كُتّاب ومفكرون عرب يتحدّثون للوفاق عن مَآثِر الشهيد سليماني

الحاج قاسم.. رمز الأحرار في مسيرة تحرير القدس وفلسطين ونصرة المستضعفين

خاص الوفاق: في كل يوم وكل أسبوع وكل عام يمضي على استشهاد الشهيد الحاج الفريق "قاسم سليماني" فخر المقاومة وأسطورتها، كلما تجلّت بوضوح الخدمات التي قدّمها  هذا الشهيد المغوار للعالم الإسلامي والمقاومة، فلا ريب أن ما سعت إليه أمريكا والكيان الصهيوني وحلفاؤهما من ناحية إنهاء مسيرة المقاومة عبر اغتيال الحاج قاسم والشهيد الحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما قد باء بالفشل.

ورغم مرور ستة أعوام على استشهاد الحاج قاسم ورفيق دربه الشهيد الحاج ابو مهدي المهندس ورفاقهما، إلاّ أن دربهما مازال مستمرّاً بل وبكل قوّة.

 

والحقيقة أن الحاج قاسم سليماني قدم خدمات جليلة لجبهة المقاومة قبل استشهاده، وكان له دور مهم وحاسم في تحقيق النصر على الإرهاب الداعشي التكفيري في المنطقة، ناهيك عن دوره البارز والمحوري في دعم المقاومة في فلسطين ومساعدتها على شحذ سيوفها بوجه الإحتلال.

 

في هذا الصدد وبمناسبة الذكرى السادسة لاستشهاد الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفيق دربه الشهيد الحاج ابو مهدي المهندس ورفاقهما ، أجرت صحيفة الوفاق سلسلة حوارات مع عدد من الكتاب والشخصيات والنشطاء العرب حول دور الشهيد في المقاومة والقضية الفلسطينية وللعالم الإسلامي أجمع.

 

رمز محوري لدعم المقاومة الفلسطينية

 

في هذا الصدد، استعرض الكاتب والناشط الإجتماعي الجزائري “سيد محمد بوكريطة” لـ صحيفة الوفاق، مآثر هذا الشهيد ودوره في نصرة المستضعفين في العالم الاسلامي، وقال: بكل صدق وافتخار فإن الشهيد قاسم سليماني رحمة الله تعالى عليه هو رمز محوري لدعم المقاومة الفلسطينية، حيث كان العقل المدبّر لتسليح وتدريب فصائل المقاومة، وجعل فلسطين بوصلة محورية لمحور المقاومة، وأصبح استشهاده محفزاً لتوحيد الصفوف وتصعيد العمليات، مما أدى لزيادة الوعي بأهمية القضية الفلسطينية ورفض التواجد الأجنبي، مع استمرار إرثه في تعزيز قدرات المقاومة ميدانياً، كما يظهر في المناورات التي تضمنت صواريخ وطائرات مسيرة، ويُعتبر تجسيداً لـ”شهيد القدس” الذي وحد العالم الإسلامي حول الأقصى.

 

وأكمل موضحاً: من المهام والأدوار التي قام بها الشهيد قاسم سليماني هي تزويد المقاومة بالسلاح والتدريب، حيث كان له الدور الكبير  في إيصال الأسلحة المتطورة (صواريخ وطائرات مسيرة) لغزة وفتح أبواب التدريب للكوادر العسكرية للمقاومة الفلسطينية، ولا يختلف اثنان على أن الشهيد قاسم سليماني ربط اسم سليماني بالقضية الفلسطينية، خاصة القدس، وجعلها البوصلة الأساسية والأولى لمحور المقاومة، مما عم الوعي لدى كثير من الجمهور العربي والإسلامي على حدّ سواء.

 

وأوضح بوكريطة: وللتاريخ فإن توسيعه وتطويره قوة القدس كقوة عابرة للحدود لدعم المظلومين، والمستضعفين في تلك البقعة من الأرض حيث تمت توسيع جبهة المقاومة في المنطقة، وكذا تعزيز القدرات العسكرية دون ان ننسى أنه كان القوة الضاربة والعقل المدبر في تأسيس المناورات الفلسطينية التي تضمنت أسلحة متقدمة، مما يدل على استمرارية تطوير القدرات القتالية للمقاومة.

