إستدارة كازاخستان نحو موانئ جنوب إيران

في إعادة ترتيب المسارات التجارية بعد الحرب الروسية - الأوكرانية، اتخذت كازاخستان خطوة مهمة نحو الوصول المستدام إلى المياه المفتوحة وتعزيز ممر الشمال - الجنوب، بالإعلان عن استثمارات في ميناء الشهيد رجائي (في بندرعباس)، حيث أعلن المدير العام لمنظمة الموانئ الإيرانية عن توقيع اتفاقية بهذا الشأن في المستقبل القريب.

ففي إطار استراتيجيتها لتنويع المسارات التجارية والحد من الاعتماد على الممرات التقليدية، أعلنت كازاخستان عن خطط للاستثمار في ميناء الشهيد رجائي وإنشاء محطة لوجستية خاصة؛ وهو إجراء يمكن أن يعزز موقع إيران في معادلات الترانزيت في المنطقة.

 

برز هذا الموضوع خلال المنتدى التجاري الإيراني – الكازاخستاني في أستانا؛ حيث أعلن الرئيس الكازاخستاني أنه من الممكن مضاعفة قدرة نقل البضائع على المسار الحديدي كازاخستان – تركمانستان – إيران بحلول عام 2030، واعتبر الاستثمار في ميناء الشهيد رجائي أحد المشاريع المحورية لتحقيق هذا الهدف.

 

من وجهة نظر أستانا، أظهرت التطورات الجيوسياسية في السنوات الأخيرة، خاصة الحرب الروسية – الأوكرانية وزيادة عدم اليقين في المسارات البحرية التقليدية، ضرورة إعادة تعريف الشبكات اللوجستية أكثر من أي وقت مضى. كازاخستان، التي يمر جزء كبير من الحركة البرية بين الصين وأوروبا عبر أراضيها، تسعى الآن لترسيخ دورها كمركز لوجستي أوراسي ووصلة موثوقة لأسواق جنوب آسيا والخليج الفارسي.

 

في هذا السياق، من المقرر أن تعمل المحطة المقترحة لكازاخستان في ميناء الشهيد رجائي كمنصة مخصصة لصادرات كازاخستان، مع توفير إمكانية عبور البضائع من دول آسيا الوسطى الأخرى. ويعزز هذا النموذج سلسلة النقل المختلطة سكة حديد – بحر، ويحول مسار كازاخستان – تركمانستان – إيران إلى أحد الفروع النشطة لممر الشمال – الجنوب.

 

وفي إيران، يُنظر إلى هذا التعاون كفرصة لجذب الاستثمار الأجنبي وتعزيز دور البلاد في الممرات الدولية. فميناء الشهيد رجائي، الذي يسيطر على النصيب الأكبر من حركة الحاويات والتجارة البحرية في البلاد، يتمتع من حيث البنية التحتية بالقدرة على التحول إلى محور رئيسي يربط آسيا الوسطى بالمياه المفتوحة.

المصدر: فارس