تحت شعار القدس توحد الانسانية

الإحتفال بيوم القدس العالمي بالقاهرة

أكد جميع الحضور على ان قضية القدس قضية أساسية وهي قضية العصر بالنسبة للعرب والمسلمين على وجه الخصوص.

2023-04-17

بالفعل هو شعور عام من قبل اصحاب الضمائر من كل البشر تجاه فلسطين والقدس التي تقع تحت آخر نظام احتلال صهيوني عنصري في التاريخ.

حيث تتواكب هذا العام مناسبة الاحتفال بيوم القدس العالمي مع عيد قيامة النبي عيسى عليه السلام. فصار عليه الصلاة والسلام وما وقع عليه من ظلم وخيانة هو قضية فلسطين كأرض وشعب. بينما يمثل (يهوذا) أحد حواريه، والذي باع هذا النقي الشريف للرومان، رمزا الخيانة والنذالة، والتي تشبه خيانة نتنياهو وحكومته (حكومة الاحتلال) للأرض والبشر، وحتى لليهودية نفسها.

والشكر يعود للجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي سنت سنة حميدة ما بعد قيام الثورة الإيراينة تتمثل في تذكير البشر بقيمة القدس للبشرية، وليس فقط للمسلمين والعرب، وما يحدث لإخواننا الفلسطينيين يوميا من إنتهاكات.

وعليه، إنه في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان والتي وافقت 14 إبريل 2023، وكالعادة من كل عام، وحيث يقع محل إقامة السفير الإيراني ورئيس المصالح الإيرانية في مصر (السيد/ محمد حسين سلطاني فرد) في مصر الجديدة بالقاهرة، تم تنظيم الإحتفال بيوم القدس العالمي.

وعليه فقد تمت دعوة العديد من المفكرين والدبلوماسيين والمؤثرين داخل مصر للمشاركة في هذا اليوم الرائع للتذكير بأن القضية الفلسطينية لم تمت، وأيضا تعاطفا مع إخواننا الفلسطينيين.

وقد شرفت بتقديم الحفل للمرة الثالثة بعد عام 2018 والعام الماضي 2022 مع السفير والمتحدث الرسمي حاليا باسم الخارجية الإيرانية (السيد/ ناصر كنعاني) حيث توقف هذا الحفل بسبب جائحة كورونا لمدة سنتين (2020 و2021).

وكان التنظيم جيد للغاية، حيث تعاوننا سويا في إنجاح هذا الحفل الموقر حوالي إسبوع قبل الحفل، واتفقنا على وجود جملة رئيسية لحفل هذا العام “القدس توحد البشرية” ونشرنا الفيديو الترويجي لسيادة السفير على كافة وسائط التواصل الاجتماعي.

وكانت من أجمل المفاجآت التي حدثت في هذا الحفل، إبلاغ وحضور السفير السعودي القائم بالأعمال لدى القاهرة لهذا الحفل (السيد/ حمود جرمان الأسمرى)، وكانت مفاجآة في غاية السرور، وتؤكد حسن النوايا وجودة إتفاق المصالحة الأخير ما بين البلدين (السعودية وإيران).

طبعا – أيضا قام (السيد/ طه الباشا) وهو شخصية محترمة ووطنية وتتعاطف مع القضية الفلسطينية، وأيضا من محبي التعاون مع الجانب الايراني، بتقديم (ماكيت خشبي يشبه المسجد الأقصى تماما) لسيادة (السفير/ سلطاني فرد) كهدية من مصر الى الشعب والحكومة الإيرانية على دورها في دعم القضية الفلسطينية.

ومن بين كبار الشخصيات المثقفة التي حضرت من الجانب المصري وكان لهم كلمات مؤثرة د/ محمد السعيد إدريس وكذلك د/ رفعت السعيد ود/ جمال زهران، وكذلك ممثلي سفارات كل من روسيا والصين واليابان وطاجيكستان والهند وكوبا وفنزويلا وسوريا.

حيث أكد جميع الحضور على ان قضية القدس قضية أساسية وهي قضية العصر بالنسبة للعرب والمسلمين على وجه الخصوص. وأننا نتمنى في يوم أن نحتفل سويا بتحرير أراضينا الفلسطينية من دنس أعداء الإنسانية (الكيان الصهيوني)، وأن قوتنا في وحدتنا.

وطبعا – أنه مع مخاض نظام عالمي جديد، سيصبح ذلك أكبر حافز للإسراع بحل القضية الفلسطينية والقضاء على أحادية القطب والهيمنة والغطرسة الأنجلوسكسونية في العالم وبالفعل يوجد تغير حادث وخصوصا مع بروز القوى الجديدة على الساحة والدولية.

