الوفاق/ الدكتور أحمد الزين.
تشهد الجمهورية الإسلامية في إيران وعاصمتها ومدنها، اليوم الجمعة، مسيرات شعبية ضخمة وتحركات سياسية ناشطة، واحتفالات رسمية فاعلة، وتغطية إعلامية واسعة ومتواصلة، وذلك لإحياء “يوم مقارعة الاستكبار العالمي”، و”يوم الطالب”. هذا اليوم الوطني يرتبط بتاريخ 04 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979، يوم قام طلبة جامعيون إيرانيون – موالون لنهج الامام الخميني – بإقتحام السفارة الامريكية (وكر التجسس) في طهران، واحتجزوا 52 شخصا من موظفي السفارة كرهائن، مطالبين أمريكا بتسليمهم الشاه المخلوع لمحاكمته على جرائمه بحق الشعب الإيراني (الذي لجأ اليها طلبا للحماية)، في مقابل الإفراج عن الرهائن الامريكيين، الذين تم اطلاق سراحهم بعد 444 يوما من الاحتجاز.
تأتي هذه الذكرى السنوية الـ 43 استذكارا لحدث احتجاز الجواسيس الامريكيين المجرمين.. وتنديدا بالاستكبار العالمي وعلى رأسها امريكا، واستمرارا لنهج الامام الخميني (قدس) في مناهضة الغطرسة الغربية ومقارعة الظالمين والطغاة.. وتأكيدا على تجديد الولاء للنظام الإسلامي والتمسك بمبادىء وقيم الثورة الإسلامية.. ولإظهار مدى الحبّ والعشق والمكانة العظيمة للقائد السيد الخامنئي في قلوبهم وحياتهم، وتجديدا لنداءات القسم بالتأييد والالتفاف حول قيادتهم الحكيمة وبالدعم وحماية الوطن والحفاظ على المعتقدات الإسلامية والحقوق الانسانية.. وإعلانا واضحا في الوقت نفسه لإدانتهم واستنكارهم لجرائم امريكا ضد الشعب الايراني وتدخلهم السافر في دعم الاضطرابات وإثارة أعمالِ الشغب الأخيرة وتسعير نار الفتن الطائفية والقومية والمكائد الخبيثة.
ويطلق المشاركون في المسيرات المليونية في جميع أنحاء إيران شعارات وطنية وحماسية ونداءات تنديدية صارخين: “الموت لاميركا” و “الموت لإسرائيل” و “هيهات منا الذلة” ومعبّرين عن غضبهم وسخطهم واستنكارهم وتنديدهم بجرائم اميركا ضد الشعب الايراني.
وقد ألقى الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي كلمة قيمة خلال مراسم الاحتفال بهذا اليوم الوطني امام مقر السفارة الامريكية السابقة في طهران، أكد فيها بان “امريكا رمز للإستكبار العالمي.. هذا الاستكبار يريد من البلدان ان تكون ابقاراً لحلبها.. وهي تحاول نهب ثروات الشعوب من أجل تحقيق مصالحها.. فهي صنعت المجموعات الارهابية ودعمت الجماعات الانفصالية وارتكبت جرائم عديدة.. وهي التي نفذت أكثر من 62 عملية انقلاب في دول العالم وقتلت الملايين بسبب قنبلتها الذرية.. “. وأضاف: “نحن أقوياء بفضل دماء الشهداء وبفضل توصيات الإمام الخميني الراحل والإمام الخامنئي وحضور شعبنا وجماهيرنا في مختلف مدننا الكبيرة.. وايران قد تحررت ولن تؤسر من جديد كما كانت في عهد الشاه.. وقد رأينا ما حدث في العراق وسوريا وأفغانستان عندما دخلتم إليها باسم الحرية”.
ويذكر للتاريخ، ان نجل الامام الخميني (قدس) السيد أحمد قد كتب في مذكراته بانه بعد الإستيلاء على السفارة الامريكية واحتجاز الرهائن تقرر أن يأتي وفد أمريكي رسمي إلى ايران برئاسة السيد “رمزي كلارك”، وطلب مقابلة الإمام الخميني.. لكن الإمام رفض مقابلته وطلب من جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة وأعضاء مجلس النواب وجميع المسؤولين في البلاد أن يمتنعوا عن استقباله.. لتوجيه رسالة إحتجاجية شديدة اللهجة لامريكا تعبّر عن مدى الغضب والسخط الرسمي والشعبي من عداوات قادة ورؤساء البيت الأبيض وسياساتهم العدائية والاجرامية ضد الجمهورية الاسلامية والشعب الإيراني.
وقد وصف الامام الخميني (قدس) امريكا بانها “الشيطان الأكبر” وقال عنها في مناسبات أخرى بأن: ” أمريكا لا تمتنع عن ارتكاب أي جريمة لا توجد ضوابط ولا أخلاق بالسياسة الأمريكية.. أمريكا عدوة لجميع الأديان في العالم بما فيها المسيحية.. اعلموا إنكم تواجهون إحدى القوى الاستكبارية التي إن غفلتم عنها لحظة فإنها ستبيدكم وتقضي على بلدانكم”.
عاشت إيران حرّة أبيّة قويّة عزيزة.. ودامت بركاتها وقدراتها في نصرة الدين والحقّ وقضايا الشعوب المستضعفة وقيم العدالة والانسانية والسلام.