 

ولكن لكل كتاب أجل ونال ما كان يصبو إليه وهي الشهادة في سبيل الله تعالى، واستشهاده أطلق سياسة “الانتقام الصعب” التي تهدف لإخراج القوات الأمريكية من المنطقة، وهو هدف أساسي للمقاومة، زد على ذلك  المسيرات المليونية لتشييعه أثبتت أن المقاومة تتجاوز الأفراد، وأن استشهاده لم يوقفها بل زادها وعياً وتصميماً، كما يظهر في تخليد ذكراه في غزة كتأكيد على أن القضية الفلسطينية مركزية وتجمع  كل الشرفاء والأحرار حول العالم.

 

وأكمل الكاتب الجزائري مُستعرضاً الدور الذي لعبه الشهيد سليماني ورفيق دربه الشهيد ابو مهدي المهندس في سبيل تحرير فلسطين ومواجهة الاحتلال: بكلّ تأكيد فقد شهد محور المقاومة حتى الآن استشهاد العديد من القادة البارزين والمتميزين، ومما لا شك فيه أن أحد أهم القادة كان الفريق الحاج قاسم سليماني رحمه الله تعالى، والشهيد ابو مهدي المهندس كذلك، وعلى اعتاب الذكرى السادسة لاستشهاده ورفيق دربه الحاج القائد الشهيد جمال جعفر (أبو مهدي المهندس)، تستمر حرب الإبادة الصهيونية برغم ما يسمى ” وقف اطلاق النار” ضد غزة، ولا يوجد حتى الآن أي مؤشر على انتصار الصهاينة في هذه الحرب، ومن خلال ملاحظة بعض تصريحات الحاج قاسم سليماني، تبين أن قائد قوة القدس الراحل كان له وجهة نظر دينية تجاه القضية الفلسطينية ومن الناحية العقائدية، اعتبر الشهيد سليماني الدفاع عن فلسطين أحد أمثلة الدفاع عن الإسلام وأيضاً عن الثورة الإسلامية الإيرانية في آن واحد.

 

وأضاف موضّحاً: في الواقع، كان الشهيد سليماني يعتقد أن الدفاع عن فلسطين هو من مُثُل الثورة الإسلامية، ، وقد أكد الحاج الشهيد عدة مرات أن فلسطين هي خط المواجهة لنا وللعالم الإسلامي كله، ولذلك كتب في عام 2018 في رسالة إلى الشهيد أبو خالد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام: “من يسمع نداء الفلسطينيين ولا يساعدهم فليس بمسلم”، واعتبر الحاج سليماني دعم القضية الفلسطينية أحد أمثلة الواجب الديني الخالص.

 

وللتذكير في رسالة أخرى كتب الشهيد سليماني إلى الشهيد محمد الضيف رحمه الله تعالى القائد الفلسطيني الذي قاد ” طوفان الأقصى”:”على الجميع أن يتأكدوا من أن إيران لن تترك فلسطين وحدها مهما زاد الضغط واشتدت العقوبات، وان الدفاع عن فلسطين شرف لنا ولن نتجاهل هذا الواجب أمام العالم، فأصدقاء فلسطين هم أصدقاؤنا وأعداء فلسطين هم أعداؤنا، وهذه كانت وستظل سياستنا، وإن الدفاع عن فلسطين هو مثال للدفاع عن الإسلام، ومن سمع دعوتكم ولم يلتفت فليس بمسلم.

 

ومن الأعمال الكثيرة و المتنوعة لصالح القضية الفلسطينية ومن الناحية العملياتية، لعب الفريق الشهيد سليماني دوراً هاماً وبارزاً في الدفاع عن فلسطين وتعزيز قوة الردع للفصائل الفلسطينية، وكذلك في مكافحة الكيان المحتل للقدس، ويقول السيد زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية: “إن القوة والتسهيلات التي حققتها غزة اليوم هي النتيجة الجهود الكبيرة التي بذلها الشهيد سليماني، وتعتبر حرب الـ 22 يوما إحدى الحوادث التي قدم فيها القائد سليماني دعما عمليا للفلسطينيين، ويمكن تسمية أهم عمل قام به الجنرال سليماني في الحرب التي استمرت 22 يوما بتسليم الأسلحة للفلسطينيين وفشل حصار غزة.

