إعلامي وكاتب فلسطيني للوفاق:

الشهيد القائد سليماني شهيد القدس ورمزٌ أممي وأيقونة للمقاومة

خاص الوفاق: في ذكرى استشهاد الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، تستحضر شعوب المنطقة والعالم صورة رجل تجاوز حدود الجغرافيا والسياسة ليصبح أيقونة أممية للمقاومة. لم يكن الشهيد سليماني مجرد قائد عسكري يقود المعارك، بل كان مدرسة متكاملة جمعت بين الفكر الاستراتيجي والعمل الميداني، وبين العقيدة والمرونة، وبين السياسة والمقاومة.

عبير شمص

 

 

لقد تحوّل إلى رمز خالد يقوم على الإيمان بحتمية النصر ورفض الذل والهوان، ورسّخ ثقافة المقاومة كخيار وجودي في مواجهة الاحتلال والهيمنة. إن الحديث عنه في ذكرى شهادته هو حديث عن إرث فكري وتنظيمي وروحي ما زال يوجّه الأجيال، ويمنحها الثقة بالصمود والانتصار، ويؤكد أن حضوره المعنوي باقٍ رغم غيابه الجسدي.

 

في هذا السياق، أجرت صحيفة الوفاق مقابلة خاصة مع الإعلامي والكاتب الفلسطيني حمزة البشتاوي، الذي قدّم رؤيته حول إرث الشهيد سليماني ودوره في محور المقاومة، وفيما يلي نص الحوار:

 

سليماني من قائد إلى رمز استراتيجي

 

قال الإعلامي البشتاوي إن الشهيد الأُممي القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني لم يكن قائداً عسكرياً فحسب، بل شخصية مؤثرة في بلورة وتطبيق مفاهيم الرؤية الاستراتيجية لمحور المقاومة.

 

وأوضح أنه جمع في شخصيته العمل العسكري والسياسي والاجتماعي والإعلامي، مؤكداً أنه أسهم في تعزيز التنسيق والأفكار التخطيط بعيد المدى في ساحات تحوّل فيها إلى رمز بما مثله من حضور وتأثير كثائر أُممي ونموذج  يُحتذى لكل ثائر في هذا العالم في مواجهة الظلم والاحتلال.

 

محور المقاومة بعد غياب سليماني.. الثوابت والتحديات

 

أكد الكاتب البشتاوي أن النهج الذي سار عليه القائد الشهيد سليماني والأهداف التي ناضل من أجلها لم تتغير رغم غيابه، مشيراً إلى أنه أصبح رمزاً سياسياً وجهادياً ومعنوياً لكل من ينتمي إلى خيار وثقافة المقاومة وخاصةً في لبنان وفلسطين وسوريا واليمن والعراق. وأضاف: أن هذا لا يعني غياب التحديات المتعلقة باستمرار محور المقاومة الذي يواجه مرحلة جديدة من التحديات بما يتعلق بالربط الاستراتيجي بين الساحات ومواجهة الضغوط واستمرار العدوان والتهديدات ومحاولة شيطنة هذا المحور الذي ما زال قادراً على الصمود والمواجهة رغم كل التحديات القائمة، وأوضح الإعلامي البشتاوي أنه صحيح هناك متغير ولكن الثوابت التي أرساها سليماني ما زالت قائمة ويتمسك بها أبناء المنطقة الرافضون للظلم والاحتلال.

 

الإرث الفكري والتنظيمي الذي تركه سليماني

 

أوضح الكاتب البشتاوي أن الإرث الفكري والتنظيمي الذي تركه الشهيد كبير وعظيم على صعيد البصمات الفكرية والتنظيمية التي انعكست على محور المقاومة خاصةً في ما يتعلق بوحدة ساحات المواجهة في الصراع الطويل الأمد مع قوى الباطل والاحتلال.

 

وقال إنه كان مثالاً للقائد العقائدي والسياسي المرن، دون أن يتخلى عن الإطار الفكري العام، مؤكداً أنه آمن بمبادئ الثورة الإسلامية في إيران مع احترامه للخصوصيات المحلية لدى قوى ودول المحور. وأضاف: أن هذه الملامح  والجهود التنظيمية التي تركها أصبحت جزءاً أساسياً من إرث المقاومة الذي يستند إليه حتى اليوم.

 

المؤشرات الدالة على الأثر الدائم لجهوده

 

أشار الكاتب البشتاوي إلى أن أبرز المؤشرات التي تدل على أثر القائد الشهيد سليماني الدائم تتمثل في زرع الثقة بالنفس، والمرونة في العمل، والنفس الطويل في إدارة المعركة، إضافةً إلى تعزيز الترابط بين مكونات محور المقاومة وتوحيد الرؤية في الصراع مع الاحتلال وقوى الهيمنة والسيطرة. وأكد أنه ركّز بشكلٍ دائم على نقل الخبرات وتطوير القدرات، وهو ما ترك بصمة بالغة الأهمية في مرحلة حساسة من تاريخ المنطقة.

 

بناء مستقبل الصراع على نهج القائد الشهيد سليماني

 

قال الكاتب البشتاوي إن المستقبل يُبنى على نهج القائد الشهيد سليماني ومدرسته، موضحاً أنه وقف مع فلسطين وغزة والضفة والقدس حتى لُقّب بـ«شهيد القدس».

 

وأكد أنه استند إلى إيمان عميق بحتمية النصر ورفض الذل والهوان، وهو ما أصبح جزءاً من الوعي الشعبي لدى عموم شعوب المنطقة خاصةً تلك التي تعرف سيرته.

 

وأضاف أن هذا النهج غيّر موازين القوى لصالح المقاومة، التي كانت وما زالت تتحلى بالصبر الاستراتيجي والقدرة على مواجهة الاحتلال الصهيوني ومشروع الهيمنة والسيطرة الأميركية، مشدداً على أن مدرسة القائد الشهيد سليماني هي الأساس في قراءة الصراع ومواجهة التحديات المقبلة.

 

اختتم الإعلامي البشتاوي حديثه بالتأكيد على أن الشهيد الأُممي قاسم سليماني يُمثل مدرسة متكاملة في الفكر والعمل، جمعت بين العقيدة والمرونة، وبين التخطيط الاستراتيجي والعمل الميداني، وبين السياسة والمقاومة.

 

وأنه لم يكن مجرد قائد، بل رمزاً أُممياً خالداً سيبقى اسمه مرتبطاً بالحرية والكرامة، وبكل معركة تخوضها شعوب المنطقة ضد الظلم والاستبداد.

 

المصدر: الوفاق/ خاص