في نسخته التاسعة وبمشاركة أفلام محلية وعربية وعالمية

“أيام فلسطين السينمائية”.. مهرجانٌ في وجه الإحتلال

أيام فلسطين السينمائية...

2022-11-06

الوفاق/ انطلقت، مساء الثلاثاء، الدورة التاسعة لمهرجان “أيام فلسطين السينمائية” الدولي 2022، بمشاركة نخبة من الأفلام المحلية والعربية والعالمية، التي تُعرض لأول مرة في فلسطين.

وافتتح المهرجان الذي تنظمه مؤسسة “فيلم لاب فلسطين”، بالشراكة مع بلدية رام الله، بفيلم “حمى البحر المتوسط” للمخرجة “مها الحاج”، بعد فوزه بجائزة أفضل سيناريو  في مسابقة “نظرة ما” ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي 2022، وجائزة أفضل فيلم (Firebird) في مهرجان “هونغ كونغ” السينمائي. كما أنه اختير لتمثيل فلسطين رسمياً في مسابقة جوائز “الأوسكار” 2023.

وصوّر فيلم “حمى البحر المتوسط” في حيفا وقبرص بين شهري تشرين الأوّل وتشرين الثاني من العام 2021، وهو من بطولة عامر حليحل، وأشرف فرح، وصبحي حصري، وعنات حديد، وثريا يونس، ويوسف أبو وردة، وسمير إلياس، وشادن قنبورة، وسينيثيا سليم، ونهاية بشارة وآخرين.

ويشارك في المهرجان 59 فيلماً من فلسطين ودول عربية وأجنبية منها: مصر وتونس والأردن ولبنان وسوريا وإيران والبوسنة وصربيا وفرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة الأميركية والدنمارك والسويد، وتتوزع عروضه في 17 موقعاً بمدن: القدس العاصمة، ورام الله وبيت لحم وجنين وغزة ورفح وحيفا.

ومن أبرز الأفلام المشاركة: “بنات عبد الرحمن” للمخرج زيد أبو حمدان، وفيلم “إعصار” للمخرج داميان ماك كان، والفيلم الدرامي “مايكشابيل” للمخرجة إيسار بويايين، و”دفاتر مايا” للمخرجَين جوانا حاجي توما وخليل جريح، والفيلم الكوميدي “حارة لا تحب الأغراب” للمخرج البوسني دانيس تانكوفيتش، و”المسابقة الرسمية”  للمخرج غاستون دوبار وماريانو كون، و”تحت الشجرة” للمخرجة التونسية الفرنسية أريج السحيري، و”لبكرا” للمخرج الإيراني علي أصغري، ويُختتم المهرجان في يوم الإثنين المقبل الموافق للسابع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري بفيلم “فرحة” للمخرجة الأردنية الفلسطينية “دارين سلام”.

كما يعرض المهرجان مجموعة مميزة من الإنتاجات الوثائقية، من بينها “بيت من شظايا” إخراج سايمون لارينغ ويلمونتع، و”بيروت في عين العاصفة” إخراج الفلسطينية مي المصري، و”مقاطعة” إخراج جوليا باشا، و”أطفال الضباب” إخراج الفيتنامية ها لي دييم، و”حلّقي بعيدا” إخراج سيلينا آيشير، و”حكايا بيتية” إخراج نضال الدبس.

وللجيل القادم مجموعة من الأفلام التي تهدف إلى بناء ثقافة سينمائية، حيث يعرض المهرجان فيلم “مياه نهر باستازا” للمخرج إينيس ت. آلفيس، و”الإنسان الأخير” للمخرج الفرنسي إيفالو فرانك، و”شال آمو الكبير” للمخرجة لوسي لامبرت، و”حتى الفئران لها مكان في الجنة” للمخرجَين نيسا غريمونا وجان بوبينيش.