 

وتابع بوكريطة موضحاً: لا أحد ينكر فضله العظيم في لعبه دوراً بارزاً في انتقال الفلسطينيين من الدفاع بالحجارة إلى عملية طوفان الأقصى لأنه، وفق ما ذكره قائد الثورة الإسلامية، “ملأ الشهيد سليماني أيدي الفلسطينيين”، في هذا الصدد يقول السيد القائد الإمام الخامنئي: إن خطة الأميركيين وخطتهم لفلسطين كانت نسيان القضية الفلسطينية؛ إبقاء الفلسطينيين في حالة ضعف حتى لا يجرؤون على القتال، ولكن هذا الرجل ملأ أيدي الفلسطينيين؛ لقد فعل شيئًا تقف فيه منطقة صغيرة، مثل قطاع غزة، أمام الكيان الصهيوني بكل ادعاءاته، سيسبب لهم مشكلة سيقولون خلال 48 ساعة، يا سيدي، دعونا ننادي بوقف إطلاق النار؛ وقد قام بذلك الحاج قاسم سليماني، وهذا ما قاله لي إخواننا الفلسطينيون مراراً وتكراراً.

 

وأوضح: لقد كان الهدف النهائي للشهيد سليماني هو تحرير القدس الشريف، فقد تزامن انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية مع إحياء القضية الفلسطينية، وساد نوع من اليأس من محاربة الكيان الصهيوني بين بعض الدول في حينها أحيت الثورة الإسلامية الإيرانية القضية الفلسطينية في واحدة من أولى مبادرات السياسة الخارجية، سمى الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه)، المؤسس العظيم للثورة الإسلامية، الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك بيوم القدس دفاعاً عن القضية الفلسطينية.

 

وأردف: كانت أمنية الشهيد سليماني تحرير القدس الشريف، وكانت بالنسبة له أوليته القصوى، حيث تجدر الإشارة إلى أن الحاج قاسم كان يعتقد أن الهدف النهائي لمحور المقاومة هو تحرير القدس الشريف، وقد عم هذا الرأي جميع عناصر هذه الجبهة المقاومة.

 

وتابع الكاتب الجزائري موضّحاً: بالتزامن مع مرور الذكرى السادسة على اغتيال قائد قوة القدس الشهيد الحاج قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس عند مطار بغداد الدولي، تتكّشف عدة حقائق وصوٌر لمسيرة الشهيد سليماني ، فبدون شك أن هذا الفعل الشنيع، كان الهدف الفعلي لهذا الاغتيال هو وقف مسار تصاعد قوة محور المقاومة وقدراته، عبر إزاحة قائد قوة القدس والمدير العملاني لمناورة المحور المذكور في مواجهة الأميركيين والصهاينة.

 

ان هذه الشهادة دليل على العمق الاستراتيجي للثورة الاسلامية في ضمير الثوار والاحرار الذين قاتلوا داعش الارهابي وسكبوا اضاحي الفداء ودماء الشهادة والشهداء في اخاديد الحرية والتحرير عبر سنوات المكابدة والبذل المستمر مثلما جسدا درسا في اشتباك الرجال وهم يخوضون المعارك الاخيرة في التاريخ ضد أعتى موجة ارهابية قادمة من كهوف التطرف والتكفير

 

واختتم بالقول: ان ما  كشفت عنه وقائع السنوات الست التي مرّت بعد شهادتهما هو توسع دائرة الاتباع والعشاق والمؤيدين لمدرسة هذين الشهيدين مثلما بقي نهج التحرير والاصرار على معالجة الاحتلال الداعشي الارهابي قاعدة استلهام لدى الطيف الاوسع مع ابناء الامة وفي المقدمة طيف الالوية الجسورة في الحشد الشعبي.

