تُعدّ المعدات الطبية والمخبرية في الوقت الحاضر، ولا سيما في المجالات الحساسة مثل علم الوراثة والتكنولوجيا الحيوية، من الأركان الأساسية للنظام الصحي. وفي هذا الإطار، نجح المتخصصون الإيرانيون في تجاوز عوائق العقوبات والوصول إلى المعرفة التقنية لتصنيع الأجهزة عالية التقنية High-tech.
وقال بهنام كريمي، المدير التنفيذي لشركة «دناجن تجهيز» القائمة على المعرفة، في هذا الصدد: أدير مجموعة تركز نشاطها الرئيسي على إنتاج معدات التكنولوجيا الحيوية، وبشكل خاص تلك المستخدمة في مجال الأحماض النووية “DNA وRNA” وكذلك البروتينات. وأضاف: تتولى الأجهزة التي ننتجها مسؤولية كشف وتكثير هذه المواد الحيوية المهمة، ونشكر الله أننا تمكنا من تلبية حاجة كبيرة وحساسة للغاية في المجتمع ضمن هذا المجال.
تحديات الاستيراد وتفوق المنتج الإيراني
وأوضح كريمي أهمية توطين تصنيع هذه المعدات، قائلاً: إن هذه الأجهزة ذات أهمية من عدة جوانب؛ أولاً، نواجه قيودًا شديدة على الاستيراد، وتكون أسعار معظم النماذج الأجنبية مرتفعة للغاية. من ناحية أخرى، يتم تقديم خدمات ما بعد البيع للأجهزة الأجنبية في البلاد بصعوبة بالغة، وتفرض تكاليف عالية جدًا على النظام.
وقارن هذا النشط في مجال الشركات القائمة على المعرفة الأسعار، مضيفاً: على سبيل المثال، تصل نماذج علامة «بايو-راد» Bio-Rad التابعة لشركة أمريكية، عند استيرادها إلى البلاد، إلى ما يقارب خمسة أضعاف سعر الجهاز الذي ننتجه حاليًا عندما يصل إلى المستهلك.
وأشار إلى مشكلة معايرة الأجهزة الأجنبية، مشددًا على أنه إذا خرجت هذه الأجهزة المستوردة عن المعايرة، فإنه لا توجد في الداخل أي شركة أو جهة لإعادة معايرتها، مما يؤدي عمليًا إلى خروج الجهاز من خط الخدمة والاستخدام لدى المستخدم.
وأجاب كريمي على سؤال حول أكثر منتجات الشركة تقدمًا وتأثيره على حياة عامة الناس، موضحًا: إذا نظرنا إلى مجمل العمل، فإن غالبية نشاط أجهزتنا يعتمد على التعرف، أي استخراج وكشف الحمض النووي DNA والحمض النووي الريبي RNA، وفي حال الحاجة إلى التكثير، تقوم هذه الأجهزة بذلك.
وفيما يتعلق بمدى تطبيقات هذه المعدات، قال: إن كل كائن حي إما مكون من DNA أو RNA؛ مثل البكتيريا والفيروسات والنباتات ونحن البشر أنفسنا. عندما ترغب في تعرف هذه الكائنات، يتعين استخراج وحدتها الوراثية. هنا لدينا أجهزة الاستخلاص Extraction التي تعمل بشكل آلي كامل، وتُعد معرفة تصنيعها من المنتجات ذات المستوى الأول تكنولوجيًا في البلاد.
وواصل هذا المتخصص في مجال التكنولوجيا الحيوية: في المرحلة التالية، ندخل مرحلة الكشف لنعرف ما إذا كان هذا DNA أو RNA يعود إلى بكتيريا أو فيروس معين، أو ما إذا كان موجودًا في جسم النبات أو الحيوان أو الإنسان. في هذه المرحلة، نستخدم أجهزة مثل “بي سي آر” و”نانو دروب” من إنتاجنا الخاص، والتي تقوم بالكشف بدقة عالية، وتحدد بيقين عالٍ السلالة التي ينتمي إليها العينة.
تشخيص السرطان وفحوصات الزواج وبحوث الدماغ
وأكد كريمي أن نطاق استخدام هذه الأجهزة واسع للغاية، قائلاً: في مجال تشخيص الأمراض، وخاصة معظم أنواع السرطان، وكذلك في تحديد الهوية والفحوصات الوراثية قبل الزواج، يشكل علم الوراثة الأساس والجوهر، وتُستخدم هذه الأجهزة في تلك المجالات. وأضاف: في كل مكان يُتحدث فيه عن التشخيص، يُستخدم هذه الأجهزة بيقين تام. على سبيل المثال، في المجال البشري، يمكن تشخيص أنواع الأمراض البكتيرية والفيروسية، وسرطان عنق الرحم (HPV)، وغيرها من الحالات من خلال اختبارات PCR. كما أن جميع الدراسات المتعلقة بأبحاث السرطان والدراسات التي تُجرى على الدماغ، يمكن تتبعها وتشخيصها من خلال هذه الأجهزة.
توطين معرفة التصميم والبرمجة
وقال هذا النشط التكنولوجي بشأن مدى الاعتماد على استيراد القطع: إن قطعًا مثل الدوائر المتكاملة IC والقطع الإلكترونية الدقيقة، التي لم تصل البلاد بعد إلى معرفة إنتاجها، تُستورد كمواد أولية خام؛ لكن جوهر الأمر، الذي يشمل البرمجة Programming والتصميم وبناء الجهاز، يتم بالكامل داخل البلاد وعلى يد فريقنا في الشركة القائمة على المعرفة.
وأشار كريمي إلى القدرة والجودة في الأجهزة المنتجة لديه، قائلاً: نحن مستعدون لاختبار هذه الأجهزة في أي مختبر، خاصة أن العديد من المراكز تستخدمها حاليًا. لقد مضى على نشاطنا في هذا المجال 11 عامًا، ونحن الشركة الوحيدة على هذا المستوى التي تمكنت من الحصول على جميع التراخيص اللازمة من منظمة الغذاء والدواء.