العميد نائيني: الانسجام الوطني هو هدف رئيسي للحرب المعرفية للأعداء اليوم

قال المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية، في إشارة إلى تحرّكات الأعداء بعد انتهاء الدفاع المقدّس الذي استمر 12 يوماً، إن تركيز الأعداء في المرحلة الراهنة ينصبّ على الحرب المعرفية ومحاولة إضعاف الروح المعنوية والانسجام الوطني للشعب الإيراني.

العميد علي‌محمد نائيني، المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية، قال صباح اليوم خلال مؤتمر صحفي مع وسائل الإعلام، عُقد في قاعة اجتماعات مجلس تنسيق الدعاية الإسلامية في محافظة غيلان، إننا «نحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى استلهام دروس يوم الله، ملحمة التاسع من دي»، مضيفاً أن العدو يتعلّم من تجاربه في مواجهة النظام، ويعمل باستمرار على تغيير أساليبه وأدواته.

 

 

وأشار نائيني إلى المؤامرات القديمة التي حيكت ضد الشعب الإيراني عبر التاريخ، قائلاً: إن الذكرى السادسة عشرة للملحمة الشعبية ليوم الله التاسع من شهر دي تُقام في ظروف لم يتخلَّ فيها قادة الفتنة الأميركيون والصهاينة منذ عام 2009 عن الفتنة والتهديد والفرض القسري ومواجهة نظام الجمهورية الإسلامية. ومن جهة أخرى، فإن العدو، وقد أصيب بالإحباط نتيجة إخفاقاته السابقة، ولا سيما في الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً، يسعى إلى نقل ساحة المواجهة من الحرب العسكرية إلى ساحة الحرب المعرفية.

 

 

وأوضح المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية، في إشارة إلى الإطلاق الناجح لثلاثة أقمار صناعية على أيدي القوات الداخلية في البلاد، أن هذا الإنجاز العلمي والتقني الكبير، الذي تحقق في ظل أشدّ ظروف الحصار، يعكس اعتماد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على قدرات ومعرفة وإبداع الشباب الإيراني، ويؤكد أن مسار تقدّم البلاد بالاعتماد على الطاقات الداخلية مستمر بقوة.

 

 

وشدّد نائيني على أهمية نقل الهوية التاريخية والثورية إلى الأجيال الجديدة، قائلاً: إن النقل الصحيح لهذه الهوية يؤدي دوراً حاسماً في تعزيز البصيرة والوعي والوحدة الوطنية وثقافة المقاومة في مواجهة التهديدات والتحديات المستجدّة.

 

 

وفي إشارة إلى أحداث شهر دي من عام 2009، قال نائيني: إن التاسع من دي عام 2009 كان حدثاً ملحمياً خالداً، وردّاً حاسماً وفريداً على تهديد بالغ التعقيد والخطورة؛ ملحمة ما تزال تُعدّ نموذجاً حيّاً وملهِماً وقابلاً للتكرار في مواجهة الأحداث الجديدة، وستبقى على الدوام مصدراً للعِبر والدروس.

 

 

وأضاف المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية: إننا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى إعادة قراءة الدروس والعِبر والروح الحاكمة لهذه الملحمة التاريخية الخالدة؛ تلك الروح التي تشكّلت على أساس البصيرة، والوحدة، والتمسّك بالولاية، والحضور الواعي للشعب.

 

 

وقارن نائيني بين فتنة عام 2009 والحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً، قائلاً: إن كلتا الحادثتين تُعدّان من أخطر الأحداث الأمنية والسياسية في البلاد، وقد صُمِّمتا بوصفهما تهديدين بالغَي التعقيد والخطورة بهدف إسقاط النظام، غير أنهما تحوّلتا، بفضل التدبير الحكيم لقائد الثورة الإسلامية ووحدة الشعب وبصيرته، إلى فرصة ونقطة قوة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

 

وأكد أن هاتين الحادثتين شكّلتا اختباراً حقيقياً للانسجام الوطني، ولمستوى البصيرة والمقاومة والقدرة على الصمود الاجتماعي والسياسي للشعب الإيراني في مواجهة العواصف العاتية للأحداث المعقّدة والصعبة؛ اختبار اجتازه الشعب الإيراني بكل فخر واقتدار.

 

 

وفي سياق آخر، ومع إحياء الذكرى السادسة لاستشهاد القائد الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني (رضوان الله عليه)، قال نائيني: إن الشهيد سليماني كان يؤكد بحق أن الفرص تكمن في قلب الحروب والأزمات، وقد أثبتت تجربة فتنة 2009 والحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً بوضوح أن قدرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الصمود والثبات والاستقرار والتماسك في مواجهة أشدّ التهديدات قد ترسّخت وتأكدت.

 

 

وأشار نائيني إلى التجارب العالمية في انهيار الأنظمة السياسية، قائلاً: في كثير من الدول، كان وقوع حادثة واحدة من هذا النوع كافياً لإسقاط نظام سياسي، وقد استخدم الغرب مراراً مثل هذه التجارب لإسقاط الأنظمة. غير أن ما حدث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أظهر أن جميع الأحداث الكبرى لم تؤدِّ إلى إضعاف النظام، بل كشفت عن مجتمع حيّ، وديناميكي، ومتمسّك بالقيم والهوية الوطنية.

 

 

وأضاف أن الشعب الإيراني لم يكن ولن يكون يوماً غير مبالٍ بالدفاع عن الأمن القومي، ووحدة الأراضي، وهوية البلاد، مؤكداً أن فتنة 2009 والحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً كانتا مشروعين لإضعاف النظام وإسقاطه، إلا أنهما انتهتا بالفشل بفضل قيادة حكيمة وحضور شعبي واعٍ، وتحولتا إلى صفحات مشرقة في تاريخ المقاومة والانسجام الوطني الإيراني.

 

 

وقال المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية إن الحكومات الغربية أعلنت مواقفها بشكل علني خلال فتنة 2009، وصرّحت صراحة بأنها ترى أن جميع متطلبات إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية متوفّرة، وفي تلك المرحلة، تولّى التيار الداخلي للفتنة وأذرعه التنفيذية مهمة العمل على تفكيك النظام من الداخل.

 

 

وختم نائيني بالقول: إن الولايات المتحدة، والكيان الصهيوني، وحلفاءهما، في الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً، اعتبروا العمل العسكري مجرد مقدّمة للحرب الأساسية والجديّة، أي مشروع الانهيار من الداخل، غير أنهم أخطأوا في حساباتهم خطأً استراتيجياً فادحاً في كلا المرحلتين، وانتهى بهم الأمر إلى الهزيمة.

 

 

المصدر: وكالة مهر