 

نشعر بوجود هذا الشهيد البطل 

 

من جهتها، قالت “مي صبحي الخنساء” المحامية والناشطة في القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، ومسؤولة منظمة مرصد حقوق الإنسان في بيروت: الشهيد الحاج قاسم سليماني القائد الذي ارعب العدو لشدة تفانيه في خدمة القضية الفلسطنية وقد قدم بكل رضى وشجاعة خدمات للامة الإسلامية، واسس كوادر ذات قدرات لمحاربة العدو الغاصب لدولة فلسطين، ومن هنا فان غيابه وان كان خسارة كبيرة لمحور المقاومة الا انه اسس كوادر تعمل من اجل تحرير الارض بشكل يذكرنا به ونشعر بوجود هذا الشهيد البطل.

 

وعن الدور الذي لعبه الحاج قاسم في سبيل تحرير فلسطين ومواجهة الاحتلال، أوضحت: عمل الشهيد سليماني على نصرة المظلومين في العالم والكفاح ضد المستكبرين، ومن هنا كان دعمه اللامحدود للفصائل الفلسطينية ولمحور المقاومة في قطاع غزة، حتى انه نسي نفسه ونسي عائلته وكرّس كلّ وقته لفلسطين وللقضايا المحقّة ولنصرة المظلومين.

 

واختتمت قائلةً: الشهيد الحاج قاسم سليماني هو حيّ نراه يوميا، كيف لا وهو الذي أعطى الشعوب المقهورة أمل بأن النصر آت لا محالة.

 

جنرال المعارك وأسطورة الميدان

 

كما عرّج الخبير والمحلل السياسي اللبناني محمد هزيمة، على مآثر الحاج الشهيد قاسم سليماني، قائلاً: عندما سئل سماحة السيد الشهيد الاقدس السيد حسن نصرالله عن من يتربع في قلبه قال السيد القائد الإمام الخامنئي، وعندما قيل له من بعد القائد قال الشهيد سليماني، وكان ذلك قبل استشهاد الشهيد سليماني الرجل الذي اربك كل حسابات الاميركين، وشكّل حالة تفوق ايّ رقم صعب في صناعة المعادلات الاستراتيجية، وكيف حول المقدرات قدرات قلبت مشهد الصراع وادخلت لغة جديدة للتفوق بمصطلح اسمه الشهيد قاسم سليماني جنرال المعارك واسطورة الميدان بلا كلل ولا ملل متجاوزا الجغرافيا ليكتب المستقبل ويصلح التاريخ بصفحاته السوداء من الخنوع  والاستسلام الى الامل بارادة صلبة وعزيمة ايمان مطلق لا يلين.

 

وأردف: من هنا نعرف مدى اهمية الشهيد قاسم سليماني جنرال المعارك، نتعرف عليه بروابطه العقائدية الدينية ويحضر مشهد دوره بالمواجهات القتالية العسكرية، وماذا يعني للمقاومة كثقافة وعي وعزيمة قائد ميداني يرسم الخطط ويشرف على تنفيذها بالميدان بموقع مجاهد وهو قيادي مكتمل الاوصاف على رأس محور  المقاومة.

 

وأوضح: في الحقيقة الرجل المؤمن الملتزم المتواضع قام بتكليفه الديني والجهادي وقد دعم بالمباشر وغير المباشر للمقاومة، ولا زالت بصماته واضحة على كل الجبهات اعداد تدريبا تجهيزا متابعة، رجل باع لله جمجمته ولم تأخذه لومة لائم من هؤلاء المنبطحين، وبقي الشهيد سليماني هو البوصلة لأحرار العالم وبوصلته فلسطين بمعايير نصرة المظلوم ومواجهة الظالم والدفاع عن الامة.

 

واختتم بالقول: ان هذا الشهيد الذي قل نظيره في الجهاد والايمان كان رجل في أمة حتى اصبح أمة في رجل، ومن يصبح كذلك يثلم في الجهاد ثلمة لا يسدها إلا من اراده الله، لذلك صحيح انه ارتقى شهيدا ونال الوسام الارقى والدرجه الاعظم والدرجة التي عمل إليها، ويسعى لها كل الاحرار لكنه باق في الميدان مع كل صاروخ يطلق حاضر مع كل صرخة مقاوم، فأمثالة يرحلون ولا يغيبون حاضرون في كل ساح تاريخهم سلاح.

