منعرج عنيف وإرهابي لا مصلحة للشعب فيه.. سحابة سوداء فوق السودان  

2023-04-18

تفاقم الوضع الإنساني بالخرطوم جراء الاشتباكات( روتيتر)

 

تواصل القتال في العاصمة السودانية، لليوم الثالث على التوالي، بعد إعلان الجيش وقوات الدعم السريع في بيانين منفصلين الاتفاق على مقترح للأمم المتحدة بفتح “مسارات آمنة للحالات الانسانية” لثلاث ساعات، وبعد مقتل أكثر من 50 مدنياً، بينهم 3 عاملين في برنامج الأغذية العالمي.

وفيما أفاد أطباء بإصابة المئات من جراء المعارك، حذرت منظمة الصحة العالمية في بيان من أنّ “العديد من مستشفيات الخرطوم التسعة التي تستقبل المدنيين المصابين، تعاني نفاد وحدات الدم ومعدات نقل الدم وسوائل الحقن الوريدي وغيرها من الإمدادات الحيوية”.

وأضافت: “مع استمرار القتال في الخرطوم وأجزاء أخرى من السودان، تحضّ منظمة الصحة العالمية جميع أطراف النزاع على احترام حيادية الرعاية الصحية وضمان الوصول غير المقيّد للمصابين إلى المرافق الصحية”.

*إغلاق الحدود المصرية ـ التشادية

وأثارت المواجهات الدائرة منذ السبت بين الجيش وقوات الدعم السريع إدانات دولية ومخاوف إقليمية، ما أدّى إلى إغلاق حدود مصر وتشاد المجاورتين. وتبادلت قوات الدعم السريع والجيش السوداني الاتهامات بالمبادرة إلى القتال.

وكان دوي القصف يُسمع في شوارع الخرطوم المهجورة التي انتشرت فيها رائحة البارود القوية، بحسب شهود.

وأوضح بيان الجيش أنّه تقرر فتح المسارات 3 ساعات، بدءاً من الرابعة بعد الظهر، لتنتهي العملية عند السابعة مساء. وأكّدت قوات الدعم السريع أنّ الجانبَين يحتفظان بحقهما في الرد في حالة حدوث تجاوزات من الجانب الآخر.

وعلى الرغم من ذلك، ظل يُسمع دوي إطلاق نار كثيف في وسط الخرطوم قرب المطار، فيما تصاعد دخان أسود كثيف من المنطقة المحيطة.

من جهة أخرى، قُتل 3 عاملين في برنامج الأغذية العالمي في إقليم دارفور غربي السودان، بحسب الممثل الخاص للأمم المتحدة للسودان فولكر بيرثيس، الذي “دان بشدة الهجوم على موظفي الأمم المتحدة” ومنشآت المنظمات الإنسانية في دارفور.

وقال بيان صادر عن مكتبه إنّ برنامج الأغذية العالمي قرر تعليق عمله في السودان بسبب الأوضاع الراهنة.

*”محاسبة المسؤولين”

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ” محاسبة المسؤولين” عن مقتل العاملين في برنامج الأغذية العالمي.

وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، في بيان، إنّ الأمين العام “يدين بشدة” مقتل مدنيين، من بينهم الموظفون الأمميون الثلاثة، وأعرب عن أسفه “لتضرر مباني الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى بمقذوفات وتعرضها للنهب في أماكن عدة في دارفور”.

وذكر برنامج الاغذية العالمي، من جهته، تضرر إحدى الطائرات المستخدمة في عملياته السبت في مطار الخرطوم الدولي.

وأكدت مديرة البرنامج سيندي ماكين أنّ “برنامج الأغذية العالمي ملتزم بمساعدة الشعب السوداني الذي يواجه انعداماً حاداً في الأمن الغذائي”، معقبةً: “لكننا لن نستطيع القيام بعملنا الذي ينقذ الأرواح إذا لم يتم ضمان سلامة طواقمنا وشركائنا”.

وبحسب الأمم المتحدة، يحتاج ثلث سكان السودان إلى مساعدات إنسانية.

*أحزاب عربية تدين أحداث السودان

من جهتها دانت عدد من الأحزاب العربية التي تتابع بانشغال كبير تطورات الأوضاع في السودان، واصفين ما يحصل بـ “المنعرج العنيف والإرهابي والذي لا مصلحة للشعب السوداني فيه”.

