وإلتقى رئيس الجمهورية، خلال زيارته التي استغرقت يوماً واحداً، مع نشطاء اقتصاديين في المحافظة. وخلال اللقاء، بالإضافة إلى توقيع مذكرتي تفاهم لزيادة الاستثمار في قطاع الإنتاج، تم تشغيل وحدتين إنتاجيتين، إحداهما لإنتاج سبائك الصلب والأخرى لاستخراج ومعالجة سبائك الذهب، بإيعاز من رئيس الجمهورية.
كما إلتقى الرئيس بزشكيان، خلال الزيارة، بنشطاء سياسيين وثقافيين واجتماعيين في اجتماعات منفصلة، وشارك في اجتماع لحركة تنمية العدالة التعليمية، واطلع على نظام الإحالة للخدمات الطبية.
وبعد تلخيص مناقشات وقرارات الزيارة في اجتماع مجلس التخطيط والتنمية، شرح رئيس الجمهورية نتائج زيارته في مقابلة مع شبكة التلفزيون المحلية.
ورافق الدكتور بزشكيان في هذه الزيارة كلٌ من محسن حاجي ميرزائي، رئيس المكتب الرئاسي، ومحمد جعفر قائم بناه، نائب رئيس الجمهورية للشؤون التنفيذية.
رئيس الجمهورية يدعو لترشيد وإدارة استهلاك الطاقة
في السياق، اعتبر رئيس الجمهورية لدى لقائه رجال الأعمال بالمحافظة، ان ترشيد استهلاك الطاقة وادارته يمثل ضرورة لابدّ منها. وأضاف: إنه مع ترشيد 10 بالمائة من استهلاك الطاقة، فانه يتم حفظ وتخزين 900 ألف برميل نفط.
وأشار الرئيس بزشكيان إلى الطاقات المتاحة في محافظة خراسان الجنوبية بما فيها المناجم والوصول إلى المحيط والدول الجارة في الشمال التي تنشد الوصول إلى المحيط عن طريق إيران وهذه فرصة سانحة. وأكد عزم حكومته على استكمال مشروع سكك حديد خراسان الجنوبية. وأوضح: ان الحكومة أعطت أولوية توليد الكهرباء عن طريق الطاقات النظيفة والألواح الشمسية، موضّحاً انه تم تركيب أكثر من 3 آلاف ميغاواط من الألواح الشمسية، وقال: ان كل ميغاواط من الألواح الشمسية يحول دون دخول مليون طن غاز CO2 إلى الهواء سنوياً.
وأكد الدكتور بزشكيان قائلاً: ان توسيع التواصل مع الدول الجارة والصديقة يعد من البرامج المهمة للحكومة الرابعة عشرة والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
نسوي المشاكل في ظل الوحدة والتعاضد
وخلال لقائه النشطاء الثقافيين بالمحافظة، قال رئيس الجمهورية: إن جميع مصاعب ومشاكل المجتمع الاسلامي ناتجة عن الفرقة والخلافات الداخلية، مُعرباً عن قناعته بأن الوحدة والتكاتف، هما السبيل لتسوية المشاكل. وأضاف: أنه إن كانت المجتعات الاسلامية متحدة وتنبذ الخلافات والصراعات، لما كانت “إسرائيل” قادرة على اقتراف كل هذه الفظاعات والجرائم في بلدان المنطقة، وإن اتّحدنا ونحّينا الخلافات جانباً، فلن يكون أحد قادراً على إلحاق الهزيمة بنا. وأكد أنه إن كانت المجتمعات الاسلامية معاً ويداً واحدة، فلا تستطيع أيّ قوة النيل منها.
ومضى يقول: إنه إن اعتصم المجتمع الاسلامي بالحبل الإلهي، فلن يستطيع الكيان الصهيوني اجتراح هذه الأعمال الخبيثة في المنطقة، مُشدّداً على ضرورة وحدة المسلمين في مواجهة المجرمين الصهاينة ومرتكبي الابادة الجماعية والمتشدّقين زورا بحقوق الانسان وللدفاع عن أرضنا وعزّتنا واستقلالنا.
وفيما يتعلّق بإدارة موارد الطاقة والمياه في البلاد، قال رئيس الجمهورية: على الرغم من العقوبات وشحّ الموارد المالية، تُدار عملية استهلاك الكهرباء والوقود عبر تخطيط دقيق وبالتعاون مع 80 أستاذاً جامعياً من اختصاصات مختلفة، وتشمل هذه البرامج إدارة عجز الكهرباء، والاحتياطات الوقودية، والتحكم في مشاعل الغاز، ما أسهم في تحقيق وفورات سنوية تُقدّر بمليارات الدولارات.