ندوات وجلسات حوارية

ويشمل برنامج “أيام فلسطين السينمائية” في نسخته التاسعة عدة جلسات حوارية، منها “أصوات جديد” التي تهدف إلى مساعدة مخرجي ومنتجي الأفلام القصيرة على تطوير وإنتاج وتوزيع أعمالهم، حيث تتضمن الفعالية جلستين، تحت عنوان “البدء بالعمل: دليل لتطوير وتمويل الأفلام القصيرة”، و”التوزيع والاستراتيجيات المتعلقة بمهرجانات الأفلام القصيرة”.  بالإضافة إلى “ماستر كلاس” مع المنتج الفلسطيني حسين القلا.

وتناقش ندوة خاصة بـ “الجيل القادم”، إمكانيات الأدوات السينمائية وفرص استخدامها في تعزيز الرؤية النقدية لدى الأطفال واليافعين في مواجهة التغييرات التي تفرضها تكنولوجيات التواصل الحديثة.

والجدير ذكره أن مهرجان “أيام فلسطين السينمائية” الدولي، تنظمه مؤسسة “فيلم لاب فلسطين” منذ العام 2014 حيث أصبح تقليدا سنويا منذ ذلك الحين. ويهدف المهرجان إلى تنمية الثقافة السينمائية من خلال عروض الأفلام المحلية والدولية في المدن الفلسطينية، إلى جانب حلقات نقاش، وورش عمل احترافية، وبرامج متخصصة للجيل القادم.

جائزة “طائر الشمس الفلسطيني”

انطلقت جائزة طائر الشمس الفلسطيني في العام 2016 لتحتفل بالإنتاجات الفلسطينية والإنتاجات الدولية التي تتخذ من فلسطين موضوعاً لها، بحيث تختار لجان التحكيم، التي تضم فنانين ومختصين محليين ودوليين، الفائزين بالجائزة عن فئات أفضل فيلم قصير، وأفضل فيلم وثائقي طويل و أفضل مشروع فيلم روائي قصير قيد الإنتاج.

ويشهد المهرجان هذا العام، النسخة السادسة من مسابقة “طائر الشمس” للأفلام القصيرة والوثائقية، وللإنتاج السينمائي.

ويشارك في المسابقة نخبة من الأفلام القصيرة والوثائقية الطويلة لصنّاع أفلام فلسطينيين أو أفلام يتعلق موضوعها بفلسطين، حيث ستشرف لجنة فنية متخصصة تضم فنانين ومخرجين فلسطينيين وعربا وأجانب، على مراجعة الأفلام المتقدمة للمسابقة وفقاً للمعايير المطلوبة، ومنح جائزة لأفضل فيلم قصير، وأخرى لأفضل فيلم وثائقي طويل.

عشرة أفلام قصيرة تتنافس على جائزة “طائر الشمس الفلسطيني”، من أصل خمسة وخمسين تقدّم أصحابها للفوز بالجائزة عن هذه الفئة، وقيمتها ثلاثة آلاف دولار، في حين تتنافس خمسة أفلام وثائقية على الجائزة التي تحمل الاسم ذاته، من أصل أحد عشر فيلماً تقدّم القائمون عليها للتنافس على هذه الفئة من الجائزة، وقيمتها خمسة آلاف دولار، بينما تتنافس تسعة مشاريع لأفلام روائية قصيرة قيد الإنتاج على جائزة “طائر الشمس الفلسطيني للإنتاج”، وقيمتها عشرة آلاف دولار، لدعم إنتاج أفلام روائية قصيرة لصنّاع أفلام فلسطينيين، أو أفلام يتعلق موضوعها بفلسطين، إضافة إلى دعم عيني بقيمة ستة آلاف دولار، يشمل توفير أجهزة التصوير والصوت وخدمات ما بعد الإنتاج، ويقدمها كلّها مهرجان أيام فلسطين السينمائية، الذي تنظمه مؤسسة “فيلم لاب فلسطين”، حيث من المقرر أن يُعلن عن نتائجها في حفل الختام، في قصر رام الله الثقافي، مساء السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.

