يُعد قصر هشت بهشت واحداً من أكثر المعالم السياحية شهرة في محافظة أصفهان، ويستقبل سنوياً العديد من الزوار والسياح. يُعرف هذا القصر أيضاً بأسماء حديقة البلبل وهشت به هشت، ويقع في الجهة الغربية من شارع جهارباغ.
يُعتبر قصر هشت بهشت من أجمل القصور في إيران ومن أهم الأماكن السياحية في أصفهان، وقد شُيّد في عهد الصفويين. زخارفه وعماراته متقنة وجميلة إلى درجة تجذب معظم الزوار. يقع القصر في حديقة الشهيد رجائي، وقد سُجّل في قائمة التراث الوطني عام 1934م.
يقع القصر في وسط أصفهان وقريب من معالم سياحية مثل جسر سي وسه بل وقصر عالي قابو. وهو من الآثار الرائعة للعصر الصفوي، وقد بٌني بأمر من سليمان الصفوي عام 1701م، ليصبح رمزاً شهيراً لأصفهان وذكرى لعظمة وجمال ذلك العصر.
هندسة القصر

شُيّد القصر على شكل مثمن فوق منصة رخامية؛ مستوحياً تصميمه من أنماط العمارة الإيرانية التقليدية، ويضم صالة مركزية تحيط بها غرف وأروقة. في كل طابق أربعة أروقة كبيرة تقع على أعمدة خشبية موزعة على الجهات الأربع.
واجهات القصر الأربع متشابهة في الشكل لكنها مختلفة في التفاصيل، والواجهة الرئيسية تطل على البركة. بُني القصر وسط حديقة خضراء مستوحاة من تصميم الحدائق الإيرانية المسطحة، وتُعد اليوم منتزهاً شهيراً لسكان أصفهان والسياح الأجانب.
الإيوان الرئيسي يقع في الجهة الشمالية، وسقفه مزين بمُقرنصات رائعة وزخارف مذهبة وفسيفساء بديعة. في القاعة المركزية يوجد حوض مثمن يُسمى «حوض اللؤلؤة»، مع نافورة في وسطه تبعث الهدوء في نفوس الزوار. غُرف الطابق الأول تقع في الزوايا الأربع وتزينها زخارف ولوحات جدارية فنية تُظهر مشاهد صيد وحيوانات.
أمّا الطابق الثاني فيضم إيوانات ونوافذ وأقواس تزيد المبنى جمالاً، ولكل غرفة فيه زخارف خاصة؛ بعضها يحتوي على مدافئ جدارية ونافورات وجدران مغطاة بالمرايا، وقد صُممت النافورات بحيث يتدفق الماء من أنابيبها إلى خارج الجدران.
الأقسام المختلفة للقصر
– الإيوان الرئيسي: يظهر فيه بوضوح الهيكل المثمن، وتزينه فسيفساء ولوحات قديمة جذابة، ويطل على مناظر خلابة من المساحات الخضراء المحيطة.
– الردهة: مدخل القصر يتميز بأعمدة مزخرفة ونقوش جصية دقيقة، ويُعد رمزاً للانتقال من العالم الخارجي إلى الداخلي المزخرف.
– شرفة الدخول: بوابة مزينة بزخارف دقيقة وعمارة فنية رائعة، تقود إلى المساحة التاريخية المدهشة داخل القصر.
– غرف الطابق الأول: ذات أسقف مرتفعة وزخارف فريدة، تنقل إحساس العظمة والهدوء بفضل النوافذ والنقوش الملونة.
– غرف الطابق الثاني: مصممة لاستراحة الضيوف والملوك، وتحتوي على زخارف أكثر من الطابق الأول، وتطل نوافذها على مناظر جميلة للحديقة.
– المساحات الخضراء: تضم أزهاراً وأشجاراً معمرة ومسارات خضراء، وتوفر بيئة هادئة، وهي مكان مثالي للتصوير الفوتوغرافي في أجواء تاريخية.