في ظل احتجاجات داخلية في الكيان الصهيوني

تفاقم الخلاف السياسي بين إسرائيل وأمريكا

خاص الوفاق: عبر الديموقراطيون في أمريكا عن استيائهم من الوضع الحالي وصعود المتطرفين والخلافات الحزبية داخل الليكود وما إلى ذلك، وبالطبع يعتبرون هذا الوضع فرصة عظيمة لتهميش نتنياهو.

2023-04-17

خلال الأشهر الماضية، ومع تصاعد الخلافات السياسية الداخلية في عمق الكيان الصهيوني، تسببت عدة عوامل في تأثير الخلافات الداخلية على السياسة والعلاقات الخارجية لكيان الاحتلال. يمكن رؤية مثال واضح على هذه القضية من كلام جو بايدن تجاه رئيس وزراء الكيان الصهيوني ولهجة نتنياهو تجاه رئيس الولايات المتحدة.

كانت أمريكا المعروفة بالداعم والحليف لهذا الكيان منذ بداية تأسيسه، وخلال ادارة الديموقراطيين للبيت الأبيض (سواء كان كارتر أو أوباما) تميل إلى التباعد حسب متطلبات الوقت والظروف التاريخية للعلاقة بين الاثنين. على الرغم من أن معظم الخلافات كانت حول قضايا مثل المستوطنات في الأراضي المحتلة، وخاصة القدس الشرقية، وقضايا حقوق الإنسان الفلسطينية، وعدم الانسحاب من الضفة الغربية، وما إلى ذلك، فان الديمقراطيين بالمقارنة مع الجمهوريين كانوا ينتهجون سياسة العصا والجزرة تجاه القضية الفلسطينية .

الآن، عبر الديموقراطيون في أمريكا عن استيائهم من الوضع الحالي وصعود المتطرفين والخلافات الحزبية داخل الليكود وما إلى ذلك، وبالطبع يعتبرون هذا الوضع فرصة عظيمة لتهميش نتنياهو.

على الرغم من ابداء نتنياهو اللين تجاه مطالب المحتجين الصهاينة وتأجيل الإصلاحات القضائية في الكيان الصهيوني، فإن لهجة وكلمات بايدن ليست ناعمة وكانت سلبية تجاه نتنياهو. كما رد نتنياهو بشدة على كلام بايدن وزعم “أن إسرائيل لا تتخذ قراراتها بناء على ضغط خارجي، حتى لو كانت هذه الضغوط من أصدقاء مقربين لإسرائيل (أمريكا)”!

على الرغم من اعتقاد بعض المحللين أن الادارة الأمريكية سترسل إشارة إيجابية إلى تل أبيب بعد انسحاب نتنياهو الأولي من إصلاحاته المثيرة للجدل، فإن ذلك لم يحدث.

مع تصاعد الأزمة السياسية والاحتجاجات في فلسطين المحتلة، طلب البيت الأبيض في البداية من نتنياهو تقديم تنازلات للمعارضة، لكن تعليقات بايدن الأخيرة تجاوزت الموقف الأولي للبيت الأبيض. حيث ألمح بايدن إلى أن رئيس وزراء كيان الاحتلال الصهيوني لن يكون موضع ترحيب في البيت الأبيض.

يسعى رئيس الولايات المتحدة إلى الإضرار بالحياة السياسية لنتنياهو في عام 2023 لكي تسقط حكومته. هذا الأمر يدور في أذهان المحللين بسبب لهجة وكلمات الاستياء التي أطلقها نتنياهو لبايدن والعكس صحيح. لأن نتنياهو أصبح الآن بمثابة قنبلة موقوتة مدمرة للديمقراطيين، وبسبب التأثير الكبير للوبي الصهيوني في أمريكا، فإنه له تأثير سلبي مدمر على الرأي العام ويمكنه أن يتحدى جو بايدن والحزب الديمقراطي. يعتقد الديمقراطيون أنه بغض النظر عما يحدث في فلسطين المحتلة، فإن بقاء نتنياهو في السلطة بسبب علاقاته الوثيقة مع الحزب (الجمهوري) المنافس سيزيد من قوة المناورة الانتخابية للجمهوريين في عام 2024.

بالإضافة إلى ذلك، يخطط نتنياهو لإثارة موضوع الإصلاحات القضائية مرة أخرى في الأشهر المقبلة ويؤكد هذا الموضوع. كما نصحه مستشارو جو بايدن باستخدام خيار الانسحاب المطلق بدلاً من الانسحاب المؤقت في الإصلاحات القضائية لنتنياهو. قدم أشخاص مثل يائير لابيد وبيني غانتس هذا الطلب إلى الديمقراطيين الأمريكيين.

تظهر استطلاعات الرأي في الأراضي المحتلة أنه إذا أجريت انتخابات مبكرة، وهي خط أحمر بالنسبة لنتنياهو وأعضاء حكومته، يمكن للائتلاف المنافس الفوز بأغلبية المقاعد في الكنيست الصهيوني .

بالنظر إلى الاحتجاجات الداخلية في الأراضي المحتلة، وضعف موقف نتنياهو، لا يملك  الاخير في الوقت الحالي سلطة كبيرة لمواجهة جو بايدن، لكن رغم ذلك، وبينما يصر على تنفيذ الإصلاحات القضائية، فإنه يعرب ضمنيًا عن تأييده وتقديره لجو بايدن في دعم اسرائيل.

بصورة عامة يبني الرؤساء الأمريكيون، سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين، نهجهم السياسي على دعم ماهية وكينونة إسرائيل.

ومن المتوقع أن نشهد في الأسابيع المقبلة تصاعد الخلافات خلف ستار البيت الأبيض ونتنياهو وأعضاء الحكومة الصهيونية، وليس من المستبعد أن تكون نتيجة هذه الخلافات في الحاق الضرر بحزب الليكود وتصبح حكومة الائتلاف على شفا الانهيار والتفكك ونحو ذلك، ومن المتوقع أن يتم تفعيل اللوبي الصهيوني ضد الديمقراطيين ومن أجل مصالح الجمهوريين.

المصدر: الوفاق خاص / حميد مهدوي راد

الاخبار ذات الصلة