*أهمية التخطيط العلمي القائم على الأدلة
وفي محور آخر من كلمته، شدّد الرئيس بزشكيان على أهمية التخطيط العلمي القائم على الأدلة، قائلاً: إن تنفيذ البرامج الإصلاحية يحتاج إلى وقت ويتطلب مرافقة المواطنين والخبراء والمؤسسات العلمية، وكل من يدّعي القدرة على حل المشكلات فوراً، يمكنه أن يتقدم بحلول عملية؛ لكن إدارة البلاد ليست تنظيراً، وكل قرار يحتاج إلى موارد وتخطيط دقيق.
وأشار رئيس الجمهورية إلى إنجازات القطاع الاجتماعي والرفاه الاجتماعي، موضحاً أنه في خراسان الجنوبية وسائر المحافظات أسهمت مشاركة المواطنين في المشاريع المحلّية، والمدرسية، والمسجدية، في الوقاية من الآفات الاجتماعية وتعزيز الثقة والتماسك الاجتماعي. وأضاف: لقد أعددنا وثيقة استراتيجية للتنمية الاجتماعية في المحافظات بالتعاون مع الجامعات والمحافظات، تتضمن خططاً تنفيذية محددة بجداول زمنية واضحة.
وتطرق كذلك إلى أهمية الاستقلال والأمن القومي في السياسة الخارجية، قائلاً: لا نقبل بإيران ضعيفة أو مُجزأة. إن علاقاتنا الخارجية تُدار بهدف صون العزة والقوة الوطنية والحفاظ على الحقوق النووية والدفاعية، كما أن الاتفاقيات مع دول المنطقة والعالم تُبرم وفق مقاربة ثنائية ومتوازنة، على أن يصون كل قرار المصالح الوطنية.
وفي ختام كلمته، أكّد رئيس الجمهورية ضرورة الوحدة والتعاون بين جميع الفئات والشرائح الاجتماعية، قائلاً: لا توجد أي قيود على أساس الجنس أو الدين أو القومية أو التوجه السياسي للتعاون مع الحكومة. الجميع قادرون، كلٌّ بحسب طاقته، على المساهمة في بناء إيران قوية. إن تضافر جهود الشعب، والاستفادة من القدرات العلمية، واعتماد الإدارة القائمة على الأدلة، هي الطريق الحقيقي الوحيد لمعالجة مشكلات البلاد.
وختم رئيس الجمهورية حديثه أمام الناشطين السياسيين والاجتماعيين في خراسان الجنوبية بالتأكيد على أننا حقّقنا إنجازات ملموسة مقارنة بالماضي، غير أن الطريق لا يزال طويلاً، ويتطلب مرافقة الجميع لبناء مستقبل مستدام وقائم على العدالة.
*إيران لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي
ولدى لقائه شخصيات بارزة ونخب سياسية في المحافظة، أكّد الرئيس بزشكيان أن إيران لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، ونحن مستعدون للتعاون لكن لا يمكن أن يُطلب منّا التخلي عن الصواريخ ثم نتعرض للعدوان من الكيان الصهيوني المُدجّج بالسلاح.
وفي إشارة إلى ممارسات الترهيب التي تمارسها الولايات المتحدة والغرب، أوضح الرئيس بزشكيان: إيران لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية؛ نحن على استعداد للتفاعل، لكن من غير المقبول أن يقولوا “لا تمتلكوا صواريخ”، ثم يهاجمنا الكيان الصهيوني المدجج بالسلاح.
كما تفقّد رئيس الجمهورية معرض الفرص الاقتصادية بمحافظة خراسان الجنوبية. ويضم المعرض محاصيل زراعية استراتيجية وأحجار كريمة وشبه كريمة ومنتجات صناعية ومنتجات معالجة وباقي القدرات الاقتصادية في قطاعات السياحة والزراعة والمناجم.
ويرعى تدشين مشاريع بالمحافظة
ورعى رئيس الجمهورية، الخميس، حفل تدشين وحدة لانتاج سبائك الفولاذ بشركة قائنات للفولاذ بمحافظة خراسان الجنوبية. كما رعى حفل تدشين وحدة استحصال سبائك الذهب، وذلك باستثمارات بلغت 30 ألف مليار ريال للقطاع الخاص.