كما أشار الحية إلى ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، داعياً الإدارة الأميركية وخاصّة ترامب إلى الضغط على الاحتلال لتطبيقه. وأضاف أنّ الذكرى تأتي في ظلّ واقعٍ مختلف تشهده القضية الفلسطينية، حيث يمرّ الشعب الفلسطيني بأيام صعبة ومعاناة قاسية نتيجة العدوان الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية.
وذكّر الحية بمعاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين يتعرّضون لحملة إرهاب ممنهجة تتكامل فيها سياسات الاحتلال العسكريةِ مع اعتداءاتِ المستوطنين، وأيضاً في الأرض المحتلة عام 48 الذين يعانون الاحتلال والعنصرية، في ظلّ قمعٍ مستمر ومصادرة للأراضي.
وأشاد الحيّة بالقائد المجاهد رائد سعد “أبو معاذ” الذي نذر حياته لدينه ووطنه وجاهد في سبيل الله، وعاش مطارِداً للاحتلال.
وأكّد الحية أنّ الشعب الفلسطيني في المنافي والشتات يواجه فصولاً من المعاناة والعوز، إلى جانب محاولات طمس الهوية. وعلى الرغم من ذلك، انهارت الرواية والسردية الصهيونية المسيطرة طوال عقود وتولدت قناعات جديدة لدى النخب الصاعدة، ونجح الشعب الفلسطيني ومقاومته في تحقيق جملة من القضايا الاستراتيجية، مثل كسر أسطورة الردع الاستراتيجي والادعاءات الصهيونية، وتقديم قادته وجنوده للمحاكم الدولية وكشف وفضح صورتِه القبيحة أمام العالم.
وأوضح الحية أنّ المقاومة نجحت في استعادة المكانة الطبيعية للقضية الفلسطينية التي تراجعت طوال العقود الماضية، وصعود مشروع المقاومة كأمل للشعوب العربية والإسلامية في طريق التحرير والعودة.
وأكد الحية أن المقاومة وسلاحها حق مشروع تكفله القوانين الدولية، مشيراً إلى انفتاح الحركة لدراسة أيّ مقترحات تحافظ على هذا الحق مع ضمان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وكشف أنّ “مهمة مجلس السلام (المزمع تأسيسه من أجل غزّة) هي رعاية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والتمويل والإشراف على إعادة إعمار قطاع غزّة”، مؤكداً رفض “كل أشكال الوصاية والانتداب على قطاع غزّة”.
*”حماس” ترفض أشكال الوصاية والانتداب على غزة
بدورها، أكّدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الذكرى الـ38 لانطلاقتها، أنّ “طوفان الأقصى” كان “محطةً شامخة بمسيرة الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال، وجعل الاحتلال يعجز عن تحقيق أهدافه على الرغم من آلة الحرب”.
وتحيي حماس ذكرى انطلاقتها، وسط استمرار العدوان على قطاع غزّة الذي استهدف أكثر من مليوني فلسطيني، وفي ظلّ استمرار جرائمه في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وأشارت حماس إلى أنّ الحركة التزمت بكلّ بنود اتفاق وقف إطلاق النار بينما يواصل الاحتلال خرقه بشكل يومي، الأمر الذي يدلّ على فشل الاحتلال في احترام اتفاقات وقف إطلاق النار، مطالبةً الوسطاء والإدارة الأميركية بالضغط على الاحتلال وإلزام حكومته بتنفيذَ بنود الاتفاق، وإدانة خروقاتها المتواصلة والممنهجة له.
كذلك، لفتت حماس إلى أنّها ترفض بشكلٍ قاطع كل أشكال الوصاية والانتداب على قطاع غزة وعلى أي شبر من أراضي فلسطين المحتلة، محذّرةً من التماهي مع محاولات التهجير وإعادة هندسة القطاع وفقاً لمخططات العدو.
