لا فرق أينما كنا في إيران الجميلة نبحث عن شاعر أو عارف كبير ومشهور، فكل بقعة من هذه الأرض العريقة تنبت الشعراء. من محمد علي دشتي في بوشهر إلى بابا طاهر في همدان، جميعهم يدلّون على فنٍ متجذّر في هذه الأرض.
تُعد مقبرة بابا طاهر العريان من أبرز المعالم السياحية في همدان التي تجذب سنويًا الكثيرين إلى هذه المدينة الجميلة. بعيدًا عن الأهمية التاريخية، فإن قبته الفيروزية وثمانية أعمدته الجرانيتية تلفت الأنظار، وقد صُمم البناء الذي يمزج بين التقليد والحداثة، ليعكس بساطة العارف الكبير بابا طاهر.
عظمة هذا البناء تكمن في هذه البساطة التي تأسر العيون وتمنحها جمالًا لا يوصف. وقد قررت منظمة التراث الثقافي بناء صرح يليق بمقام هذا العارف الكبير، فقدم المهندسان الإيرانيان محسن فروغي وهوشنك سيحون مخططهما المشترك، وبدأ العمل عام 1969 ليكتمل في 1970.
مقبرة بابا طاهر في همدان مزيج من التقليد والحداثة، بعناصر مستوحاة من القرنين السابع والثامن، ويقع وسط حديقة مساحتها تسعة آلاف متر مربع. كلما اقترب الزائر من المبنى، ازدات فخامته، وصُمم بطريقة تجعل النظر إلى السماء تلقائياً.
الواجهة الخارجية بزوايا حادة وأحجار بيضاء مشرقة تُبرز القبة الفيروزية المثمنة الزوايا، أما الداخل، فيضم سقفًا مزينًا بالفسيفساء الزرقاء والصفراء، ومساحة مربعة بعشرة أمتار، وحول القبر أربعة وعشرون لوحًا رخاميًا منقوشًا عليها رباعيات بابا طاهر.

وداخل المقبرة يوجد أيضًا لوحتان، على إحداهما أسماء مؤسسي جمعية الآثار الوطنية في زمن بناء المقبرة، والأخرى تضم أسماء الشخصيات البارزة التي دُفنت بجوار بابا طاهر.
وقد سًجلت مقبرة بابا طاهر الهمداني عام 1997م كأحد الآثار الوطنية في إيران.