فكان ما تقوم به الصين من خلال القوى الناعمة والدبلوماسية ومبادراتها للصلح مابين الدول العربية والاسلامية الكبرى المتنازعة دورا كبيرا في هذا المشهد العالمي، وكذلك محاولة اللعب نقديا بعيدا عن (هيمنة الدولار) التي خلقت بسبب ارتباطه بالنفط منذ مؤتمر جاميكا عام 1975.

فأصبح البترول حاليا يسعر باليوان، وكذلك إتفاقيات التعاون الكبرى ما بين الصين والبرازيل أيضا في أشكال 20 إتفاقية أكبر رد على الفيدرالي الأمريكي في هذا الصدد، وكذلك ما رجع به ماكرون من زيارته للصين والكلام عكس ما ذهب به إلى الصين عن ضرورة استقلال الموقف الأوروبي عن الأمريكي.

وبطبيعة الحال لا يمكن ان نفصل الدور الروسي الكبير في التسريع بمخاض نظام عالمي جديد، بحربها على الناتو، وليس على أوكرانيا، ومحاولة القضاء على النازيون والمرتزقة من خلال المصيدة الأوكرانية والتي ستقلب حتما موزاين القوى في صالح القوى الجديدة.

ولا يزال الإعلام الغربي الكاذب يتذرع بحرب روسيا أو إحتلال روسيا لأوكرانيا، ونسوا ان لدى امريكا حوالي 1000 قاعدة حربية موزعة حول العالم، وتخل هذه القواعد بسيادة واقتصاد الدول التي توجد بها لأنها تتحمل كلفة وجودها.

ولو كانت أمريكا تريد تطويق الصين من خلال مبادارات غير ناجحة وغير مثمرة مثل (أوكوس والهندي الهادي)، إلا ان امريكا قد نسيت أن الطاقة تتركز مع القوى الجديدة.

وبدون طاقة في يديهم، لن يتمكنوا من القيام بأي شيء خصوصا استراتيجي في حال ما ارتفعت من جديد اسعار الطاقة عالميا. فلن تتمكن لا استراليا ولا الهند ولا اليابان من لعب هذا الدور الذي يتصوره الغرب، لأنها تحتاج الطاقة للنمو الاقتصادي.

حيث أمنت الصين نفسها بشكل كبير من خلال اتفاقيات النفط مع الجانبين الايراني والسعودي، وكذلك الغاز مع الجانبين الروسي والقطري على عكس أمريمكا التي تستخرج نفط إحفوري ملوث للبيئة سيكون له اثر مسرطن على العديد من البشر في أمريكا.

ومع استمرار المنظومة البنكية الغربية التي تقاد من قبل الفيدرالي برفع الفائدة بشكل جنوني، وفي غير حالات الرخاء، فلا زالت البنوك الغربية بالكامل في منطقة خطر الإفلاس مرة أخرى، لأن أسباب الإفلاس الأولى لم ولن تعالج لأن الصقور ليسوا بالراشدين دائما.

فأمريكا في وضع يرثى له بعد موضوع تسريبات السي آي إيه الخاصة بـخطة ما يسمى ضحكا (هجوم أوكرانيا المضاد في الربيع على القوات الروسية) – وهذا ما قلته تحديدا وقاله قلة من الملمين بالفعل باالساحة الدولية، وخصوصا (الشأن الروسي) عن قرب واحترافية، بإستحالة هزيمة روسيا ولو من خلال الناتو لأن الملعب (روسي بامتياز) وما لدى روسيا ليس لدى الغير.

ونذكر أمريكا أن سواء تسريبات ويكيليكس في 2008 ثم في 2016، وقبلها تسريبات ضابط المخابرات الأمريكي (إدوارد سنودن) في 2013 كانت ربما أسوأ من هذه المرة بكثير. ولكن لم يتعاطى الإعلام حتى في منطقتنا كثيرا هذه المواد، والتي كانت تؤكد فضيحة ضلوع امريكا في صنع الإرهاب والتصنت عل العالم، وحتى الحلفاء وكان من ضمنهم (ميركل) نفسها المستشارة السابقة لألمانيا.

ويفصح لنا هذا الوضع حقيقة مؤداها أن (الفردانية والأنوية) هي نفسها أكبر معول هدم لـ (النيوليبرالية الغربية) لأنها تقدس المال والمصلحة الشخصية عن الإنسان – فيمكن أن نشتري السي آي إيه والرئيس الأمريكي نفسه بصفقة أو بمال، مع انتفاء فكرة الوطنية والانتماء، هذه هي حقيقة المجتمعات الغربية دون أخلاقيات.

وهذا للعلم.

أحمد مصطفى

رئيس مركز آسيا للدراسات والترجمة

ومشروع عين على الشرق بالتعاون مع بوابة الأهرام

 

 

المصدر: الوفاق