السوداني يطرح مبادرة لانهاء خلافات الاطار التنسيقي حول رئاسة الحكومة

أطلق ائتلاف الاعمار والتنمية، الذي يقوده رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مبادرة سياسية تهدف إلى تسريع عملية تشكيل الحكومة المقبلة، ووضع إطار واضح لاختيار رئيس مجلس الوزراء، في ظل استمرار الخلافات داخل الإطار التنسيقي بشأن معايير وآلية الترشيح.

وتم تقديم المبادرة من قبل السوداني خلال اجتماع وصف بالمهم عقدته اطراف الاطار التنسيقي مساء أمس في العاصمة العراقية بغداد. وجاءت المبادرة في كتاب رسمي موجّه إلى قادة الإطار التنسيقي، أكّد فيه الائتلاف أن الشعور العالي بالمسؤولية الوطنية يحتم على القوى السياسية الإسراع في حسم ملف رئاسة الوزراء، لما يمثله التأخير من مخاطر على الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.

 

وتأتي هذه المبادرة في وقت يشهد فيه الإطار التنسيقي تباينًا واضحًا في وجهات النظر حول معايير اختيار رئيس الوزراء، سواء من حيث طبيعة الشخصية المطلوبة، أو آلية الترشيح، أو حدود التوافق السياسي المطلوب، الأمر الذي أدى إلى إطالة أمد المفاوضات وتعقيد المشهد السياسي.

 

وتشير مصادر سياسية إلى أن استمرار هذا الخلاف دون حسم قد يفتح الباب أمام ضغوط داخلية متصاعدة، تتمثل بتزايد السخط الشعبي، وتعطّل عمل مؤسسات الدولة، وتنامي المخاوف من الفراغ السياسي، فضلًا عن ضغوط خارجية محتملة قد تُمارَس على القوى الشيعية بوصفها الكتلة الأكبر والمسؤولة عن تشكيل الحكومة، في ظل تعقيدات إقليمية ودولية تراقب المشهد العراقي عن كثب.

 

وأكد ائتلاف الإعمار والتنمية في مبادرته أن المرحلة الحالية تتطلب اتخاذ قرار سريع ومدروس، يضمن الحفاظ على وحدة الإطار التنسيقي وتماسكه، وعدم السماح بتحوّل الخلافات الداخلية إلى عامل إضعاف سياسي أو مدخل لتدخلات خارجية تؤثر على القرار الوطني.

 

وحددت المبادرة أربعة معايير أساسية لاختيار رئيس مجلس الوزراء المكلّف، وهي:

 

١/ أن يتم اختيار المرشح من داخل الإطار التنسيقي.

٢/ أن يمتلك المرشح خبرة عملية في إدارة الدولة والمؤسسات التنفيذية.

٣/ أن تكون لديه رؤية واقعية وبرنامج حكومي واضح قادر على التعامل مع تحديات المرحلة المقبلة.

٤/ أن يحظى بقبول وطني واسع يسهم في تسهيل تشكيل الحكومة وتعزيز ثقة الشارع.

 

وفي حال تعذر الوصول إلى توافق سياسي حول المرشح، اقترحت المبادرة اعتماد الأوزان الانتخابية للقوى السياسية داخل الإطار التنسيقي كآلية بديلة لحسم الاختيار، بما يضمن احترام الاستحقاقات الانتخابية ويمنع استمرار حالة الجمود السياسي.

 

ويرى مراقبون أن مبادرة ائتلاف الإعمار والتنمية تحمل في طياتها رسالة تحذير مبطّنة من أن استمرار الخلاف داخل الإطار قد لا يبقى شأنًا داخليًا، بل قد يتحول إلى عامل ضغط سياسي داخلي وخارجي، ما يستدعي الإسراع في التوصل إلى تسوية تحفظ وحدة الصف الشيعي وتؤمّن انتقالًا سلسًا نحو تشكيل حكومة فاعلة.

 

 

المصدر: الوفاق