الأفلام القصيرة

الأفلام العشرة التي تتنافس على فئة الفيلم القصير من الجائزة هي: “ع البحر” لوسام الجعفري، و”جواز أحمر” لعبده الأسدي، و”تقي” لألين شوفاني، و”في العودة إلى هبة أيار” لربيع عيد، و”فلسطين 87″ لبلال الخطيب، و”بحث” لآلاء الداية، و”الجدار” لميرا صيداوي، و”صيف، مدينة وكاميرا” لأنس زواهري، و”براديسو xxxl 108″ لكمال الجعفري، و”ضيف من ذهب” لسعيد زاغة.

الأفلام الوثائقية الطويلة

أما الأفلام الوثائقية الطويلة الخمسة المتنافسة على جائزة هذه الفئة، فهي: “القنديل الصغير” لماريو ريزي، و”سائقو الشيطان” لمحمد أبوغيث، و”صارورة” لنيكولا زامبيلي، و”اليد الخضراء” لجمانة مناع، “وأحد عشر يوماً في أيار” لمحمد الصواف.

الأفلام الروائية القصيرة

ومشاريع الأفلام الروائية القصيرة التسعة لصنّاع أفلام فلسطينيين أو أفلام يتعلق موضوعها بفلسطين، وتنافس على جائزة “طائر الشمس الفلسطيني” عن فئة الإنتاج، هي: “دي جي المناطق” لمحمد أبوغيث، و”دائماً جاهز للفحص” لإسماعيل الهباش، و”سينما مونامور” لإبراهيم حنضل، و”عيون برية” لسعيد زاغة، و”العلم” لمشعل قواسمي، و”كنتاكي غزة” لعمر رمال، و”قرار” لمحمد صالح، و”شادر” لعايدة قعدان، و”مش ماتش” لفاطمة رشا شحادة.

المهرجان الفلسطيني والإحتلال

في الحالة الفلسطينية لا يكون المهرجان وساطة بين المشاهِد والمشاهَد، كما هي أي شاشة أو صالة في أي مكان لا ظرف خاص فيه، كما في فلسطين، بل مهرجان كـ “أيام فلسطين السينمائية”، من خلال تماهيه مع المشاهِد بصفته الفردية والجماعية، في ظرفه، ومن خلال برامجه الموازية والمتعلقة بالعروض السينمائية، يقدّم الفيلم في تفاعله مع متلقيه، ويتماهي المهرجان مع المتلقي هذا، فرداً وجماعة، في الظرف الخاص واحتمال الظرف الطارئ الوارد وقوعه على الطرفين، وهو ما حصل بدرجة ما، في دورة العام الماضي، حين اقتحم جيش الاحتلال رام الله وتمركزت جيبات عسكرية عند أبواب مبنى قصر رام الله الثقافي، قبل موعد فيلم الختام بساعات.

علاقة هذا المهرجان بمجتمعه تتخطى حتى تلك التي لدى مهرجان سينمائي مع جمهوره، مهرجان يقدم ما هو أكثر من عرض فيلم. لا يكون المهرجان الفلسطيني على الطرف الآخر من المُشاهِد، لا يكون أحدهما أمام الشاشة والآخر خلفها، بل كلاهما أمامها وكلاهما خلفها.

“أيام فلسطين السينمائية” يقدّم لمجتمعه المحلي في المدن الفلسطينية ما على أي مهرجان سينما في العالم تقديمه، لكنه كذلك يشترك مع هذا المجتمع في ما هو خارج إطار المهرجان، في ما هو أكبر من السينما ومن الحدث الثقافي. المهرجان هنا فعلُ حياة ومقاومة وإثبات حضور للفلسطيني على أرضه. من بين أكثر ما يزعج الاحتلال في الأيام القليلة المقبلة، لن يكون انعقاد المهرجان وحسب، بل تلك العلاقة التي تتطوّر مع الأيام، ما بين الفلسطينيين، أفراداً وجماعات، والحدث الثقافي، وأبرزها سيكون هذا المهرجان السينمائي بخططه الطارئة.