توجد ثلاثة ممرات نقل من الصين نحو الاتحاد الأوروبي؛ الممر الأول هو الممر الشمالي الذي يمر عبر منغوليا وروسيا؛ أما الممر الثاني فهو الممر الوسطي الذي يمر عبر كازاخستان وينقسم إلى فرعين؛ فرع سككي نحو روسيا، وفرع بحري ونقل مركب يستمر من بحر قزوين نحو جمهورية أذربيجان وجورجيا والبحر الأسود. أما الممر الثالث، المعروف باسم الممر الجنوبي والذي كان معطلاً حتى الآن، فيمر عبر إيران؛ ويبلغ عمر هذا الممر ألفي عام، مساويًا لعمر طريق الحرير، وقد توفرت في بلادنا قدرته السككية بشكل كامل.
تطوير ممر الشرق-الغرب عبر إيران
تمّ في الأسابيع الماضية توقيع اتفاق سككي سداسي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول الصين وأوزبكستان وتركيا وتركمانستان وكازاخستان، محوره تطوير ممر الشرق – الغرب عبر إيران، في مدينة إسطنبول التركية؛ واتفقت هذه الدول على تفعيل الفرع الجنوبي لممر الشرق – الغرب من خلال تطبيق تعرفة موحدة في هذا المسار السككي، إلى جانب تقليل زمن سير القطارات.
بالنظر إلى القضايا السياسية والإقليمية، يثير البعض هذا الشك في أنه رغم الجهود التي تبذلها إيران، خاصة في استكمال ممر الشمال – الجنوب من خلال تنفيذ مشاريع سككية مثل جابهار – زاهدان ورشت – آستارا، قد لا تكون إيران المسار المفضل لدى الصينيين لعبور ونقل البضائع، وقد يختار هذا الاقتصاد العالمي الكبير مسارات أخرى لنقل البضائع والسلع.
وفي هذا السياق، قال بيمان سنندجي رئيس لجنة النقل في غرفة التجارة في طهران: إن ممر الشرق – الغرب الذي يربط الصين بالاتحاد الأوروبي يحظى بأهمية وجاذبية اقتصادية وزمنية بالنسبة للصينيين، مشيراً إلى أن الصينيين كانوا دائمًا إلى جانب بلادنا في السنوات الأخيرة خلال العقوبات والظروف الاقتصادية الصعبة، مؤكداً إن الصينيين سيكونون إلى جانب إيران في مشروع ممر الشرق – الغرب أيضًا، وسيستخدمونه، بل وسيستثمرون فيه.
وتابع: إن الممر السككي المذكور له تأثير كبير في تقليل الزمن والتكلفة لنقل البضائع والسلع، والأنباء الواردة تشير إلى أن الصينيين سيقومون بالاستثمار في جزء من هذا الممر خارج إيران.
استكمال مشروع سكك حديد رشت – آستارا
وأكد رئيس لجنة النقل في غرفة التجارة في طهران على ضرورة استكمال خط سكك حديد رشت – آستارا في ممر الشمال – الجنوب في أسرع وقت ممكن، وقال: إن مرور أربع سنوات لاستكمال هذا المشروع أمر طويل، ويجب أن يكون تنفيذه أولوية لإيران.
وأشار سنندجي إلى تباين الآراء بشأن هذا المشروع السككي بين خبراء مجال النقل، وقال: حتى إن بعضهم يقول إن هذا المشروع، بالنظر إلى الاتصال السككي القائم بين روسيا وإيران الذي يمر عبر كازاخستان، لا ينبغي تنفيذه، وبدلاً من ذلك يمكن تحويل الخط المذكور إلى خط مزدوج؛ مع ذلك، أعتقد أن هذا الخط السككي يعد من الاتصالات المهمة للبلاد، وسيحدث تحولاً في الملاحة في بحر قزوين.
وتابع: في الوقت الذي يدخل فيه القطار الأربعون من الصين إلى بلادنا، كان حتى قبل هذا العام وخلال سبع سنوات فقط سبعة قطارات قد انطلقت من ذلك البلد نحو إيران؛ ولهذا السبب، قيل إنه بناءً على الطاقات المتاحة في الاتفاق السككي السداسي للممر الجنوبي الشرق – الغرب، سنشهد مرور قطارات ترانزيت من الصين نحو أوروبا عبر مسار بلادنا أيضًا.
جذب ترانزيت الصين لأوروبا عبر إيران
يشير الخبراء، مستشهدين بمرور 60 مليون طن من البضائع سنويًا من الصين نحو أوروبا عبر المسار السككي، إلى أنه إذا تمكنا من التخطيط لعبور 10% من هذه البضائع عبر الفرع الجنوبي ومسار إيران، فإن ذلك سيجلب عوائد اقتصادية استثنائية لبلادنا.
ويتطلب تحقيق هذا الأمر إنشاء اتصال سككي من مرند إلى ماكو وبازرغان إلى جشمه ثريا، ومن ثم إلى كارس في تركيا.
في هذا المجال، تم توقيع مذكرات تفاهم، وتقرر أن يتم إنهاؤها والبدء في العمل بحضور رئيسي إيران وتركيا.
كما أن الفرع الشمالي لهذا الممر “من الصين نحو أوروبا” متورط في النزاع بين أوكرانيا وروسيا، وأن الممر الوسطي يمثل فرع نقل مركب يمر عبر بحر قزوين، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف وانخفاض سرعة سير الشحنات؛ وبالتالي فإن الممر الجنوبي، الذي هو ممر سككي كامل، يمكن أن يكون جذابًا بالتأكيد لأصحاب البضائع، خاصة الصينيين.