إختتمت الدورة الأولى من جائزة الإمام الخميني(رض) العالمية التي تُقام كل سنتين، بالإعلان عن الفائزين من 14 دولة، مساء الأربعاء 17 ديسمبر، في مراسم حضرها رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان ووزير الثقافة والإرشاد الإسلامي سيد عباس صالحي، إلى جانب شخصيات دينية وثقافية بارزة.
تُعد هذه الجائزة أرفع وسام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتهدف إلى إحياء فكر الإمام الخميني(رض)، تعزيز التفاعل بين الأديان التوحيدية، ونشر الثقافة والحضارة الإسلامية الأصيلة. وقد وُصفت بأنها أبرز جائزة للثورة الإسلامية على المستويين الوطني والدولي.
من جهته ألقى حجة الإسلام السيد حسن خميني حفيد مفجّر الثورة الإسلامية كلمة أكد فيها على أن تقييم عظمة الشخصيات التاريخية يحتاج إلى مرور الزمن ونظرة حضارية، مشيراً إلى أن الإمام الخميني(رض) سيُذكر في المستقبل كأحد أعظم قادة العصر الحديث. وأوضح أن أكبر إنجاز للثورة الإسلامية هو إعادة الدين إلى ساحة إدارة المجتمع ومنح الهوية للديانات في العالم.
تكريم شخصيات بارزة
تم تكريم شخصيات بارزة، من بينها آية الله العظمى عبد الله جوادي آملي من إيران في المجال النظري، والسيد عبد الملك الحوثي من اليمن في المجال العملي. كما شملت قائمة المكرّمين شخصيات من البحرين، نيجيريا، لبنان، الجزائر، البوسنة، ماليزيا، تايلند، روسيا، العراق والهند، تقديراً لجهودهم في مجالات العدالة، مقاومة الاستكبار، التقريب بين المذاهب، تعزيز الأخلاق والعرفان، نشر خطاب الإمام، ودعم دور المرأة والأسرة.
إلى جانب الأفراد، تم تكريم مؤسسات إعلامية وثقافية، منها قناة المنار اللبنانية، مؤسسة الشهيد مطهري في إندونيسيا، مؤسسة الإمام الخميني(رض) في كارجيل بالهند، ومؤسسة انتشارات كوثر في تركيا، لدورها في نشر فكر الإمام الخميني(رض) وخدمة الثقافة الإسلامية.
صالحي: الإمام الخميني(رض) كان يدعو لوحدة الأمة
أكد وزير الثقافة على أن الإمام الخميني(رض) تميّز بدعوته الدائمة إلى وحدة الأمة الإسلامية، إذ إعتبر الوحدة مبدأً أصيلاً في فكره وليست مجرد تكتيك مرحلي. وأوضح أن الإمام الخميني(رض) ركّز على القواسم المشتركة بين المسلمين والإنسانية جمعاء، مستمداً رؤيته الوحدوية من منهجه العرفاني والفلسفي، وهو ما انعكس في نهجه الاجتماعي والسياسي.
وأكد صالحي على أن الإمام الخميني(رض) كان نتاجاً لمنظومة علمية إسلامية امتدت لألف عام، جامعاً بين الفقه والتفسير والفلسفة والعرفان والأخلاق، مما جعله شخصية متعددة الأبعاد يمكن التعلم منها لأجيال طويلة. كما أشار إلى أن الإمام الخميني(رض) كان يسعى إلى تحقيق السلام والطمأنينة في العالم، مؤكداً أن الإسلام منذ بداياته أسس للأخوة بين المؤمنين.
إزاحة الستار عن كتب جديدة
خلال المراسم، أُزيح الستار عن أربعة عناوين كتب جديدة حول الإمام الخميني(رض)، إضافة إلى ترجمات للأعمال المرسلة إلى أمانة الجائزة العالمية، باللغات الروسية والإسبانية والإنجليزية والعربية والفارسية، والكتب التي تم إزاحة الستار عنها هي:
– دراسات في الإمام الخميني(رض): موسوعة تضم ملخصات أطروحات ورسائل جامعية حول فكر الإمام، مرتبة ضمن ثمانية محاور تشمل الفكر، الحضارة الإسلامية، الأخلاق، دور المرأة، العدالة، خدمة الفقراء، المقاومة، والسلام.
– الإمام الخميني(رض) بعيون نُخب العالم ومفكريه: يعرض آراء الحكام والمفكرين والباحثين حول شخصية الإمام.
– رَشْحٌ من البحر: مختارات من الأعمال الفارسية المنشورة خلال 44 عاماً عن الإمام.
– شهدٌ من الشمس: تقرير موجز عن الجلسات العلمية الداخلية والدولية المرتبطة بالجائزة.
كما تم إزاحة الستار عن عدد خاص من مجلة «الإمام الخميني(رض)» بلغات متعددة، ما يعكس البُعد العالمي للجائزة وأهمية استمرار نهج الإمام الخميني(رض) في الفكر والثقافة الإسلامية.
