فيما تسود حالة من القلق الشارع الباكستاني...

تداعيات محاولة إغتيال عمران خان تتفاقم

حكومة شهباز شريف تبحث الخيارات القانونية الممكن استخدامها لمقاضاة رئيس الوزراء السابق.

2022-11-08

لا تزال تداعيات محاولة اغتيال رئيس الوزراء الباكستاني السابق وزعيم حزب “إنصاف” عمران خان، مستمرة داخل البلاد، لا سيما عقب إعلانه -في آخر تصريح مصوّر- استمرار المسيرات يوم الثلاثاء المقبل.

في الوقت نفسه، تبحث الحكومة الباكستانية برئاسة شهباز شريف الخيارات القانونية الممكن استخدامها لمقاضاة عمران خان على خلفية اتهامه مسؤولين كبارا بالتخطيط لاغتياله.

وسبق أن وجّه خان اتهامات لشريف ووزير داخليته رانا ثناء الله، والجنرال في المخابرات فيصل نصير، بالتخطيط لمحاولة اغتياله، وهو ما تنفيه الحكومة والجيش.

*ما الإجراءات القانونية التي تسعى الحكومة لاتخاذها ؟

وفقا لصحيفة “دون” الباكستانية، الأحد، فإن شهباز شريف دعا إلى تشكيل “لجنة قضائية كاملة” للتحقيق في مزاعم خان وبعض قيادات حزبه بأن رئيس الوزراء ووزير الداخلية وضابطا عسكريا كبيرا هم المسؤولون عن محاولة اغتياله في وزير آباد. وحول الخيارات التي قد تلجأ إليها الحكومة، يقول الخبير القانوني حيدر وحيد للجزيرة نت “يمكن أن يذهبوا إلى حد اتهامه بزرع الفتنة في البلاد، أو ربما التشهير الجنائي كأحد الخيارات الأخرى”.

من جهته، يرى رئيس معهد الدراسات السياسية في إسلام آباد خالد رحمن، أن إعلان رئيس الوزراء إنشاء لجنة قضائية مهم ويظهر أن حكومته لديها هذا الخيار لمتابعة هذا المسار بقوة مع عدد من القضايا قيد النظر سابقا.

أما الصحفي والمحلل السياسي جاويد صدّيق، فلا يرى خيارات كثيرة بالنسبة للحكومة في هذا السياق، إلا إذا فعل عمران خان شيئا آخر مثل التشهير بشكل أوسع بشخصيات من الجيش أو بالجيش كمؤسسة.

*ما السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة المقبلة؟

هناك حالة من القلق تسود الشارع الباكستاني حول ما هو آتٍ. ويضيف أن أغلب الباكستانيين يعتقدون الآن أن الانتخابات المبكرة هي الحل الوحيد لإنهاء هذا الصراع.

وحول السيناريوهات المتوقعة، يقول صديق إن أبرزها و”التي يأمل الشعب الباكستاني أن تحدث”، هي الحوار بين أصحاب المصلحة السياسيين وبضغط من المؤسسة العسكرية.

واستذكر صديق حالة من الماضي، عندما تفاقم الصراع في التسعينيات بين كل من رئيسي الوزراء السابقيْن نواز شريف وبينظير بوتو، حيث كان للجيش الدور الأبرز في إجبارهما على الحوار وإجراء انتخابات مبكرة. ورغم أن عمران خان يرى أن الجيش يعمل ضده، يقول صديق، فإن تعيين قائد جديد للجيش خلال الشهر الحالي يمكن أن يغيّر من المعادلة. ويرى المحلل أن أي قائد جديد لن يرضى بهذا الوضع وسيكون حل الصراع السياسي أولوية بالنسبة له.

*سيناريو جديد ومساحات جديدة

تعيين قائد جديد للجيش سيقود إلى سيناريو جديد ومساحات جديدة لجميع اللاعبين. ويرى رحمن أن هذه الأحداث ربما تمهد لمرحلة جديدة، “فإذا لم يتحول الوضع إلى صدام مباشر أو أي ترتيب دستوري إضافي، فيجب أن يُنظر إلى الأزمة الحالية على أنها تحرك نحو توازن جديد”.

من جهة أخرى، يقول خبراء إن خان لا يتمتع بالدعم المطلق وفقا لآخر الاستطلاعات، ولذلك فنجاحه يكمن في الحفاظ على وتيرة عالية من التصعيد وسيبذل قصارى جهده لاستمرار الحفاظ على زخمه.

ويرى الخبراء أنه سيكون من الصعب الاستمرار لفترة طويلة دون أي نجاح حقيقي. ويضيف أن عمران خان لم يكن إصراره على حل الحكومة بل على إعلان موعد الانتخابات، “وهذا ستعلنه الحكومة بعد فترة لحفظ ماء الوجه”.

وفي حال فشلت الحلول السلمية، يعتقد الخبراء أن أحد السيناريوهات الأخرى هو انزلاق البلاد إلى حرب أهلية. وقال “إذا لم تُعقد انتخابات مبكرة، أو تم تعطيل الانتقال السلمي للسلطة في البلاد بطريقة أو بأخرى، فإن ذلك سيؤدي إلى حالة من العنف”.

*ما تداعيات الصراع السياسي داخليا وخارجيا؟

وحول خطورة المرحلة المقبلة، يرى الخبراء إنها ستكون خطيرة ما لم يتم تدارك الوضع، فعندما تقع البلاد في حوادث كهذه، فإن الأمن الداخلي للبلاد يتأثر بصورة سلبية، وذلك يمكن أن يقود إلى حرب أهلية في باكستان.

أعضاء وأنصار حزب “إنصاف” مشحونون بشكل كبير، ولديهم انتماء عظيم لقيادتهم، وبشكل خاص الشباب منهم. كما أن محاولة الاغتيال أثارت مشاعر الكثيرين في أغلب المدن الباكستانية.

إضافة الى تأثيرات من الخارج، حيث أن “أعداء باكستان وعلى رأسهم الهند يستفيدون من هذا الوضع”، وإن الإعلام الهندي يروّج أن باكستان مقبلة على وضع خطير جدا يهدد استقرارها.

وعلى المستوى الاقتصادي، يلفت الخبراء إلى تراجع مستمر منذ بداية الأزمة الحالية قبل أشهر، ورغم المحاولات المستمرة لإنقاذ الاقتصاد، فإن باكستان الآن سياسيا واقتصاديا في زاوية صعبة، كما يقول صديق. من ناحية أخرى، ورغم أن الهجوم على عمران خان أدى بالتأكيد إلى تصاعد سخونة الأزمة السياسة الباكستانية، فإن خالد رحمن يقلل من تأثير ذلك على الواقع باتجاه تغييره.

*دور المؤسسة العسكرية

وعن دور المؤسسة العسكرية في باكستان، يرى الخبراء أن لدى جيش البلاد القدرة على إجبار الأحزاب السياسية على التفاوض وإنهاء الأزمة. بينما يرى بعض المحللين أن هذه المؤسسة في موقف ضعيف بينما عمران خان الذي يحصل على ذروة دعمه السياسي، يعارضها بصوت عالٍ. وهذا أمر غير مسبوق. ولكنه استدرك أن “التراجع الكامل للمؤسسة العسكرية في هذه المرحلة غير وارد.