أكد وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية أن يلدا تتجاوز كونها طقساً واحتفالاً ليلياً، وصفها بأنها «حوار حضاري من أجل التضامن والسلام»، وقال: يمكن أن تكون يلدا واحدة من أكثر أدوات الدبلوماسية الثقافية تأثيراً، وأن تُمهد الطريق للوفاق والوحدة والتقارب المستدام بين شعوب منطقة النوروز والدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي (إيكو).
وقال سيد رضا صالحي أميري في رسالته إلى البرنامج الثقافي والفني «جله مهر» مهنئاً الشعب الإيراني والدول الأعضاء في إيكو وجميع شعوب منطقة النوروز بأطول ليلة في السنة: عندما نتحدث عن يلدا، لا نتحدث عن طقس فقط أو ليلة تقويمية؛ يلدا في الثقافة الإيرانية هي حوار متجذر من أجل التضامن؛ التضامن على مستوى الأسرة والمجتمع والمنطقة.
وقال صالحي أميري إن يلدا رمز «التواجد معاً» و«التآلف»، وأضاف: الإيرانيون في ليلة يلدا يتحاورون حتى ساعات متأخرة من الليل؛ حوار يبدأ من الأسرة، ويصل إلى المجتمع، وفي النهاية يستمر في الرأي العام والحياة الجماعية. ومن هذا المنظور، تشكلت يلدا في التاريخ والحضارة الإيرانية قبل الحدود السياسية والتقسيمات الجغرافية، وعمقها المعنوي يتجاوز الحدود الوطنية.
وأشار إلى الترابط التاريخي للطقوس الوطنية الإيرانية، مؤكداً أن يلدا ونوروز هما أجزاء من منظومة حضارية مترابطة. يلدا هو حوار، تقارب وتضامن تاريخي؛ حوار يتيح لنا تجاوز حدود الخلاف والانقسام ويقودنا إلى مجال الوفاق والوحدة والتآلف.
وقال صالحي أميري: نحن نؤمن بأنه يمكن في إطار نوروز تفعيل تيار ثقافي مستدام يتمحور حول الحوار، وتُعد يلدا رمزه البارز؛ حوار طويل الأمد تتشكل فيه الروابط، الانسجام والتعايش السلمي. وكما اجتمعت ۱۳ دولة في إطار نوروز، يمكن أيضاً تحويل يلدا إلى رمز لهوية مشتركة بين إيران، أعضاء منظمة إيكو، آسيا الوسطى، القوقاز، الجيران ومنطقة الخليج الفارسي.
واعتبر يلدا ذات وظائف ثقافية واجتماعية وطقسية متعددة الطبقات، وأضاف: تكمن أهمية يلدا في أن الناس يستعدون لها منذ أشهر، لأنهم يقررون في هذه الليلة أن يكونوا معاً، ويتحاوروا ويبعدوا عن أنفسهم الضغائن والتوترات الداخلية. هذا التدريب على التضامن هو نموذج يجب تكراره أيضاً على المستوى الإقليمي.
وأكد صالحي أميري على دور يلدا في الدبلوماسية الثقافية، مشيراً إلى أن يلدا تدريب على الدبلوماسية الثقافية. ففي الدبلوماسية السياسية، تلعب عناصر القوة، المنافسة والمصالح دوراً محورياً، بينما في الدبلوماسية الثقافية، تتركز الاهتمامات حول المشتركات الحضارية، الحوار، السلام والتعايش السلمي. يلدا تحمل هذه القيم بطبيعتها ويمكن أن تدفع الحكومات والشعوب من أجواء التوتر نحو الحوار والوفاق.
وفي الختام، أعرب عن شكره لمنظمي البرنامج الخاص «جله مهر» وأكد: آمل أن نتمكن جميعاً، بصفتنا حاملي راية الثقافة، من ترسيخ عمقنا الثقافي والحضاري عبر الاعتماد على طقوس مثل ليلة يلدا، وأن نُمهد عبر حوارات يلداوية طريق الوحدة والسلام والتقارب الدائم في المنطقة.