 

توحيد قوى محور المقاومة وتعزيز قدراتها الدفاعية

 

من ناحيتها، تحدّثت الكاتبة والاعلامية مها السعدي العراقية، للوفاق عن دور الشهيد سليماني ورفيق دربه الشهيد ابو مهدي المهندس في تشكيل المقاومة ودعمها،وقالت: يمثّل الشهيد الحاج قاسم سليماني رمزا مفصليا في مسار محور المقاومة، إذ أسهم بدورٍ حاسم في توحيد قواه وتعزيز قدراته الدفاعية في مواجهة مشاريع الهيمنة والاحتلال.

 

أما على صعيد القضية الفلسطينية، فقد كان داعما ثابتا لحق الشعب الفلسطيني في التحرر وتقرير المصير، مؤمنًا بأن فلسطين هي بوصلة الصراع في المنطقة، وأن دعم مقاومتها واجب أخلاقي واستراتيجي لا يخضع للمساومات السياسية.

 

وتطرّقت الكاتبة والاعلامية العراقية الى أبرز خصائص شخصية الشهيد سليماني، و الدور الذي لعبه في سبيل تحرير فلسطين ومواجهة الاحتلال، قائلةً:  تميّزت شخصية الشهيد سليماني بالجمع بين البعد الإنساني والرؤية الاستراتيجية العميقة؛ كان قائدًا ميدانيا قريبا من المقاتلين، وفي الوقت نفسه صاحب فكرٍ سياسي يدرك تعقيدات الصراع الإقليمي. لعب دورًا بارزًا في دعم قوى المقاومة سياسيًا ولوجستيًا، وأسهم في بناء توازن ردع في مواجهة الاحتلال، مؤكدًا أن مقاومة الظلم والاحتلال هي حق مشروع تكفله القوانين الإنسانية والأعراف الدولية.

 

واختتمت بالقول: في ذكراه، نستحضر قيم الإخلاص والتضحية التي جسّدها الشهيد الحاج قاسم سليماني، ونؤكد أن استشهاده لم يُنهِ حضوره، بل زاده رسوخا في وجدان الأحرار. إن إرثه يتمثل في الثبات على المبادئ، ونصرة المظلومين، واحترام سيادة الدول وحقوق شعوبها، وهي قيم ستبقى حية ما دامت هناك شعوب تنشد الحرية والكرامة.

 

مزٌ استراتيجي للقضية الفلسطينية

 

من جهته، قال العلامة الشيخ عبدالله الصالح نائب أمين عام جمعية العمل الاسلامي “أمل”، أن الشهيد قاسم سليماني كان ركيزة أساسية في دعم محور المقاومة، وصرّح: وفر السلاح والخبرات والتمويل لفصائل المقاومة الفلسطينية، وساهم في تعزيز وحدتها وصمودها، مما جعله رمزاً استراتيجياً للقضية الفلسطينية.

 

واستعرض الشيخ صالح نقاط مركزة حول أهمية الشهيد سليماني قائلاً:

 

  • دعم مباشر لفلسطين: عن طريق نقل خبرات عسكرية، ودعم المقاومة الفلسطينية، خصوصاً في غزة.
  • تعزيز القدرات: حيث لعب دوراً محورياً في تطوير قدرات المقاومة من الحجارة في الانتفاضة الأولى إلى الصواريخ الدقيقة في المراحل اللاحقة.
  • وحدة الصف: حيث اهتم بتقريب الفصائل الفلسطينية وتوحيد جهودها ضد الاحتلال، معتبراً أن تحرير فلسطين قضية مركزية.
  • رمزية استراتيجية: حيث وُصف بأنه كلمة السر في بناء المقاومة الفلسطينية، إذ جعلها أكثر تماسكاً وقوة في مواجهة الكيان الصهيوني.
  • حضور دائم في المعارك: حيث شارك في دعم ساحات المقاومة ضد أميركا والكيان الصهيوني وعملائهم الإرهابيين الدواعش، مما جعله رمزاً جامعاً لمحور المقاومة.

 

وأكمل موضّحاً: شخصية الشهيد قاسم سليماني اتسمت بالجمع بين القيادة العسكرية الصلبة والروح الإيمانية المتواضعة، مما جعله نموذجاً فريداً في محور المقاومة، وكان يرى أن تحرير فلسطين هو جوهر الصراع، فكرّس جهده لتقوية الفصائل الفلسطينية وتزويدها بالقدرات النوعية لمواجهة الاحتلال.

