خلال المؤتمر الدولي "الشهيد قاسم سليماني.. الدبلوماسية والمقاومة"؛

جابري انصاري: المقاومة استراتيجية وخطاب لن ينتهي ما دام الاحتلال قائما

اكد المدير العام لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) "حسين جابري أنصاري" على ان المقاومة استراتيجية وخطاب لن ينتهي ما دام الاحتلال قائما.

في كلمته خلال الندوة المتخصصة تحت عنوان “دور القائد سليماني في إعادة تشكيل النظام الإقليمي”، المنعقدة ضمن فعاليات المؤتمر الدولي “الشهيد قاسم سليماني؛ الدبلوماسية والمقاومة”، أكد المدير العام لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا)، حسين جابري انصاري على أن “المقاومة لم تنتهِ، ولن تنتهي طالما أن الاحتلال الصهيوني مستمر وطالما استمر إنكار وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه الطبيعية والبديهية.

 

 

وأشار جابري أنصاري الى أن الكثير من التصريحات حول “انتهاء المقاومة” تقوم على قراءات لحظية وسطحية، موضحا أن المقاومة ليست ظاهرة عابرة، بل نتاج واقع تاريخي وجيوسياسي يعود الى فترة ما بعد انهيار الدولة العثمانية، ومشروع التوطين الصهيوني في فلسطين بدعم دولي.

 

 

وقال: في كل مرة أُعلن فيها أن المقاومة انتهت -كما حدث بعد أحداث “أيلول الأسود” عام 1970، أو بعد الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982-عادت المقاومة أقوى وأوسع، من انتفاضة الى انتفاضة، ومن فصيل علماني الى حركات إسلامية مقاومة. وها هي اليوم، بعد 7 تشرين الاول/أكتوبر 2023، تُظهر أن “المقاومة المنهارة” كانت مجرد وهم لدى العدو.

 

 

ورفض جابري أنصاري الادعاءات التي تنظر الى المقاومة كـ”أداة” أو “ورقة ضغط” تستخدمها إيران، مؤكدا على أن “إيران لم تستخدم المقاومة كأداة، بل رأت في قوتها قوة للإسلام، وفي قضيتها قضية الأمة كلها.

 

 

وأضاف: المدرسة التي ينتمي اليها الشهيد سليماني -مدرسة الثورة الإسلامية- أنهت الثنائية المفتعلة بين “الهوية الإيرانية” و”الهوية الإسلامية”، ووحّدت بينهما: قدرة إيران هي قدرة الإسلام، وقوة التشيع هي قوة إيران والإسلام معا.

 

 

وأوضح أن المقاومة لم تقتصر على مواجهة الاحتلال الصهيوني فحسب، بل لعبت دورا حاسما في “إنقاذ دول المنطقة من الانهيار”، خصوصا في العراق وسورية، حين واجهت موجة التطرف المتمثلة في تنظيمات ارهابية مثل داعش، التي وصفها بأنها “ليست إسلامية، بل أداة تدمير بيد القوى الأجنبية”.

 

 

وخلُص جابري أنصاري الى ان الكيان الصهيوني اليوم فرض “نظام إقليمي جديد” قائم على إجبار إيران على خوض مواجهة مباشرة باهظة الثمن، لتفريغ استراتيجية المقاومة من مضمونها عبر الإرهاق. وقال: “نحن اليوم في مفترق طريق جديد. وعلى إيران، وعلى محور المقاومة، أن يُظهرا الحكمة والتدبير اللازمين للتعامل مع هذه المرحلة، ويواصلا الدفاع عن كرامة الأمة وحقوق الشعب الفلسطيني، لأن المقاومة بكل أشكالها خيار استراتيجي لا رجعة عنه”.

 

 

وفي ختام كلمته، شدّد على أن “الشهيد قاسم سليماني ليس مجرد رمز عسكري، بل تجسيد حي لرؤية جامعة بين الإيمان، المقاومة، والهوية، وستبقى مدرسته مصدر إلهام للأجيال القادمة”.

 

 

يُذكر أن المؤتمر الدولي، الذي يُعقد بالتزامن مع الذكرى السادسة لاغتيال القائد سليماني، ينظّمه مركز الدراسات السياسية والدولية بالتعاون مع “مكتب الحاج قاسم”، بمشاركة باحثين وإعلاميين إيرانيين وأجانب، ويستعرض أبعاد التفكير الاستراتيجي للشهيد سليماني وتأثيره على التحوّلات الجيوسياسية في المنطقة.

 

 

المصدر: ارنا