وأكّدت أنّ الشعب الفلسطيني هو من يقرر من يحكمه وهو قادر على إدارة شؤونه بنفسه، ويمتلك الحقّ المشروع في الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
كما دعت الحركة، الأمة العربية والإسلامية قادةً وحكومات، شعوباً ومنظمات، إلى التحرّك العاجل وبذل كل الجهود والمقدّرات للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه وفتح المعابر وإدخال المساعدات، والتنفيذ الفوري لخطط الإغاثة والإيواء والإعمار، وتوفير متطلبات الحياة الإنسانية الطبيعية لأكثر من مليوني فلسطيني.
وأوضحت أنّها ستبقى ثابتة على مبادئها، وفيّة لدماء وتضحيات شعبها وأسراه، محافظة على قيمها وهويتها، محتضنة ومدافعة عن تطلعات الشعب الفلسطيني في كل ساحات الوطن وفي مخيمات اللجوء والشتات، وذلك حتى التحرير والعودة.
وعن المخططات الصهيونية التي تستهدف القدس والمسجد الأقصى، وصفها بيان حماس بأنها “لا شرعية”، مؤكداً أنّها “لن تفلح في فرض التهويد والاستيطان وطمس معالم المدينة والمسجد الأقصى، إذ ستظل القدس عاصمة أبدية لفلسطين، وسيظل المسجد الأقصى المبارك إسلامياً خالصاً”.
*استشهاد الأسير صخر زعول في سجن “عوفر”
إلى ذلك، نعى مكتب إعلام الأسرى المعتقل الإداري صخر أحمد خليل زعول (26 عامًا) من بلدة حوسان في بيت لحم، الذي أُبلغ اليوم من قبل هيئة الشؤون المدنية، وهيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير الفلسطيني، عن استشهاده بعد اعتقاله الإداري منذ 11 حزيران/يونيو 2025 واحتجازه في سجن “عوفر”.
وبحسب عائلته، لم يكن زعول يعاني من أي أمراض مزمنة، علماً أن له شقيقاً آخر معتقلاً في سجون الاحتلال، وهو خليل زعول.
وحمّل المكتب، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد زعول، مطالبًا بفتح تحقيق دولي مستقل في جرائم السجون وسياسة الإعدام البطيء، إضافةً إلى إرسال لجان رقابة دولية عاجلة إلى السجون.
*حملة اقتحامات في الضفة
في غضون ذلك، شنّت قوات الاحتلال الصهيوني، منذ فجر الأحد، حملة اقتحامات واعتقالات واسعة في مختلف مناطق الضفة الغربية، حيث داهمت منازل الفلسطينيين واعتدت على السكان.
في مدينة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال عدداً من الأسرى المحررين وطلبة الجامعات، وقامت بتحويل منزل الأسير مازن النتشة إلى مركز تحقيق ميداني، حيث أُخضع المعتقلون للتحقيق قبل الإفراج عن بعضهم. كما احتجزت قوات الاحتلال ثلاثة أشقاء من مدينة حلحول بعد مداهمة منازلهم وتخريب محتوياتها، ثم أفرجت عنهم لاحقاً.
أمّا في طولكرم، فقد اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر سعد قاسم، إضافة إلى عدد من الشبان خلال اقتحام بلدة اليامون غرب جنين.
واندلعت مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال خلال اقتحامها قرية عابود شمال مدينة رام الله.
وفي سياق متصل، أُصيب شاب فلسطيني (28 عاماً) برصاص الاحتلال الحي في قدمه عند حاجز قلنديا العسكري شمال القدس. كما أُصيب شابان آخران أثناء محاولتهما اجتياز جدار الفصل العنصري في بلدة الرام شمال القدس.
ومساء السبت، استشهد الطفل محمد إياد عباهرة (16 عاماً) برصاص الاحتلال في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين. وباستشهاد الطفل عباهرة، يرتفع عدد الشهداء في مدينة جنين منذ بداية العدوان الصهيوني في كانون الثاني/يناير إلى 60 شهيداً.