في الحفل الختامي للمؤتمر الوطني "العلوم الإنسانية الإسلامية في أفق بيان الخطوة الثانية من الثورة"

مدير الحوزات العلمية: العلوم الإنسانية الإسلامية أساس وروح بيان الخطوة الثانية للثورة

لا يمكن وضع نظريات علمية سليمة في هذا المجال دون إعادة بناء وتعزيز الأسس الفلسفية والفقهية والكلامية والأخلاقية.

أكد مدير الحوزات العلمية في الجمهورية الاسلامية الايرانية، أن العلوم الإنسانية الإسلامية هي أساس وروح بيان الخطوة الثانية للثورة (الاربعون عاما الثانية للثورة الاسلامية)، وقال: “إن تجاهل العلاقة بين العلوم والمعارف الإسلامية، أو أي فكر نظري وأخلاقي مع العلوم التجريبية، يؤدي إلى الخطأ وسوء الفهم”.

 

وأضاف آية الله علي رضا اعرافي، في الحفل الختامي للمؤتمر الوطني “العلوم الإنسانية الإسلامية في أفق بيان الخطوة الثانية من الثورة”، الذي عُقد في قاعة “الحكمة” للمؤتمرات بجامعة قم: “إن العلم والفلسفة والأخلاق مترابطة ترابطًا وثيقًا، ولا يمكن للعلم أن يسير بمعزل عن الفلسفة والأخلاق”.

 

وتابع: إن الادعاء بأن العلوم التجريبية مستقلة عن الفلسفة والأخلاق غير مقبول، ويجب أن تتشكل العلوم الإنسانية الإسلامية في سياق الفكر الإسلامي، لأن فصل هذه المفاهيم غير معقول وغير ممكن.

 

وأضاف: حتى الآن، طُرحت نحو 12 إلى 15 نظرية في هذا المجال، مما يدل على أن العلوم الإنسانية الإسلامية لا يمكن فصلها عن الفلسفة والأخلاق.

 

ووفقاً لآية الله اعرافي، فإن أي إهمال للعلاقة بين العلوم الإسلامية والمعرفة والعلوم التجريبية سيؤدي إلى فهم خاطئ، وتشكل العلوم الإنسانية الإسلامية أساس وروح بيان الخطوة الثانية للثورة.

 

وشدد على ضرورة الجمع بين العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية في بناء الحضارة، مشيراً إلى أن: تصميم نماذج حضارية جديدة غير ممكن بدون هذا الجمع.

 

وأضاف قائلاً: “يمكن للعلوم الإسلامية والفنون والعمارة والشعر أن تُسهم بشكلٍ شاملٍ ومتكاملٍ في تطور الحضارة”.

 

وأكد مدير الحوزات على ضرورة التفاعل بين الحوزات والجامعات، قائلاً: “ينبغي على الجامعة أن تُحدد نقاط القوة والضعف في النظريات العلمية العالمية في العلوم الإنسانية المتعلقة بالأنظمة الحاكمة والشعبية، من منظورٍ علمي، وأن تُقدم محتوى الفكر الديني بالتعاون مع الحوزات”.

 

وأضاف: “لا يُمكن تطوير العلوم الإنسانية الإسلامية دون توسيع آفاق المعرفة والتفاعل مع التطورات العلمية المعاصرة والجامعة”.

 

وأشار إلى تجربته في تأسيس “الفقه التربوي”، قائلاً: “إن تطوير الفقه والفلسفة وعلم الكلام ضروريٌ للدعم العلمي للتعليم”.

 

وأكد عضو المجلس الأعلى للحوزات العلمية على أهمية ربط الفقه والفلسفة المعاصرين بالعلوم الإنسانية الإسلامية، لما لذلك من دور أساسي في التنمية العلمية والتعليمية للبلاد. ولهذا الغرض، تم إنشاء مكتب الفقه المعاصر، ووضع خطة لإنشاء مكتب متخصص للفلسفة في الحوزة العلمية.

 

كما أشار إلى أهمية تفاعل العلوم الإنسانية الإسلامية مع التقنيات الحديثة، ولا سيما الذكاء الاصطناعي، قائلاً: “لا يمكن وضع نظريات علمية سليمة في هذا المجال دون إعادة بناء وتعزيز الأسس الفلسفية والفقهية والكلامية والأخلاقية”.

 

وقدّم تفاصيل المنهج الدراسي المتعلق بالذكاء الاصطناعي والعلوم المعرفية، مؤكداً على دور التفاعل بين هذا المجال والجامعة في تطوير هذه العلوم.

 

ووصف بيان الخطوة الثانية للثورة بأنه بيان استراتيجي بالغ الأهمية، قائلاً: “تُعدّ المؤتمرات العلمية فرصة لمراجعة دور هذا المجال والجامعة في تعزيز العلوم الإنسانية الإسلامية والتقنيات الحديثة، ويمكنها أن توضح مسار البلاد في التنمية العلمية والحضارية”.

 

 

المصدر: الوفاق/ارنا