ودعت الأحزاب في بيان مشترك إلى “الإيقاف الفوري لصوت الرصاص وعودة الجيش لثكناته، وحل كل المليشيات ومن بينها عصابات الجنجويد المسماة قوات الدعم السريع، الملطخة أيديها بدماء العزل والأبرياء وخاصة في إقليم دارفور”.

كذلك دعت كل القوى التقدمية في المنطقة وفي العالم إلى “شد أزر الشعب السوداني وثورته، والتصدي لكل أشكال التدخل الإقليمي والدولي لضرب المسار الثوري، ووأده مثلما حدث مع بقية الثورات العربية، وذلك من أجل تأبيد السيطرة والتحكم في المنطقة ومقدراتها”.

ومن الأحزاب والمنظمات الموقعة: حزب العمال – تونس، وحزب النهج الديمقراطي العمالي – المغرب، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والحزب الشيوعي اللبناني، وحزب الشعب الديمقراطي الأردني (حشد)، وحركة نستطيع-موريتانيا، وتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA، وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي – مصر، والحركة التقدمية الكويتية، وحزب الشعب الفلسطيني، والحزب الشيوعي الأردني، والمنبر التقدمي البحريني، وحزب القطب-تونس، وحزب الوطنيبن الديمقراطيين الموحد-تونس، والحزب الشيوعي السوداني.

ومنذ ساعات، طالبت الجامعة العربية بوقف الاشتباكات كافة حقناً للدماء وحفاظاً على أمن وسلامة المدنيين ووحدة أراضي السودان وسيادته.

وشدّد بيان الجامعة العربية على أهمية العودة السريعة إلى المسار السلمي لحل الأزمة السودانية، محذراً من خطورة التصعيد العنيف وما يصاحب ذلك من تداعيات خطيرة يصعب تحديد نطاقها داخلياً وإقليمياً.

*تجدد الاشتباكات

هذا وتجددت الاشتباكات في عدة مناطق بالعاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في حين تُظهر صور ارتفاع الدخان من بعض أحياء العاصمة السودانية حيث تندلع حرائق منذ ليلة الأحد، وذلك مع دخول الاشتباكات العسكرية بين الطرفين يومها الثالث.

وتجددت الاشتباكات في محيط مطار مروي شمالي السودان. وكانت اشتباكات ليلية اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق قريبة من شارع الستين، والجنوب الغربي للعاصمة، بعد هدوء لم يدم طويلا.

في غضون ذلك، قال مصدر حكومي مسؤول في وزارة التعليم السودانية إن حريقا شب في مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الخرطوم ليل الأحد.

وأضاف المصدر أن الحريق اندلع في الطابق الثاني الذي يحتوي على معلومات تخص كل الجامعات السودانية، فضلا عن أجهزة وصفت بالحساسة.

وقد تضاربت الأنباء حول السيطرة على القصر الجمهوري بالعاصمة السودانية الخرطوم، وذلك في ثالث أيام الاشتباكات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع، مع استمرار القتال في المطار الدولي ومناطق عدة من العاصمة وعدد من الولايات.

وأعلن مصدر عسكري بالجيش السوداني أن الجيش سيطر بالكامل على مطار مَرَوي وأسر عددا كبيرا من الجنود والضباط في المطار. وأضاف المصدر أن سيارات الدعم السريع فرت من المطار وعلى متنها مجموعة من الأسرى المصريين.

وكشفت صور أقمار صناعية حديثة التقطتها شركة ماكسار، عن حجم الدمار الذي لحق بمطار الخرطوم الدولي، حيث تظهر أعمدة دخان تتصاعد من طائرات مدنية متوقفة في مدرج المطار. كما رصدت الأقمار الصناعية مشاهد للدمار الذي لحق بالجسور ومحطة القطارات ووزارتي الدفاع والطاقة.

*حصيلة ضحايا الاشتباكات

من جانبها أعلنت نقابة أطباء السودان، الاثنين، عن ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى 97 قتيلا، وعدد كبير من الجرحى.

وجاء في بيان للنقابة أن “ما لا يقل عن 97 شخصا قتلوا منذ اندلاع الاشتباكات في البلاد يوم السبت”، موضحا أن الحصيلة لا تشمل كل القتلى، إذ أن الكثير منهم لم ينقلوا إلى المستشفيات بسبب صعوبات التنقل.

وفي وقت سابق، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن 83 شخصا لقوا مصرعهم على الأقل وأكثر من 1126 آخرين قد جرحوا، في السودان جراء موجة العنف الأخيرة.