خاص الوفاق/ الشيخ القطناني: لاشجر ولابشر يسلم من شرّ الإحتلال الصهيوني

أيّ زائر للأراضي المحتلّة والذي يأتي إلى نقاط التفتيش يرى بأمّ عينيه الإجرام الذي يمارسه الإحتلال تجاه الفلسطينيين لم يسلم منه لا حجر ولا شجرولابشر..

2023-04-10

شارك الشیخ طه القطاني في الندوة التمهيدية لمؤتمر “القدس تراث مشترك بين الأديان” والتي أُقيمت بالتعاون الإعلامي مع صحيفة الوفاق وألقى كلمته كما يلي نص الكلمة:

لاشجر ولابشر يسلم من شرّ الإحتلال

قال الشيخ طه القطاني والذي إستشهدت إبنته “أشرقت القطناني” في عام 2015 على أيدي القوات الصهيونية ولم تمرّ إلا ساعات على لحظة إستشهادها حتى إتصل سماحة السيد حسن نصرالله به وعزّاه: من كلّ فلسطين التي هي من رأس الناقورة إلى أم الرشراش أوجّه لأحرار العالم كلّ تحيّة وإجلال وأسألهم هل من مظلومية أعظم ممّا وقع عليه الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الإحتلال؟ وهو الشعب الذي تُسلب منه أرضه وتُهوّد مقدّساته وتُهان نساءه ويُضرب رجاله ويتعرّض لشتّى صنوف الإضلال والإهانة. أيّ زائر للأراضي المحتلّة والذي يأتي إلى نقاط التفتيش يرى بأمّ عينيه الإجرام الذي يمارسه الإحتلال تجاه الفلسطينيين لم يسلم منه لا حجر ولا شجرولابشر.

الفلسطيني يحافظ على مقدسات الجميع

تابع القطاني: تلك المقدسات تُهان وتُنتهك حراماتها وأنّها للعبادة. سابقاً كان اليهود يشاركون الفلسطينيين الكثير من الأشياء في الأرض المحتلة وكانوا يُصلّون عند الحائط الشرقي وليس كما اليوم يصلّون عند الحائط الغربي ولم يكن يمنعهم الفلسطينيون من الصلاة وكان المسلمون يُحافظون دائماً على المقدسات الإسلامية والمسيحية وحتى اليهودية وأُخبركم مسألة ربّما تكون غريبة عندكم الفلسطيني كان يشعر بأنّ عليه واجب أخلاقي و ديني ووطني أن يحمي كلّ المقدّسات ويحافظ عليها.

المسلمون يحترمون الديانات

وأضاف: حدّثني أحد المحققين الذين كانوا يُحقّقون معي من المحتلّين: أنّنا والمسلمون والمسيحيون قبل 85 عاماً كنّا نعيش معاً وكان المسلمون يُضيئون لنا الأسرجة لأنّه الديانة اليهودية تمنع أتباعها من إضاءة السُرُج والمصابيح في أيام السبت كما هو معلوم. الجيران المسلمون كانوا يُضيئون لنا ويُشعلون النار كي نعيش مرتاحين. هذا بمعنى أنّ المسلم لم يكن يوماً من الأيام إلغائياً ولا إقصائياً ولايُعادي الآخرين بل كان يُرحّب دائماً بالآخرين.

إيران تحتضن أتباع الأديان

وأشار إلى تجربة دولة إيران في التعايش السلمي مع الأديان: في إيران اليهود موجودون وبقايا الزرادشة والمسيحيون أيضا موجودون وهؤلاء يمارسون طقوسهم من دون أي مانع أو مشكلة بل يتعايشون مع المسلمين بكل حريّة وسلميّة.

 

الإحتلال أمر سياسي وليس دينيّاً أبداً

وأردف: نحن الذين نؤمن بأفضلية الأئمة، نعتقد بكلام سيدنا الإمام علي عليه السلام: الناس إمّا نظير لك في الدين أو نظير لك في الخلق. بناء على هذه العبارة: نحن لا نُحقّر الناس ولاننظر إليهم من علياء بل نحترم الجميع وننظر إليهم كأنّنا نظراء في الخلق وكنّا من آدم وهو كان من التراب.

ما يقوم به الإحتلال عبارة عن قضية سياسية وليست دينية أبداً ويمارس الإضلال للأسف. هناك الكثير من رجال الدين اليهود والذين لهم مواقف متقدّمة في صراعنا مع الإحتلال ويرفضونه ويسمّونه باطلاً وهذا يُسجّل لهم وهم شركاؤنا في نضالنا مع العدو الصهيوني.

نداء لأحرار العالم

وفي ختام كلامه قال: كلّ الأحرار في العالم يرون مظلومية الشعب الفلسطيني وأنّها تستحقّ النصرة ونقول لكل الأحرارفي العالم بغض النظرعن ديانتهم: كونوا معنا على إختلاف دياناتكم وإختلاف إيديولوجياتكم وإختلاف مذاهبكم وطوائفكم ومواقفكم، فالظلم ظلمات يوم القيامة. كونوا معنا لنصرة المظلومين ونطالبكم بأن تقفوا إلى جانب كلّ مظلوم ومضطهد.