 

وأيضاً هناك نقاط مركزة حول شخصيته ودوره، مثل:

 

  • شخصية متواضعة وميدانية: فقد عاش بين الجنود والمقاتلين، بعيداً عن الأضواء، مما أكسبه ثقة واسعة.
  • رؤية استراتيجية: حيث اعتبر أن فلسطين هي البوصلة، فربط كل ساحات المقاومة بهدف نهائي هو تحريرها.
  • دعم عملي للمقاومة: فقد أشرف على نقل الخبرات العسكرية وتطوير قدرات الصواريخ والطائرات المسيّرة لدى الفصائل الفلسطينية.
  • شبكة إسناد إقليمية: عمل على توحيد جبهات المقاومة في لبنان، العراق، سوريا، واليمن لخدمة القضية الفلسطينية.
  • رمزية جامعة: تحوّل إلى رمز عالمي للمقاومة ضد الاحتلال والهيمنة، مما جعل استشهاده دافعاً إضافياً لاستمرار الكفاح.

 

واختتم المسؤول في جمعية أمل البحرينية، قائلاً: نعم، الشهيد قاسم سليماني لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان بوصلة استراتيجية جعلت فلسطين محوراً لكل جهد مقاوم، ورمزاً لوحدة الأمة في مواجهة الاحتلال والهيمنة، واستشهاده رسّخ حضوره كعنوانٍ للثبات والإصرار، وأصبح دمه وقوداً إضافياً لمسيرة التحرير.

 

كان يؤمن أن فلسطين هي البوصلة

 

في السياق كذلك، قالت “ريما فارس” الخبيرة والناشطة اللبنانية لصحيفة الوفاق: لم يكن الشهيد الحاج قاسم سليماني شخصية عسكرية عابرة في تاريخ المنطقة، بل كان عمودا فقريًا في بناء محور المقاومة كخيار استراتيجي في مواجهة المشروع الصهيوني-الأمريكي.

 

وأضافت:أهميته تكمن في أنه نقل المقاومة من حالة الدفاع المتفرق إلى محورٍ متكامل، مترابط الساحات، موحّد الهدف.

 

أما في القضية الفلسطينية، فكان يؤمن أن فلسطين هي البوصلة، وأن أي مقاومة لا تنتهي عند القدس هي مشروع ناقص،ودعم فصائل المقاومة سياسيًا وعسكريًا ومعنويًا، وساهم في كسر العزلة عنها، وربط معركتها بسائر جبهات الأمة، حتى بات العدو يحسب حساب غزة كما يحسب حساب أي جبهة إقليمية.

 

وأكملت: الشهيد سليماني كان قائدا ميدانيا بروحٍ عقائدية، يجمع بين الذكاء العسكري والتواضع الإنساني، وبين الصرامة في المواجهة والصدق في الإيمان، لم يكن يبحث عن الأضواء، بل عن النتائج،ودوره في مواجهة الاحتلال الصهيوني تمثّل في ترسيخ معادلة الردع، وبناء قدرات المقاومة، وإيمانِه بأن تحرير فلسطين ليس شعارًا، بل مسار طويل يحتاج إلى نفسٍ طويل، وصبر، ووحدة دم وسلاح،وكان يرى أن المعركة مع الاحتلال معركة وجود لا حدود، ولذلك عمل على جعل فلسطين حاضرة في كل جبهة، من لبنان إلى سوريا، ومن العراق إلى اليمن.

 

واختتمت موضحةً: أقول إن الشهيد الحاج قاسم سليماني لم يرحل؛ لأنه تحوّل إلى مدرسة مقاومة، وإلى وعيٍ حيّ في وجدان الأحرار،واغتياله كشف خوف العدو منه حيًا وميتًا، وأثبت أن القادة الكبار لا تُنهيهم الرصاصات، بل تخلّدهم.

 

سلامٌ عليه يوم وُلد مقاوما، ويوم عاش نصيرًا لفلسطين، ويوم استُشهد على طريق القدس، وسيبقى دمه شاهدًا على أن هذا الطريق، مهما طال، لا عودة عنه.

 

المصدر: الوفاق/ خاص