من خلال المهام اليومية. أما عن طريقة اللعب فقوموا بإنشاء بطاقات بينغو تتضمن مهامَّ مثل “ترتيب سريرك” أو “المساعدة في تجهيز المائدة” أو “إطعام حيوان أليف”. إكمال المهام يكسبهم نقطة بينغو.

 

 

4. لعبة السعي نحو الاحترام: هدف اللعبة تعلم الأطفال قيمة احترام الناس وممتلكاتهم. أما عن طريقة اللعب فجهّزي سيناريوهات يتقمص فيها الأطفال أدواراً مختلفة (مثل مشاركة الألعاب، والاستماع بانتباه). كافئي السلوك المحترم بـ”رموز الاحترام“.

 

 

5. لعبة الامتنان: الهدف من هذه اللعبة تعزيز الامتنان في الحياة اليومية. والقناعة، والإيجابية أما عن طريقة اللعب، فدعي الأطفال يكتبون الأشياء التي يشعرون بالامتنان لها على أوراق ويلصقونها على “شجرة الامتنان”. الهدف هو ملء الشجرة بالأوراق.

 

 

6. تحدي المشاركة هو الاهتمام: الهدف من هذه اللعبة التأكيد على قيمة المشاركة. والتعاون، واللطف. أما عن طريقة اللعب فوفري عدداً محدوداً من الموارد (مثل الألعاب، أدوات الرسم). يجب على الأطفال العمل معاً لمشاركة مشروع وإنجازه.

 

 

7. لعبة مغامرة التعاطف: الهدف من هذه اللعبة التعاطف وفهم مشاعر الآخرين واحترامها. أما عن طريقة اللعب فاستخدمي بطاقات تحتوي على مواقف (مثلاً: “صديقك حزين. ماذا تفعل؟”). يناقش الأطفال كيفية الاستجابة بتعاطف ويحصلون على نقاط مقابل الإجابات المتعاطفة.

 

 

8. سيناريوهات لعب الأدوار: يستمتع الأطفال كثيراً بتمثيل الأدوار، لذا لتشجيعهم على تطبيق القيم، ينبغي على المعلم ابتكار سيناريوهات تمثيلية يضطر فيها الأطفال إلى إيجاد حل لمشكلة ما باستخدام هذه القيمة أو تلك. على سبيل المثال، يمكن للأم ابتكار موقف يعثر فيه الطفل على غرض مفقود لشخص آخر، وعليه التفكير في كيفية التصرف به.

 

 

المصدر: وكالات