وأوضح محمدجواد جاويد، مدير المبيعات في الشركة، مع الإشارة إلى توطين تكنولوجيا إنتاج الحاملات النانوية للأدوية في البلاد، وفي شرح تطبيقات هذا الجهاز: إن العديد من الأدوية المتاحة، وبخاصة أدوية علاج السرطان، تفقد جزءًا من جرعتها بعد دخولها الجسم في المسار الهضمي، ويُعبَّر عن ذلك اصطلاحيًا بأنها تهدر؛ من جهة أخرى، تُحدث هذه الأدوية آثارًا جانبية على الأنسجة السليمة المحيطة.
وأردف جاويد قائلًا: لمواجهة هذا التحدي، طرح منذ سنوات سابقة موضوع استخدام حاملات قادرة على إيصال الدواء بشكل أكثر استهدافًا إلى النسيج المستهدف (كالورم مثلًا)، ويؤدي هذا الإجراء إلى انخفاض الآثار الجانبية واستخدام الدواء بجرعة أقل، مما يقلص هدر الدواء إلى أدنى حد ممكن.
وذكر مدير المبيعات في هذه الشركة القائمة على المعرفة أن هذه العملية بدأت بإنتاج الحاملات النانوية Nano-Carriers والليبوزومات، وكان أول نموذج ناجح وحاصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA هو الدواء «دوكسيل». وبعد ذلك، تم تطوير أدوية أخرى تعتمد على الحاملات النانوية.
التكنولوجيا الحديثة الميكروفلويدية في خدمة صناعة الأدوية
وأوضح جاويد قائلًا: إن إحدى الطرق الحديثة لإعداد هذه الحاملات النانوية وتحميل الدواء عليها هي طريقة «الميكروفلويديك» التي قمنا بتطبيقها في هذا الجهاز. ينتج جهازنا، بهذه الطريقة التي تعد أحدث من الطرق الأخرى، حاملات نانوية للأدوية واللقاحات، واكتسبت هذه الطريقة شهرة عالمية بعد استخدامها في إنتاج لقاحات كورونا الخاصة بشركة “فايزر”، وأصبحت معرفتها الفنية متاحة بعد فترة كورونا.
وأشار جاويد إلى الإقبال من المراكز العلمية على هذا المنتج، قائلًا: حتى الآن، اشترت حوالي 17 إلى 18 مركزًا جامعيًا وبحثيًا وشركات خاصة هذا الجهاز؛ وبالنظر إلى تواجد الشركة في حديقة الصحة التابعة لجامعة العلوم الطبية في مشهد، فقد أنجز عدد من الطلاب في مرحلة الدكتوراه رسائلهم باستخدام هذا الجهاز، مما أدى إلى نشر مقالات عديدة. وأضاف: كما تجري أعمال البحث والتطوير على منتجات في مجال الأدوية المضادة للسرطان والمنتجات التجميلية والصحية باستخدام هذا الجهاز، وفي حال الحصول على نتائج إيجابية، سيتم تسويقها وإدخالها إلى السوق.
رقائق قابلة للاستخدام المتكرر
وأفاد مدير المبيعات في هذه الشركة القائمة على المعرفة بشأن سعر المنتج وميزاته التنافسية، قائلًا: إن السعر الحالي للجهاز يبلغ حوالي 700 مليون تومان (ما يعادل 5 – 7 آلاف دولار)، في حين أن المنافس الكندي لهذا الجهاز يبلغ سعره حوالي 100 ألف دولار، وإن كان هذا السعر يعود إلى عامين مضيا، ومن المحتمل أن يكون قد ارتفع الآن.
وأوضح جاويد: إن الشركة الأجنبية أقدم عمرًا؛ لكن الجهاز الإيراني يتمتع بميزات فريدة، قائلًا: إن جهازنا مزود بمدفأة (هيتر) تُعد فعالة جدًا للتركيبات التي تتطلب درجة حرارة ثابتة طوال العملية، كما أنه يتمتع بواجهة مستخدم أفضل. وأكد قائلًا: إن أهم ميزة لجهازنا تتعلق بـ«الرقاقة» المصممة، فالرقاقة في الجهاز الأجنبي قابلة للاستخدام مرة واحدة فقط، ويبلغ سعر كل قطعة منها 50 دولارًا؛ أي أن كل استخدام يتكبد تكلفة لا تقل عن 50 دولارًا. أما الرقاقة التي صممتها شركتنا فهي قابلة للاستخدام المتكرر دون أن تتعرض لأي مشكلة.
التصدير إلى فنزويلا وتنوع المنتجات
وأشار جاويد إلى أن الشركة تنتج نموذجين من الجهاز؛ النموذج المخبري أو المكتبي الذي يحمل الاسم التجاري «إنسايت»، والنموذج الصناعي الذي يحمل الاسم «إنسباير»، وكلا النموذجين يُعرضان تحت العلامة التجارية نانوسنتز. كما حققت الشركة نجاحًا في مجال التصدير، حيث صدرت جهازًا واحدًا إلى جمهورية فنزويلا البوليفارية قبل عام أو عامين.
مفاوضات مع نيوزيلندا والمنافسة مع كندا
وقال جاويد: لقد أجرينا مفاوضات مع عدة دول أخرى، وحاليًا أصبح بيع المنتج إلى نيوزيلندا قريبًا جدًا. يخضع جهازنا الآن في نيوزيلندا، ومن خلال ممثلنا هناك، لعملية التقييم والاختبار، ونأمل أن تؤدي هذه العملية إلى النتيجة النهائية والبيع. وأضاف، معبرًا عن أن المنافس العالمي الوحيد لنا، وفقًا لأحدث المعلومات المتاحة، هو تلك الشركة الكندية نفسها: إلا إذا كانت هناك شركة أخرى في مكان ما في مراحلها الأولية ولم تعلن بعد؛ لكن حسب علمنا، نحن المنتج الوحيد لهذا المنتج في إيران وآسيا.
توريد القطع من داخل البلاد
وأفاد مدير المبيعات في هذه الشركة القائمة على المعرفة بشأن توريد القطع، قائلًا: إننا لا نحتاج تقريبًا إلى الخارج، ويتم توريد معظم القطع من داخل البلاد.. وإذا ما احتجنا إلى قطعة معينة، فإننا نحصل عليها من خلال المستوردين المحليين.
وأشار جاويد إلى الدور التسهيلي الذي تضطلع به شركة «نظام تحسين العلاج نانوسنتز» في سلسلة إنتاج الأدوية، قائلًا: إن الشركات الدوائية والمنتجة للمنتجات ذات الصلة يمكنها، باستخدام هذا الجهاز، إجراء عمليات البحث والتطوير الخاصة بها، وبعد الحصول على التراخيص اللازمة، الانتقال بسهولة إلى مرحلة الإنتاج. وأضاف: بهذه الطريقة، سيتم تلبية جزء كبير من احتياجات البلاد في هذا المجال. وتابع: ليس الهدف أن نقوم نحن بإنتاج جميع المنتجات مباشرة، بل يمكننا، من خلال توفير الجهاز وتقديم خدمات الدعم، أن نكون جزءًا من هذا النظام البيئي، ونساعد المنتجين في هذا المسار.