وفي واحدة من أخطر الشهادات الميدانية حول حجم الانتهاكات الجارية في الإقليم، وثق مختبر أمريكي أكثر من مئة مقبرة جماعية وأماكن أخرى تحتوي على تجمعات لجثث ضحايا سقطوا خلال عمليات قتل ممنهجة يُقدر عددهم بعشرات الآلاف، وذلك عقب دخول قوات الدعم السريع إلى مدينة الفاشر. وأشار التقرير إلى أن القوات المتمردة نفذت عمليات منظمة لإزالة الأدلة عبر وحدة عسكرية بحجم لواء كامل تعمل على تنظيف المواقع التي يُشتبه بوجود بقايا بشرية فيها، في محاولة لطمس معالم الجرائم المرتكبة.
وقال علي مؤمن موسى وهو خبير في القانون الدولي:”إن هذه الميليشيا ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد المدنيين، وهذا بنص القانون الدولي الإنساني وبنص القوانين السودانية في المواد من 187 إلى 192، وكلها جرائم متعلقة بجرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
من جانبه، استعرض شهود عيان من المواطنين الناجين من معارك مدينة الفاشر حجم الانتهاكات والجرائم التي طالت المدنيين، مؤكدين اختفاء مظاهر الحياة في المدينة حيث باتت الأسواق خالية تماماً والأحياء السكنية مهجورة، في مشهد يعكس حجم الدمار والنزوح وحالة الخوف التي تسيطر على السكان المحليين.