تدوين ذكريات أبطال الدفاع المقدّس ضرورة لحفظ الذاكرة الوطنية، وكتاب «وقتي مهتاب كُم شد» أي «عندما غاب القمر» أحد شواهدها الحية.
قائد الثورة الإسلامية وصف الكتاب بأنه كتاب يروي سيرة رجال عظام ومتواضعين في الدفاع المقدّس، وكذلك الأمهات اللواتي ربّين رجالاً شجعان وصبورين. كما اعتبر مقدمة الكتاب بأنها «غزلاً كامل المعنى» حيث استطاع الكاتب «حميد حسام» أن يرسم صورة جميلة من حياة الشهيد «علي خوشلفظ»، المناضل في فترة الدفاع المقدّس، والذي صادف يوم السبت 20 ديسمبر ذكرى إستشهاده.
تقريظ قائد الثورة الإسلامية
آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي وصف الكتاب بأنه رواية صادقة عن رجال الدفاع المقدّس والأمهات اللواتي ربّين أبطالاً شجعاناً. في تقريظه عام 2016، أشار إلى أبناء همدان كرجال كبار بلا ادّعاء، وإلى الأجواء الروحانية والبصائر العميقة التي تنبثق من هذا العمل. كما اعتبر المقدمة «غزلاً كامل المعنى» لما تحمله من جمال وصدق في تصوير حياة الشهيد.
حياة الشهيد «خوشلفظ»
القائد الشهيد علي خوشلفظ وُلد باسم «جمشيد» لكنه غيّر اسمه بعد الثورة الإسلامية ليعكس تحوّله الداخلي. منذ شبابه إلتحق بجبهات الدفاع المقدّس، وشارك في عمليات عديدة، وأصيب إحدى عشرة مرة بالجروح لكنه لم يتراجع، بل كان يعود مباشرة إلى الخنادق. بعد سنوات من الألم والمعاناة، ارتقى شهيداً عام 2017، وقد نعاه قائد الثورة الإسلامية برسالة مؤثرة وصفه فيها بالشهيد الحي الذي نال جزاء الصابرين العظيم.
ألقاب الشهيد ومعانيها في الكتاب
لُقّب الشهيد خوشلفظ بـ «علي خوشزخم» لكثرة إصاباته، وبـ «علي خوشرفيق» لوفائه لرفاقه الذين استشهد منهم ثمانمئة، وبـ «علي خوشمعنا» لصدقه وبعده عن التكلّف. وكان كتاب ذكرياته بمثابة ميثاق للأخوّة، حيث أدخل شقيقيه جعفر وأمير إلى الجبهة، وكلاهما استشهد.
تاريخ شفوي صادق
الكتاب ليس قصة أو أسطورة، بل تاريخ شفوي صادق قائم على الوثائق، يروي حياة رجل وجد ذاته الحقيقية في ليلة غاب فيها القمر. كما يصف أيام خلف الجبهة، حيث كان يعيش كخادم مسجد، منشغلاً بالدعاء، التدريب، زيارة أُسر الشهداء، والحراسة، دائم الاستعداد للعودة إلى الجبهة.
شهادة حيّة على الإيمان
«عندما غاب القمر» ليس مجرد كتاب، بل شهادة حيّة على الإيمان والصبر والبطولة التي جسّدها الشهيد علي خوشلفظ، لتبقى سيرته منارة للأجيال.